حديث: بعث رسول الله جيش الأمراء وقال عليكم زيد بن حارثة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في النّعِيِّ
حسن: رواه الإمام أحمد (٢٢٥٥١) عن عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا الأسود بن شيبان، عن خالد بن شُمير فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فهذا حديث عظيم يروي قصة غزوة مؤتة التي وقعت في جمادى الأولى من السنة الثامنة للهجرة، وهي من الغزوات العظيمة في تاريخ الإسلام. وإليك الشرح الوافي للحديث:
1. شرح المفردات:
● بعث رسول الله ﷺ جيش الأمراء: أرسل رسول الله جيشًا وأمر عليه مجموعة من القادة.
● فإن أُصيب زيد: إذا قُتل أو استشهد زيد.
● فوثب جعفر: قام جعفر بن أبي طالب مسرعًا.
● ما كنت أرهب أن تستعمل علي زيدًا: لم أكن أخاف أو أتضايق من تقديم زيد عليّ في القيادة.
● صعد المنبر: ارتقى مكان الخطبة في المسجد.
● ناب خبر أو ثاب خبر: (بشك الراوي) أي جاء خبر أو وصل خبر.
● شد على القوم: هجم على العدو بشجاعة.
● أثبت قدميه: ثبت في مكانه ولم يفر.
● هو أمّر نفسه: عين نفسه قائدًا بعد استشهاد القادة.
● سيف من سيوفك: جندي شجاع من جنودك الذين يقاتلون في سبيلك.
● انفروا فأمدوا إخوانكم: اخرجوا بسرعة لنجدة إخوانكم المسلمين.
2. شرح الحديث:
يحدثنا الصحابي الجليل أبو قتادة رضي الله عنه عن قصة غزوة مؤتة، حيث أعد رسول الله ﷺ جيشًا للقاء الروم الذين كانوا في منطقة البلقاء (الأردن اليوم). وقد عين النبي ﷺ ثلاثة قادة بالتتابع:
- الأول: زيد بن حارثة مولى رسول الله ﷺ وكان يحبه كثيرًا.
- الثاني: جعفر بن أبي طالب ابن عم النبي ﷺ.
- الثالث: عبد الله بن رواحة الأنصاري.
وهذا الترتيب يدل على حكمة النبي ﷺ في القيادة وتقدير الكفاءات.
عندما سمع جعفر بن أبي طالب بتعيين زيد قبله، قام مسرعًا إلى النبي ﷺ معترفًا بفضله وقال: "ما كنت أرهب أن تستعمل علي زيدًا" أي أنه لا يمانع في ذلك ولا يشعر بأي حقد أو غيرة، وهذا من أدب الصحابة رضي الله عنهم. فرد عليه النبي ﷺ: "امضوا فإنك لا تدري أي ذلك خير" أي أن القيادة ليست بالضرورة أفضل من الشهادة، فربما تكون الشهادة في سبيل الله أفضل من القيادة.
ثم ينتقل الحديث لوصف مشهد مؤثر في المسجد النبوي، حيث صعد النبي ﷺ المنبر وأخبر الناس باستشهاد القادة الثلاثة واحدًا تلو الآخر، ودعا لهم بالمغفرة. ثم ذكر أن خالد بن الوليد - الذي لم يكن من القادة المعينين - أخذ الراية وقاتل حتى أنقذ الجيش، فدعا له النبي ﷺ بأن يكون سيفًا من سيوف الله، ومن هنا لُقب بـ "سيف الله المسلول".
3. الدروس المستفادة منه:
● الطاعة للقادة: تقديم المصلحة العامة على المصالح الشخصية، كما فعل جعفر رضي الله عنه.
● الشهادة في سبيل الله من أعلى المراتب: كما بين النبي ﷺ أن الشهادة قد تكون خيرًا من القيادة.
● الثبات في المعارك: كما فعل عبد الله بن رواحة حين أثبت قدميه حتى استشهد.
● الدعاء للشهداء: الاستغفار لهم والدعاء لهم كما فعل النبي ﷺ.
● الاجتهاد في الظروف الصعبة: كما فعل خالد بن الوليد عندما أمّر نفسه في ظل الظروف الحرجة.
● التضحية والفداء: خروج الصحابة لنجدة إخوانهم في حر شديد.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- كانت غزوة مؤتة ضد الروم وحلفائهم من العرب، وكان عدد جيش المسلمين 3000 مقاتل، بينما كان عدد جيش الأعداء مائتي ألف.
- استشهد في هذه الغزوة القادة الثلاثة: زيد بن حارثة، وجعفر بن أبي طالب، وعبد الله بن رواحة.
- قيل إن جعفر بن أبي طالب قطعت يداه في المعركة وهو يحمل الراية، فاحتضنها بعضديه حتى استشهد، فلقبه النبي ﷺ بـ "جعفر الطيار" لأنه أبدله الله بجناحين يطير بهما في الجنة.
- هذه الغزوة كانت تمهيدًا لفتح بلاد الشام فيما بعد.
هذا والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وإسناده حسن لأجل خالد بن شُمير، فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث إذا لم يَهِمْ.
وصحّحه ابن حبان (٧٠٤٨) من وجه آخر عن سليمان بن حرب، عن الأسود بن شيبان به مثله.
وأما ما رُوي عن حذيفة أنه قال: نهى رسول الله ﷺ عن النعي فهو ضعيف. رواه الترمذي (٩٨٦)،
وابن ماجه (١٤٧٦) كلاهما من طريق حبيب بن سُليم العبسي، عن بلال بن يحيى العبسي، عن حذيفة بن اليمان قال: إذا متُّ فلا تُؤذنوا لي، إني أخاف أن يكون نعْيًا، فإني سمعت رسول الله ﷺ ينهى عن النعي.
ومن هذا الوجه رواه أيضًا الإمام أحمد (٢٣٢٧٠).
وفي رواية ابن ماجه: إني سمعت رسول الله ﷺ بأذُنيَّ هاتين ينهى عن النعي». قال الترمذي: «حسن صحيح».
قال الأعظمي: في تحسينه وتصحيحه نظر، فإن بلال بن يحيى العبسي لم يسمع من حذيفة كما قال ابن معين، وروايته عن حذيفة بلاغات. قال ابن أبي حاتم في: الجرح والتعديل (٢/ ٣٩٦): «والذي روي عن حذيفة -وجدته يقول- بلغني عن حذيفة».
وقال أبو الحسن القطان: «روي عن حذيفة أحاديث معنعنة، ليس في شيء منها ذكر سماع.
وحبيب بن سُليم العَبسي لم يوثقه غير ابن حبان، ولذا قال الحافظ: «مقبول» أي إذا توبع، وحيث لم يتابع فهو «ليّنُ الحديث».
وكذلك لا يصح ما رُوي عن عبد الله بن مسعود برفعه إلى النبي ﷺ قال: «إياكم والنعيَ فإن النعي، من عمل الجاهلية».
قال عبد الله: «النعي أذان للميت».
رواه الترمذي (٩٨٤، ٩٨٥) من وجهين من طريق عنبسة وسفيان الثوري كلاهما عن أبي حمزة، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله رفعه في رواية عنبسة، ولم يرفعه في رواية الثوري.
قال الترمذي: «وهذا أصح من حديث عنبسة عن أبي حمزة. وأبو حمزة هو ميمون الأعور. وليس هو بالقوي عند أهل الحديث، وقال: حديث عبد الله حسن غريب». انتهى.
وفي قوله: «حسن» نظر، لأنه لم يرو إلَّا من طريق أبي حمزة. وقد اتفق جمهور أهل العلم على تضعيفه.
والمنع من نعي الجاهلية هو أن يُنادَي على المنائر والأسواق بأن فلانًا قد مات، فاحضروا جنازته، ويدفع الأجرة على هذا، وقد يمدح السائحُ الميتَ بما قد يعلم أنه ليس كذلك لأجل الأُجرة. فهذا محرم قطعًا، أما إعلام الأقارب والأصدقاء فلا بأس به، بل هو مشروع لحضور جنازته والدّعاء له بالمغفرة.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 178 من أصل 541 حديثاً له شرح
- 153 النبي لا يموت حتى يخير بين الدنيا والآخرة
- 154 اللهم في الرفيق الأعلى
- 155 اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق الأعلى
- 156 أذهب الباس رب الناس اشف وأنت الشافي
- 157 لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن ظنه بالله
- 158 أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء
- 159 أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا دعاني
- 160 اكثروا ذكر الموت هادم اللذات
- 161 مر النبي ﷺ بقوم من الأنصار يضحكون. فقال: أكثروا ذكر...
- 162 يُبعث الميت في ثيابه التي يموت فيها
- 163 أين صلاته بعد صلاته وصومه بعد صومه
- 164 اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت...
- 165 المسلم يؤجر في كل شيء ينفقه إلا في التراب
- 166 لن يُدخل أحدًا عملُه الجنة إلا أن يتغمدني الله بفضلٍ...
- 167 لا تمنوا الموت ولا تدعوا به من قبل أن يأتيكم
- 168 لا تمنوا الموت فإن هول المطلع شديد
- 169 إن أمي افتلتت نفسها وأظنها لو تكلمت تصدقت
- 170 موت الفجأة أخْذة أسف
- 171 اخرجي وإن كرهت
- 172 اللهم اغفر له، وارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه...
- 173 الإنسان إذا مات شخص بصره
- 174 خرج إلى المصلى فصف بهم وكبر أربعًا
- 175 استغفروا لأخيكم النجاشي صاحب الحبشة
- 176 مات أخ لكم فقوموا فصلوا عليه
- 177 استشهاد زيد وجعفر وعبد الله بن رواحة في غزوة مؤتة
- 178 بعث رسول الله جيش الأمراء وقال عليكم زيد بن حارثة
- 179 عائدني رسول الله ﷺ عام حجة الوداع من وجع اشتد...
- 180 ادعو لي الحلاق فأمره فحلق رؤوسنا
- 181 ابن يسبقني إلى باب الجنة فيفتحها لي
- 182 التلبينة مجمة لفؤاد المريض تذهب ببعض الحزن
- 183 كانوا يرون الاجتماع الى اهل الميت واعداد الطعام من النياحة
- 184 إذا سمعتم من يعتزي بعزاء الجاهلية فأعضوه ولا تكنوا
- 185 صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح
- 186 ولد صالح يدعو له وصدقة تجري وعلم ينتفع به
- 187 أمر النبي ﷺ بحثو التراب في أفواه الباكيات
- 188 أخذ علينا النبي عند البيعة أن لا ننوح
- 189 بايعنا رسول الله ونهانا عن النياحة
- 190 لا تخمش وجها ولا ندعو ويلًا ولا نشق جيبًا
- 191 الخامشة وجهها والشاقة جيبها والداعية بالويل والثبور
- 192 من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية
- 193 أربع في أمتي من أمر الجاهلية: الفخر في الأحساب، والطعن...
- 194 ثلاث لا يتركن في أمتي حتى تقوم الساعة
- 195 الطعن في النسب والنياحة على الميت هما بهم كفر
- 196 ثلاث عادات جاهلية
- 197 النياحة والطعن في الأحساب والعدوى والأنواء
- 198 ثلاث هي الكفر بالله: النياحة وشق الجيب والطعن في النسب
- 199 أنا برئ ممن برئ منه رسول الله ﷺ
- 200 لا تجعلوا على قبري بناءً
- 201 أدخلي الشيطان بيتًا أخرجه الله منه
- 202 لا إسعاد في الإسلام ولا شغار في الإسلام
معلومات عن حديث: بعث رسول الله جيش الأمراء وقال عليكم زيد بن حارثة
📜 حديث: بعث رسول الله جيش الأمراء وقال عليكم زيد بن حارثة
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: بعث رسول الله جيش الأمراء وقال عليكم زيد بن حارثة
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: بعث رسول الله جيش الأمراء وقال عليكم زيد بن حارثة
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: بعث رسول الله جيش الأمراء وقال عليكم زيد بن حارثة
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








