حديث: موت الفجأة أخْذة أسف

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في موت الفُجاءة والبَغْتة

عن تميم بن سلمة أو سعد بن عبيدة، عن عبيد بن خالد السلمي رجل من أصحاب النبي ﷺ قال مرة: عن النبي ﷺ، ثم قال مرة: عن عبيد قال: «موت الفجأة أخْذةُ أسَفٍ.

صحيح: رواه أبو داود (٣١١٠) عن مسدد، حدثنا يحيى، عن شعبة، عن منصور، عن تميم بن سلمة، أو سعد بن عبيدة، عن عبيد بن خالد السلمي فذكره.

عن تميم بن سلمة أو سعد بن عبيدة، عن عبيد بن خالد السلمي رجل من أصحاب النبي ﷺ قال مرة: عن النبي ﷺ، ثم قال مرة: عن عبيد قال: «موت الفجأة أخْذةُ أسَفٍ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يفتح علينا أبواب فهم حديث نبيه الكريم.
هذا الحديث الذي ذكر رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، وغيرهما، ولفظه:
«مَوْتُ الْفَجْأَةِ أَخْذَةُ أَسَفٍ».

أولاً. شرح المفردات:


● مَوْتُ الْفَجْأَةِ: هو الموت المفاجئ الذي يأتي بغتة دون سابق إنذار أو مرض.
● أَخْذَةُ: مصدر أخذ، أي أخذة شديدة أو عقوبة مفاجئة.
● أَسَفٍ: الأسف هنا بمعنى الغضب أو العقاب الشديد، وليس الحزن المعتاد. فكلمة "أسف" في اللغة تحتمل معنيين: الحزن الشديد، والغضب والعقاب. والمراد هنا هو العقاب المفاجئ من الله تعالى.

ثانياً. شرح الحديث:


معنى الحديث أن الموت المفاجئ الذي يأتي الإنسان فجأة دون توقع هو أخذة غضب وعقاب من الله تعالى. وذلك لأن الموت المفاجئ يحرم العبد من عدة أمور:
1- الاستعداد للقاء الله: فالمؤمن يحب أن يلاقي الله وهو على طاعة، وأن يتوب من ذنوبه، ويؤدي حقوق الله وحقوق العباد، ويوصي بأهله وماله. والموت المفاجئ يقطع عليه ذلك.
2- التمكن من التوبة: فالتوبة النصوح تحتاج إلى زمن للندم والإقلاع والعزم على عدم العودة، والموت المفاجئ قد يأتي والعبد على معصية.
3- الوصية والترتيب لأمور الآخرة: كالوصية بسداد الديون أو رد المظالم.
ولكن يجدر التنبيه إلى أن الموت المفاجئ ليس دائماً علامة سوء خاتمة، فقد يموت الإنسان فجأة وهو على طاعة، ولكن الغالب أنه يُخشى على من مات فجأة أن يكون محروماً من الخاتمة الحسنة لعدم تمكنه من الاستعداد.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- الاستعداد الدائم للموت: فالمسلم يجب أن يكون دائماً على أهبة الاستعداد، لأن الموت قد يأتي في أي لحظة.
2- الإكثار من التوبة والاستغفار: ليكون العبد دائماً نظيفاً من الذنوب.
3- المبادرة إلى أداء الحقوق: سواء حقوق الله كالصلاة والصيام، أو حقوق العباد كالديون والوصايا.
4- التذكر بأن الحياة قصيرة: وأن الآخرة هي دار القرار.

رابعاً. معلومات إضافية:


- وردت أحاديث أخرى تحذر من الموت الفجأة، منها ما رواه الطبراني: «إن الله يمقت على كل شيء موت الفجأة».
- ومع ذلك، فإن الموت بيد الله تعالى، وقد يكون الموت المفاجئ رحمة للمؤمن في بعض الأحيان إذا صادف طاعة، كمن يموت وهو يصلي أو يصوم.
- ينبغي للمسلم أن يجمع بين الخوف من سوء الخاتمة والرجاء في رحمة الله، وأن يعمل بما يرضي الله في كل حال.
أسأل الله تعالى أن يوفقنا لطاعته، وأن يتوفانا وهو راض عنا، وأن يحسن خاتمتنا جميعاً.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣١١٠) عن مسدد، حدثنا يحيى، عن شعبة، عن منصور، عن تميم بن سلمة، أو سعد بن عبيدة، عن عبيد بن خالد السلمي فذكره.
ومن طريق أبي داود رواه البيهقي (٣/ ٣٧٨) وقال: «ورواه روح بن عبادة، عن شعبة، عن منصور، عن تميم بن سلمة، عن عبيد من غير شك ورفعه، قال شعبة: هكذا حدثنيه، وحدثنيه مرة أخرى فلم يرفعه. وقال محمد بن بشار، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة بهذا موقوف».
قال الأعظمي: هكذا رواه أيضًا الإمام أحمد (١٥٤٩٧) عن محمد بن جعفر وهو غندر، عن شعبة موقوفًا،
كما رواه قبله عن يحيى بن سعيد، عن شعبة موقوفًا أيضًا وقال: وحدَّث به مرة، عن النبي ﷺ. والحكم في هذا المتن لمن رفعه، لأن معه زيادة علم، وقول الحافظ في: الفتح (٣/ ٢٥٤):
«في إسناده مقال، لأن راويه رفعه مرة، ووقفه أخرى» فيه نظر؛ فإن فيه من رواه بدون شك، وقد أجاد المنذري في قوله في «مختصر أبي داود»: «رجال إسناده ثقات، والوقف فيه لا يُؤَثِّر، فإن مثله لا يُؤخذ بالرأي، فكيف وقد أسنده الراوي مرة، والله أعلم».
وقوله: «أَسَف» بفتح السين -غَضب وزنا ومعني، ورُوي بوزن فاعل أي غضبان، والمراد أنه أثر غضبه تعالى حيث لم يتركه للتوبة، وإعداد زاد الآخرة.
وقد نُقل عن أحمد وبعض الشافعية كراهة موت الفجأة.
ونقل النووي عن بعض القدماء: «أن جماعة من الأنبياء والصالحين ماتوا كذلك». قال النووي: «وهو محبوب للمراقبين» انتهى كلامه.
قال الحافظ ابن حجر: «وبذلك يجتمع القولان» انظر: «الفتح» (٣/ ٢٥٥).
وأما ما رُوي عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ «إني أكره موت الفوات» فهو ضعيف جدًّا، رواه الإمام أحمد (٨٦٦٦)، وأبو يعلى (٦٦١٢) كلاهما من طريق إسرائيل بن يونس، عن إبراهيم بن إسحاق، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة أن النبي ﷺ مر بجدار، أو حائط مائل، فأسرع المشي، فقيل له فقال: «إني أكره موت الفوات»، إبراهيم بن إسحاق هو: يقال له: إبراهيم ابن الفضل المخزومي المدني، قال فيه البخاري: «منكر الحديث» وقال الدارقطني: «متروك» وضعَّفه غير واحد من الأئمة.
وكذلك لا يصح ما رُوي عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «اللهم إني أعوذ بك أن أموت غمًّا، أو هَمًّا، أو أن أموت غرقًا، وأن يتخبطني الشيطانُ عند الموت، وأن أموت لديغًا» رواه الإمام أحمد (٨٦٦٧) وفيه أيضًا إبراهيم بن إسحاق وهو: ابن الفضل المخزومي.
وقد رُوي استعاذته عن موت الفجاءة عن عمرو بن العاص وابنه عبد الله بن عمرو وأبي أمامة وغيرهم وفي كلها مقال.
وكذلك لا يصح ما رُوي عن عائشة قالت: سألت رسولَ الله ﷺ عن موت الفَجْأة؟ فقال: «راحة للمؤمن وأخذةُ أَسَفٍ للفاجر» رواه الإمام أحمد (٢٥٠٤٢) عن وكيع، حدثنا عبيد الله بن الوليد، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن عائشة فذكرته. وعبيد الله بن الوليد وهو الوصافي ضعيف جدًّا، وعبد الله بن عبيد بن عمير لم يسمع من عائشة، وله طرق أخرى أضعف منها.
وكذلك لا يصح ما رُوي عن موسى بن طلحة قال: بلغ عائشة أن ابن عمر يقول: إن موت الفجأة سُخطةٌ على المؤمنين، فقالت: يغفر الله لابن عمر! إنما قال رسول الله ﷺ: «موت الفجأة تخفيف عن المؤمنين، وسُخطة على الكافرين» رواه الطبراني في «الأوسط» (٣١٥٣) عن بكر، قال: حدثنا سعيد بن منصور، قال: نا صالح بن موسى الطلحي، عن عبد الملك بن عُمير، عن موسى بن طلحة فذكره.
قال الطبراني: «لم يروه عن عبد الملك إلا صالح».
قال الأعظمي: صالح بن موسى هو ابن إسحاق بن طلحة التيمي قال فيه ابن معين: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: ضعيف. وقال ابن حبان: «كان يروي عن الثقات ما لا يُشبه حديث الأثبات».
وكذلك لا يصح ما رُوي عن عبد الله بن مسعود مرفوعًا: «إن نفس المؤمن تخرج رَشْحًا، ولا أحب موتًا كموت الحمار» قيل: وما موتُ الحمار؟ قال: «موت الفَجْأَةِ». رواه الترمذي (٩٨٠) عن أحمد بن الحسن، قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا حُسام بن المِصكِّ قال: حدثنا أبو معشر، عن إبراهيم، عن علقمة، قال: سمعت عبد الله فذكره.
وحُسام بن المِصَكِّ -بكسر الميم، وفتح المهملة، وبعدها كاف مثقلة، الأزدي أبو سهل البصري ضعَّفه أكثر أهل العلم حتى قال الدارقطني: متروك الحديث. وفي التقريب: «ضعيف، يكاد أن يترك».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 170 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: موت الفجأة أخْذة أسف

  • 📜 حديث: موت الفجأة أخْذة أسف

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: موت الفجأة أخْذة أسف

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: موت الفجأة أخْذة أسف

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: موت الفجأة أخْذة أسف

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب