حديث: أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الأمر بحسن الظن بالله عند الموت

عن حيَّان أبي النضر قال: دخلت مع وائلة بن الأسقع على أبي الأسود الجُرَشي في مَرضه الذي مات فيه فسلَّم عليه وجلس، قال: فأخذ أبو الأسود يَمِينَ واثلةَ فمسح بها على عينَيه ووجهه لبيعته بها رسولَ الله ﷺ، فقال له واثلة: واحدة أسأَلك عنها. قال: وما هي؟ قال: كيف ظنك بربك؟ قال: فقال أبو الأسود: وأشار برأسه -أي حسن. قال وائلة: أبْشر إني سمعت رسولَ الله ﷺ يقول: «قال الله عز وجل: أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء».

صحيح: رواه الإمام أحمد (١٦٠١٦) عن الوليد بن مسلم، قال: حدثني الوليد بن سليمانَ - يعني ابن أبي السائب- قال: حدثني حيَّان أبو النَضْر، قال: فذكره.

عن حيَّان أبي النضر قال: دخلت مع وائلة بن الأسقع على أبي الأسود الجُرَشي في مَرضه الذي مات فيه فسلَّم عليه وجلس، قال: فأخذ أبو الأسود يَمِينَ واثلةَ فمسح بها على عينَيه ووجهه لبيعته بها رسولَ الله ﷺ، فقال له واثلة: واحدة أسأَلك عنها. قال: وما هي؟ قال: كيف ظنك بربك؟ قال: فقال أبو الأسود: وأشار برأسه -أي حسن. قال وائلة: أبْشر إني سمعت رسولَ الله ﷺ يقول: «قال الله ﷿: أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث الرجاء والتفاؤل برحمة الله تعالى، وسأشرحه لكم وفق النقاط المطلوبة:

1. شرح المفردات:


● حيَّان أبو النضر: راوي الحديث، وهو تابعي ثقة.
● وائلة بن الأسقع: صحابي جليل، راوي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.
● أبو الأسود الجرشي: صحابي من الأنصار، كان مريضًا في القصة.
● يمين واثلة: يده اليمنى.
● مسح بها على عينيه ووجهه: فعل أبو الأسود هذا تبركًا ببيعة واثلة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بيده.
● ظنك بربك: اعتقادك وتوقّعك من الله تعالى.
● أشار برأسه: أي أشار بالموافقة أو بالإيجاب.

2. شرح الحديث:


يقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل: «أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء».
هذا من أحاديث القدسي، أي أن النبي صلى الله عليه وسلم يرويه عن الله تعالى بلفظه ومعناه.
والمراد بالظن هنا: الظن الحسن، وهو التوقّع الجميل والاعتقاد الطيب بالله تعالى، بأنه غفور رحيم، كريم واسع المغفرة، يقبل التوبة ويعفو عن السيئات.
فالله تعالى يُجازي العبد على حسب ظنّه به: إن ظنّ به خيرًا فله ذلك، وإن ظنّ سوءًا فله ذلك أيضًا، لكنّ المؤمن مأمور بأن يظنّ بالله خيرًا في كل حال، خاصة في أوقات الشدة والمرض والموت.
وفي القصة: عندما سأل واثلةُ أبا الأسود وهو على فراش الموت: "كيف ظنك بربك؟" فأجابه أبو الأسود بإشارة تدل على حسن الظن، فبشّره واثلة بهذا الحديث العظيم.

3. الدروس المستفادة منه:


● حسن الظن بالله تعالى من أعظم العبادات، وهو دليل على كمال الإيمان ويقين القلب برحمة الله وعفوه.
● الاعتماد على الله والتفاؤل برحمته尤其在 أوقات الشدة والمرض والموت.
● التبرك بفضل الصحابة وأيدي المبايعين لرسول الله صلى الله عليه وسلم، كما فعل أبو الأسود عندما مسح بيد واثلة على وجهه تبركًا ببيعته للنبي صلى الله عليه وسلم.
● تشجيع المحتضرين وحثهم على حسن الظن بالله، كما فعل واثلة مع أبي الأسود.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن حبان في صحيحه، والحاكم في المستدرك، وصححه الألباني.
- ينبغي للمسلم أن يجتهد في إحسان الظن بالله في جميع الأحوال، وأن يتجنب سوء الظن بالله؛ فإن سوء الظن بالله من كبائر الذنوب.
- من حسن الظن بالله: أن يرجو المغفرة حتى مع كثرة الذنوب، وأن يتوقع الفرج بعد الشدة، والشفاء بعد المرض.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يحسنون الظن به، ويتوفانا على ذلك. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (١٦٠١٦) عن الوليد بن مسلم، قال: حدثني الوليد بن سليمانَ - يعني ابن أبي السائب- قال: حدثني حيَّان أبو النَضْر، قال: فذكره.
ورواه أيضًا الطبراني في «الكبير» (٢٢/ ٨٨) من طريق الوليد بن مسلم بإسناده إلا أنه لم يذكر القصّة.
ورواه الطبراني في «الأوسط» (٤٠٣) من وجه آخر عن حيان أبي النَضْر قال: لقيت واثلة بن الأسقع فقال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «أنا عند ظن عبدي بي، إن ظن خيرًا فخيرًا، وإن ظن
شرًا فشرًا».
وأورده الهيثمي في «المجمع» (٢/ ٣١٨) عن حيان أبي النضر. وعزاه لأحمد والطبراني في «الأوسط»، وقال: «رجال أحمد ثقات».
وفاته العزو إلى «الكبير» وهو أولى لاتحاد المخرجين، ثم رواه الطبراني في «الأوسط» (٧٩٤٧) أيضًا من وجه آخر عن يونس بن ميسرة بن حلْبَس قال: دخلنا على يزيد بن الأسود عائدين، فدخل عليه واثلة بن الأسقع فذكر نحوه.
والوليد بن مسلم مدلس إلا أنه صرَّح بالتّحديث، وحيَّان أبو النضْر هو الأسدي الشامي وثَّقه ابن معين. وقال أبو حاتم: صالح، ترجمته في «التاريخ الكبير» (٣/ ٥٥)، و«الجرح والتعديل» (٣/ ٢٤٤ - ٢٤٥).
وصحَّحه ابن حبان (٦٣٣، ٦٣٤، ٦٣٥)، والحاكم (٤/ ٢٤٠) كلاهما من وجه آخر عن هشام ابن الغاز، قال: حدثنا حيان أبو النضر، عن واثلة بن الأسقع فذكر الحديث بدون قصة.
قال الحاكم: «صحيح الإسناد».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 158 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء

  • 📜 حديث: أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب