حديث: أين صلاته بعد صلاته وصومه بعد صومه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في فضل من طال عمره وحسن عمله

عن عبيد بن خالد السُلمي قال: آخى رسول الله ﷺ بين رجلين، فقتل أحدهما، ومات الآخر بعده بجمعة أو نحوها، فصلينا عليه، فقال رسول الله ﷺ: «ما قلتم؟» فقلنا: دعونا له، وقلنا: اللهم اغفر له، وألحقه بصاحبه، فقال رسول الله ﷺ: «فأين صلاته بعد صلاته، وصومه بعد صومه؟» شك شعبة في صومه. «وعمله
بعد عمله، إن بينهما كما بين السماء والأرض».

صحيح: رواه أبو داود (٢٥٢٤)، والنسائي (١٩٨٥) كلاهما من طريق شعبة، عن عمرو بن مرة، قال سمعت عمرو بن ميمون، عن عبد الله بن رُبَيِّعة، عن عبيد الله بن خالد السلمي فذكره واللفظ لأبي داود، ولفظ النسائي نحوه إلا أنه قال بعد ذكر عبد الله بن رُبَيِّعة: وكان من أصحاب النبي ﷺ، ويقال: إن شعبة لم يتابع على قوله هذا، وقد نفى أبو حاتم الصحبة له، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين.

عن عبيد بن خالد السُلمي قال: آخى رسول الله ﷺ بين رجلين، فقتل أحدهما، ومات الآخر بعده بجمعة أو نحوها، فصلينا عليه، فقال رسول الله ﷺ: «ما قلتم؟» فقلنا: دعونا له، وقلنا: اللهم اغفر له، وألحقه بصاحبه، فقال رسول الله ﷺ: «فأين صلاته بعد صلاته، وصومه بعد صومه؟» شك شعبة في صومه. «وعمله
بعد عمله، إن بينهما كما بين السماء والأرض».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث شريف رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن ماجه في سننه، وغيرهما، عن عبيد بن خالد السلمي رضي الله عنه. وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا بإذن الله.

أولاً. شرح المفردات:


● آخى: أي عقد أخوة إيمانية بين شخصين، كما فعل النبي ﷺ بين المهاجرين والأنصار.
● بجمعة أو نحوها: أي بعد أسبوع تقريبًا.
● فأين صلاته بعد صلاته؟: استفهام إنكاري، أي كيف تطلبون له اللحاق بصاحبه مع تفاوت درجاتهما في العمل الصالح؟
● شك شعبة: شعبة بن الحجاج أحد رواة الحديث، وهو ثقة حافظ، وشكه لا يضر لأن الحديث ثبت من طرق أخرى.
● كما بين السماء والأرض: كناية عن البعد الشاسع والتفاوت الكبير.

ثانيًا. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي عبيد بن خالد السلمي أن النبي ﷺ عقد أخوة إيمانية بين رجلين من الصحابة، فاستشهد أحدهما في سبيل الله، وبعد ذلك بحوالي أسبوع توفي الآخر (طبيعيًا). فصلى النبي ﷺ على المتوفي الثاني، وسأل الصحابة: "ماذا قلتم في دعائكم؟" فأجابوا: دعونا له وقلنا: "اللهم اغفر له وألحقه بصاحبه" (أي بالشهيد). فأنكر النبي ﷺ عليهم هذا الدعاء بقوله: "فأين صلاته بعد صلاته؟ وصومه بعد صومه؟ وعمله بعد عمله؟" يعني: كيف تساوون بينهما في الدعاء باللحاق مع أن الشهيد قد فضله بكثرة عمله الصالح؟ ثم بين ﷺ أن الفرق بين منزلة الشهيد ومنزلة المتوفي الطبيعي كالفرق بين السماء والأرض في البعد والعلو.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- تفاوت درجات المؤمنين في الجنة بحسب أعمالهم: فالشهيد له منزلة عظيمة لا يبلغها من مات على فراشه، ولو كان صالحًا.
2- عدم المساواة في الدعاء بين متفاوتين في العمل: فلا ينبغي الدعاء لشخص باللحاق بآخر أفضل منه في العمل الصالح، لأن ذلك يتضمن عدم الاعتراف بفضل الله الذي أعطى كلًا حسب عمله.
3- فضل الشهادة في سبيل الله: وهي من أعلى المراتب عند الله، كما في الحديث: "للشهيد عند الله ست خصال..." (رواه الترمذي).
4- الأخذ بالأسباب في نيل الدرجات: فالمؤمن يجتهد في الطاعات ليرتفع درجاته عند الله، ولا يتكل على مجرد الدعاء دون عمل.
5- حكمة النبي ﷺ في تعليم الصحابة: حيث نبههم إلى هذا الخطأ في الدعاء ليعلمهم دقة التفاضل بين الأعمال.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدخل في باب "تفاضل الأعمال" و"فضل الشهادة".
- يستفاد منه أن الدعاء يجب أن يكون مناسبًا لحال الشخص، فلا ندعو للمتقين بالرحمة فقط كما ندعو للعصاة، بل ندعو لهم بالمغفرة والرفعة.
- الشك في رواية شعبة في كلمة "صومه" لا يضعف الحديث لأنه ثابت من طرق أخرى.
أسأل الله أن يرزقنا الإخلاص في العمل، ويلحقنا بالصالحين، وأن يوفقنا لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢٥٢٤)، والنسائي (١٩٨٥) كلاهما من طريق شعبة، عن عمرو بن مرة، قال سمعت عمرو بن ميمون، عن عبد الله بن رُبَيِّعة، عن عبيد الله بن خالد السلمي فذكره واللفظ لأبي داود، ولفظ النسائي نحوه إلا أنه قال بعد ذكر عبد الله بن رُبَيِّعة: وكان من أصحاب النبي ﷺ، ويقال: إن شعبة لم يتابع على قوله هذا، وقد نفى أبو حاتم الصحبة له، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين.
والحديث في مسند الإمام أحمد (١٦٠٧٤) من طريق شعبة بإسناده ولكن قال هذا القول في شأن عبيد الله بن خالد السلمي بأنه كان من أصحاب النبي ﷺ.
وفي الحديث دليل على فضيلة طول العمر إذا كان معه العمل، ويدل عليه أيضًا حديث سعد بن أبي وقاص كما سبق في كتاب الوضوء، باب ما جاء في فضل الوضوء والصلاة عقبه.
وأما ما رُوي عن طلحة بن عبيد الله في حديث طويل فهو منقطع وتم تخريجه في الباب المشار إليه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 163 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أين صلاته بعد صلاته وصومه بعد صومه

  • 📜 حديث: أين صلاته بعد صلاته وصومه بعد صومه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أين صلاته بعد صلاته وصومه بعد صومه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أين صلاته بعد صلاته وصومه بعد صومه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أين صلاته بعد صلاته وصومه بعد صومه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب