لا تقدموا الشهر حتى تروا الهلال أو تكملوا العدة

حديث: لا تقدموا الشهر حتى تروا الهلال أو تكملوا العدة

عن حذيفة، قال: قال رسول الله ﷺ: «لا تقدَّموا الشهر حتى تروا الهلال، أو تكملوا العدّة، ثم صوموا حتى تروا الهلال أو تكملوا العدّة».

صحيح: رواه أبو داود (٢٣٢٦)، والنسائي (٢١٢٦)، وابن خزيمة (١٩١١)، وابن حبان (٣٤٥٨)، والدارقطني (٢١٦٦)، والإمام أحمد (١٨٨٢٥) كلّهم من طريق جرير بن عبد الحميد الضبيّ، عن منصور، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
الحديث: عن حذيفة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله ﷺ: «لا تقدَّموا الشهر حتى تروا الهلال، أو تكملوا العدّة، ثم صوموا حتى تروا الهلال أو تكملوا العدّة».

1. شرح المفردات:

* لا تقدَّموا الشهر: لا تبدؤوا صوم شهر رمضان قبل وقته.
* حتى تروا الهلال: أي هلال رمضان، والمقصود رؤيته بالعين المجردة أو بإكمال عدة شعبان.
* أو تكملوا العدّة: أي تكملوا شهر شعبان ثلاثين يومًا إذا تعذرت رؤية الهلال due to clouds or other obstacles.
* ثم صوموا: أي بعد التحقق من دخول الشهر بالرؤية أو إكمال العدة، ابدؤوا الصيام.
* حتى تروا الهلال أو تكملوا العدّة: هنا المقصود هلال شوال، أي استمروا في الصيام حتى تثبت نهاية شهر رمضان برؤية هلال شوال أو بإكمال عدة رمضان (ثلاثين يومًا).

2. المعنى الإجمالي للحديث:

يوجه النبي ﷺ الأمة إلى الطريقة الشرعية الصحيحة لتحديد بداية ونهاية شهر رمضان المعظم، فينهى عن التقدّم بالصيام قبل ثبوت دخول الشهر. ويبين أن الطريق لمعرفة ذلك هو أحد أمرين:
* رؤية هلال رمضان بعد غروب الشمس لليلة الثلاثين من شعبان.
* فإن لم يُرَ الهلال due to غيم أو قتر (غبار يحجب الرؤية)، يُكمّل شهر شعبان ثلاثين يومًا، لأن الأشهر القمرية لا تزيد عن ثلاثين ولا تنقص عن تسعة وعشرين.
ثم يأمر بالاستمرار في الصيام حتى يثبت خروج الشهر بنفس الطريقتين:
* رؤية هلال شوال (عيد الفطر).
* فإن لم يُرَ، يُكمّل شهر رمضان ثلاثين يومًا، ثم يكون بعدها يوم العيد.
فالحديث يرسي قاعدتين عظيمتين: اعتماد الرؤية البصرية للهلال، وإكمال العدة (ثلاثين يومًا) عند تعذرها.

3. الدروس المستفادة منه:

1- وجوب التوقّف في العبادات على الدليل الشرعي: لا يجوز للمسلم أن يقدم على عبادة كصوم رمضان إلا بعد التحقق من دخول وقته بالطريقة التي شرعها الله ورسوله.
2- تحريم صوم يوم الشك: اليوم الذي يشك فيه هل هو من رمضان أم لا (وهو اليوم الثلاثون من شعبان إذا حال دون رؤية الهلال غيم أو غبار)، فلا يصام على أنه من رمضان، عملاً بقوله ﷺ: «لا تقدموا الشهر».
3- بيان حكمة التشريع: في هذا الحديث تيسير على الأمة، فإذا تعذرت الرؤية بسبب العوائق الطبيعية، انتقلوا إلى البديل الشرعي وهو إكمال العدة، مما يمنع وقوع الخلاف والحرج.
4- الرد على من يعتمد الحسابات الفلكية في إثبات الصوم والإفطار: الحديث صريح في تعليق بدء الصوم وانتهائه على الرؤية البصرية أو إكمال العدة، وليس على الحسابات الفلكية. وهذا هو مذهب جمهور العلماء من أهل السنة والجماعة. فالحسابات قد تساعد في الاستعداد والترقب، ولكنها لا تُلغي العمل بالرؤية.
5- وحدة الأمة: أمر النبي ﷺ بالصوم والإفطار جماعًا، فإذا ثبتت رؤية الهلال عند ولي الأمر أو من يثق بهم من المسلمين، وجب على الجميع العمل بذلك، تحقيقًا لوحدة الصف واجتماع الكلمة.

4. معلومات إضافية مفيدة:

* مخرج الحديث: أخرجه الإمام الدارقطني في "سننه" وقال: "إسناده صحيح". وهو حسن.
* الاستدلال بالحديث: يستدل العلماء بهذا الحديث على عدة مسائل، منها:
* أن شهر شعبان قد يكون تسعة وعشرين يومًا.
* أن شهر رمضان قد يكون تسعة وعشرين يومًا.
* وجوب إكمال العدة عند تعذر الرؤية.
* أن العبرة في إثبات الشهر هي الرؤية، وليس حساب المنازل.
* الرؤية المعتبرة: الرؤية المعتبرة هي رؤية Muslim عدل واحد للهلال في بداية رمضان، كما في الحديث الآخر: «صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين». وأما لإثبات هلال شوال (عيد الفطر)، فلا بد من رؤية شاهدين عدلين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢٣٢٦)، والنسائي (٢١٢٦)، وابن خزيمة (١٩١١)، وابن حبان (٣٤٥٨)، والدارقطني (٢١٦٦)، والإمام أحمد (١٨٨٢٥) كلّهم من طريق جرير بن عبد الحميد الضبيّ، عن منصور، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة، فذكره. وإسناده صحيح.
وقال أبو داود: «ورواه سفيان وغيره عن منصور، عن ربعي، عن رجل من أصحاب النبيّ ﷺ
ولم يسم حذيفة».
قال الأعظمي: كذلك رواه النسائي (٢١٢٧)، وعبد الرزاق (٧٣٣٧) وغيرهما عن سفيان الثوري، ولم يذكرا حذيفة.
ولا يضر ذلك في صحة الحديث؛ فإنه متصل صحيح سواء ذكر اسم الصحابي أو لم يذكر، فإنّ جهالة الصحابة غير قادحة في صحة الحديث.
وأما إرسال الحجاج بن أرطاة عن منصور، عن ربعي، قال: قال رسول الله ﷺ فلا يقاوم من رواه متصلًا؛ لأنّ الحجاج بن أرطاة فيه كلام معروف. ومن طريقه رواه النسائيّ (٢١٢٨)، والدّارقطني (٢١٦٥).
وقال النسائيّ -كما في تحفة الأشراف (٣/ ٢٨) -: لا أعلم أحدًا من أصحاب منصور قال في هذا الحديث: «عن حذيفة» غير جرير، وحجاج ضعيف لا تقوم به حجة.
وكلام النسائيّ هذا لم أجده في «السنن الكبرى» ولا في «الصغرى».
وقال البيهقي (٤/ ٢٠٨): «وصله جرير، عن منصور بذكر حذيفة فيه وهو ثقة حجة. ورواه الثوري وجماعة عن منصور، عن ربعي، عن بعض أصحاب النبيّ ﷺ، عن النبي ﷺ».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 31 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تقدموا الشهر حتى تروا الهلال أو تكملوا العدة

📜 حديث: لا تقدموا الشهر حتى تروا الهلال أو تكملوا العدة

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لا تقدموا الشهر حتى تروا الهلال أو تكملوا العدة

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لا تقدموا الشهر حتى تروا الهلال أو تكملوا العدة

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لا تقدموا الشهر حتى تروا الهلال أو تكملوا العدة

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية