لا تقدموا الشهر بصيام يوم ولا يومين

حديث: لا تقدموا الشهر بصيام يوم ولا يومين

عن ابن عباس، قال: قال رسول الله ﷺ: «لا تقدموا الشهر بصيام يوم ولا يومين، إلا أن يكون شيء يصومه أحدكم، ولا تصوموا حتى تروه، ثم صوموا حتى تروه، فإن حال دونه غمامة، فأتموا العدّة ثلاثين، ثم أفطروا. والشّهر تسع وعشرون».

صحيح: رواه أبو داود (٢٣٢٧)، والترمذي (٦٨٨)، والنسائي (٢١٢٩، ٢١٣٠) كلهم من
طرق عن سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
الحديث الشريف:
عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: «لا تقدموا الشهر بصيام يوم ولا يومين، إلا أن يكون شيء يصومه أحدكم، ولا تصوموا حتى تروه، ثم صوموا حتى تروه، فإن حال دونه غمامة، فأتموا العدّة ثلاثين، ثم أفطروا. والشّهر تسع وعشرون».

شرح الحديث:

# 1. شرح المفردات:

● "لا تقدموا الشهر": أي لا تبدأوا صيام رمضان قبل دخوله.
● "بصيام يوم ولا يومين": بأن تخصصوا للصيام يومًا أو يومين قبل رؤية الهلال ظنًا منكم أن ذلك من رمضان.
● "إلا أن يكون شيء يصومه أحدكم": الاستثناء هنا للموافقة، أي إلا أن يوافق ذلك يومًا كان أحدكم يصومه أصلاً، كصيام الإثنين والخميس أو قضاء نذر.
● "حتى تروه": حتى تثبت رؤية هلال رمضان بالعين المجردة أو بشهادة عدل.
● "فإن حال دونه غمامة": إذا منعت السحابة أو الغيم من رؤية الهلال.
● "فأتموا العدّة ثلاثين": فأكملوا شهر شعبان ثلاثين يومًا.
● "ثم أفطروا": ثم بعد إكمال الثلاثين أفطروا، أي ابدؤوا صيام رمضان.
● "والشهر تسع وعشرون": وفي رواية أخرى: (فإن غُمَّ عليكم فأكملوا العدة ثلاثين) أي أن الأشهر القمرية قد تكون تسعة وعشرين يومًا.

# 2. المعنى الإجمالي للحديث:
يُرشدنا النبي ﷺ في هذا الحديث إلى الضوابط الشرعية لبدء صيام شهر رمضان المبارك ونهايته، والتي تتمثل في رؤية الهلال أو إكمال العدة. وينهى ﷺ عن التقدم بصيام أيام قبل ثبوت دخول الشهر ظنًا أنها منه، إلا إذا وافق ذلك عادة صيام للشخص كصيام النافلة.
ويؤكد الحديث على حرمة التقدم على الله ورسوله بالصيام قبل ثبوت دخول الشهر، كما يقرر مبدأً فلكيًا مهمًا وهو أن الأشهر القمرية إما أن تكون 29 أو 30 يومًا.

# 3. الدروس المستفادة والفقهيات:
● تحريم صوم يوم الشك: وهو اليوم الذي يشك فيه الناس هل هو من رمضان أم لا (كاليوم الثلاثين من شعبان إذا حال دون رؤية الهلال غيم). والصوم فيه منهي عنه، إلا إذا وافق عادةً للشخص.
● وجوب اعتماد الرؤية البصرية (أو إكمال العدة) في إثبات دخول الشهر وخروجه، وهذا هو الأصل. وقد ذهب جمهور العلماء إلى أن الحساب الفلكي لا يعتمد عليه في إثبات الأهلة لوحده إذا خالفته الرؤية.
● أن الأصل في إثبات الهلال هو الرؤية، فإذا تعذرت due إلى غيم أو قتر (غبار) etc., نكمل عدة الشهر السابق 30 يومًا.
● بيان التيسير في الشريعة: فالشهر قد يكون 29 يومًا، فلا يلزم أن يكون 30 يومًا دائمًا.
● التفريق بين صيام النافلة وصيام الفريضة: فالنافلة يجوز صيامها في أي وقت إلا في الأيام المنهي عنها، بخلاف صيام رمضان فلا يبدأ إلا بالرؤية.

# 4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث أصل من أصول فقه الصيام ومتفق عليه بين العلماء.
- الحديث يدل على أن العبرة في الصيام والفطر بالرؤية، وليس بالحساب أو التقدير.
- يستثنى من النهي عن التقدم: من كان له عادة صيام، كمن يصوم يومي الإثنين والخميس، فإذا وافق يوم الشك أحد هذه الأيام جاز له الصوم.
- إذا رُئي الهلال في بلد، يجب على بقية البلدان الصوم إذا اتحد المطلع، أما إذا اختلف المطلع فهل يلزمهم الصوم؟ هذه مسألة خلاف بين العلماء.

أسأل الله تعالى أن يتقبل منا الصيام والقيام، وأن يبلغنا رمضان أعواماً عديدة وأزمنة مديدة، وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢٣٢٧)، والترمذي (٦٨٨)، والنسائي (٢١٢٩، ٢١٣٠) كلهم من
طرق عن سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكره. واللفظ لأبي داود.
ولفظهما نحوه إلا أنهما لم يذكرا قوله: «ثم أفطروا».
وقال الترمذي: «حسن صحيح».
وقال أبو داود: «رواه حاتم بن أبي صغيرة، وشعبة، والحسن بن صالح عن سماك بمعناه».
قال الأعظمي: في قوله إشارة إلى ما قيل في رواية سماك عن عكرمة بأن فيه اضطرابًا إلا ما رواه عنه شعبة وسفيان فحديثهم عنه صحيح مستقيم كما قال يعقوب بن شيبة.
وحديث شعبة رواه ابن خزيمة في «صحيحه» (١٩١٢) وعنه ابن حبان (٣٥٩٠)، والحاكم (١/ ٤٢٥) عن سماك قال: دخلت على عكرمة في اليوم يشك فيه من رمضان -وهو يأكل- فقال: ادنُ فكل. فقلت: إني صائم. قال: والله! لتدنون. قلت: فحدثني. قال: ثنا ابن عباس، أنّ رسول الله ﷺ قال: «لا تستقبلوا الشهر استقبالًا، صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن حال بينك وبين منظره سحاب أو قترة فأكملوا العدّة ثلاثين».
قال الحاكم: «صحيح الإسناد ولم يخرجاه بهذا اللفظ».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 29 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تقدموا الشهر بصيام يوم ولا يومين

📜 حديث: لا تقدموا الشهر بصيام يوم ولا يومين

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لا تقدموا الشهر بصيام يوم ولا يومين

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لا تقدموا الشهر بصيام يوم ولا يومين

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لا تقدموا الشهر بصيام يوم ولا يومين

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية