لا تمنوا الموت فإن هول المطلع شديد

حديث: لا تمنوا الموت فإن هول المطلع شديد

عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله ﷺ: «لا تمنوا الموت، فإن هول المطَّلع شديد، وإن من السعادة أن يطولَ عمرُ العبد، ويرزقه الله الإنابة».

حسن: رواه الإمام أحمد (١٤٥٦٤)، والبزار «كشف الأستار» (٣٢٤٠، ٣٤٢٢) كلاهما من طريق أبي عامر العقدي (وهو عبد الملك بن عمرو العقَدي)، حدثنا كثير بن زيد، حدثني الحارث ابن يزيد، قال: سمعتُ جابر بن عبد الله فذكر الحديث.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام أحمد في مسنده، وغيره، عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما:

الحديث:

1. شرح المفردات:

● لا تمنوا الموت: النهي عن تمني الموت أو الدعاء به.
● هول المطلع: الهول هو الشدة والفزع، والمطلع: ما يطلع عليه الإنسان عند الموت ويراه من أهوال.
● شديد: عظيم ومفزع.
● من السعادة: جزء من السعادة الحقيقية للعبد.
● أن يطول عمر العبد: أن يمتد به العمر في الدنيا.
● الإنابة: الرجوع إلى الله تعالى بالتوبة والطاعة والعبادة.

2. شرح الحديث:

ينهى النبي ﷺ في هذا الحديث عن تمني الموت أو الدعاء به، وذلك لأن ساعة الموت وما يليها من أحداث (مثل سؤال القبر وعذابه، وأهوال القيامة) شديدة وهائلة، وقد لا يتحملها الإنسان إذا تمنى الموت استعجالاً للراحة من مصائب الدنيا.
ثم بين ﷺ أن من السعادة الحقيقية للعبد أن يُمتد له في العمر، ولكن بشرط أن يرزقه الله "الإنابة"، أي التوبة النصوح والعودة إلى الله، والاستقامة على طاعته. فطول العمر مع الإنابة خير للعبد، لأنه يزيده حسنات ويتيح له فرصًا للتكفير عن السيئات ورفعة الدرجات.

3. الدروس المستفادة:

- النهي عن تمني الموت أو الدعاء به بسبب مرض أو فقر أو هم، لأن ما بعد الموت قد يكون أشد.
- الحث على الصبر على ابتلاءات الدنيا والتوجه إلى الله بالدعاء لتفريج الكرب.
- طول العمر نعمة إذا استغله العبد في طاعة الله والتقرب إليه.
- السعادة الحقيقية ليست في كثرة المال أو الصحة، بل في رضا الله والإنابة إليه.
- أهمية الاستعداد للموت بالإكثار من الطاعات والتوبة النصوح.

4. معلومات إضافية:

- هذا الحديث يدخل في باب "الصبر على البلاء" و"الاستعداد للآخرة".
- وردت أحاديث أخرى تبيّن أن تمني الموت منهي عنه إلا في حالات استثنائية، كخوف الفتنة في الدين.
- العلماء يستدلون بهذا الحديث على أن العبرة ليست بطول العمر أو قصره، بل بحسن الأعمال واستغلال الوقت في مرضاة الله.
- "الإنابة" من أعلى مقامات العبودية، وهي تتضمن الإخلاص والرجوع إلى الله في كل حال.

أسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وأن يرزقنا الإنابة إليه، وأن يطول أعمارنا في الخير والبركة. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (١٤٥٦٤)، والبزار «كشف الأستار» (٣٢٤٠، ٣٤٢٢) كلاهما من طريق أبي عامر العقدي (وهو عبد الملك بن عمرو العقَدي)، حدثنا كثير بن زيد، حدثني الحارث ابن يزيد، قال: سمعتُ جابر بن عبد الله فذكر الحديث.
وإسناده حسن من أجل الحارث بن يزيد وهو من رجال التعجيل (١٦٦)، ذكره ابن حبان في الثقات وقال: «روى عنه محمد بن يحيى المدني، وكثير بن زيد».
وأورده المنذري في «الترغيب» (٤/ ٢٥٧)، وعزاه إلى أحمد، وحسّن إسناده ومن هذا الوجه أخرجه الحاكم في «المستدرك» (٤/ ٢٤٠) وسكت عنه.
وأما ما رُوي عن أم الفضل أن النبي ﷺ دخل على العباس وهو يشتكي، فتمنى الموتَ، فقال: «يا عباس، يا عم رسول الله، لا تتمنَّ الموتَ، إن كنت محسنًا تزداد إحسانًا إلى إحسانك خير لك، وإن كنت مسيئًا، فإن تؤخر تستعتبُ خير لك، فلا تتمنى الموت».
قال يونس: «وإن كنت مسيئًا فإن تُؤخَّر تستعتب من إساءتك خير لك».
رواه الإمام أحمد (٢٦٨٧٤)، وأبو يعلى (٧٠٧٦)، والطبراني (٤٤) كلهم من طريق يزيد بن الهاد، عن هند بنت الحارث عن أم الفضل فذكرته.
وهند بنت الحارث هي الخثعمية امرأة عبد الله بن شَدَّاد بن الهاد، روت عن أم الفضل لُبابة بنت الحارث حديثين أحدهما هذا، ولم يُوثقها غير ابن حبان، ولذا قال فيه الحافظ «مقبولة» أي حيث تتابع، ولم تتابع، فهي مجهولة ولينة الحديث.
ورواه الحاكم (١/ ٣٣٩) وقال: «صحيح على شرط الشيخين» وكذا أورده المنذري في «الترغيب والترهيب» (٤/ ٢٥٦) وقال: «صحيح على شرط الشيخين». وذلك ظنًا منهما بأن هند بنت الحارث هي: الفِراسية -بكسر الفاء، ويقال لها: القرشية، فإنها ثقة من رجال البخاري، والصواب كما قلت إنها الخثعمية، والله تعالى أعلم.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 168 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تمنوا الموت فإن هول المطلع شديد

📜 حديث: لا تمنوا الموت فإن هول المطلع شديد

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لا تمنوا الموت فإن هول المطلع شديد

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لا تمنوا الموت فإن هول المطلع شديد

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لا تمنوا الموت فإن هول المطلع شديد

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية