حديث: إن الشهر يكون تسعة وعشرين يومًا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الشهر يكون تسعًا وعشرين

عن أمِّ سلمة، أنّ النبيّ ﷺ حلف لا يدخل على بعض أهله شهرًا، فلما مضى تسعةٌ وعشرون يومًا غدا عليهنّ أو راح، فقيل له: يا نبي الله، حلفتَ أن لا تدخل عليهن شهرًا؟ قال: «إنّ الشهر يكون تسعة وعشرين يومًا».

متفق عليه: رواه البخاريّ في النكاح (٥٢٠٢)، ومسلم في الصيام (١٠٥٨) كلاهما من طريق ابن جريج، أخبرني يحيى بن عبد الله بن صيفي، أنّ عكرمة بن عبد الرحمن بن الحارث، أخبره، أنّ أمَّ سلمة أخبرته، ولفظهما سواء.

عن أمِّ سلمة، أنّ النبيّ ﷺ حلف لا يدخل على بعض أهله شهرًا، فلما مضى تسعةٌ وعشرون يومًا غدا عليهنّ أو راح، فقيل له: يا نبي الله، حلفتَ أن لا تدخل عليهن شهرًا؟ قال: «إنّ الشهر يكون تسعة وعشرين يومًا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا و أن ينفعنا بما علمنا و أن يزيدنا علما وفقها في الدين، وأن يغفر ذنوبنا ويستر عيوبنا ويجعلنا هداة مهتدين.
شرح الحديث:
هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه، عن أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها، وفيه دروس وعبر عظيمة.
أولاً: شرح المفردات:
● حلف: أي أقسم ونذر.
● لا يدخل على بعض أهله: المقصود بهن زوجاته صلى الله عليه وسلم، حيث أقسم ألا يدخل عليهن (أي لا يدخل بيوتهن) لمدة شهر.
● شهرًا: المدة الزمنية المعروفة.
● غدا عليهن أو راح: الغدو: الذهاب في أول النهار، والرواح: الذهاب في آخره. أي ذهب إليهن في وقت من أوقات النهار بعد مضي 29 يومًا.
● فَقِيلَ لَهُ: سأله أحد الصحابة رضي الله عنهم.
ثانيًا: المعنى الإجمالي للحديث:
يخبر الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أقسم ألا يدخل على زوجاته مدة شهر كامل تأديبًا لهن بسبب أمر حدث بينهن، وقد كان ذلك بعد حادثة الإفك المشهورة كما ذكر بعض أهل العلم. فلما مضت من هذه المدة تسعة وعشرون يومًا، دخل عليهن، فاستغرب أحد الصحابة من ذلك لأنه فهم أن الشهر يجب أن يكون ثلاثين يومًا، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم: "ألم تحلف أن لا تدخل شهرًا؟"، فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم بأن الشهر في الشريعة والعرف العربي يمكن أن يكون تسعة وعشرين يومًا، ولا يشترط أن يكون ثلاثين.
ثالثًا: الدروس المستفادة منه:
1- جواز الحلف على ترك المباح تأديبًا: يجوز للإنسان أن يحلف على ترك شيء مباح لغرض صحيح، كالتأديب أو الإصلاح، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم.
2- حسن خلقه صلى الله عليه وسلم مع أهله: كان هذا الفعل منه صلى الله عليه وسلم من باب التأديب والتربية، ولم يكن مقصودًا به الإيذاء أو الهجران الطويل، بل انتهى بمجرد انقضاء المدة الشرعية للشهر (29 يومًا).
3- مراعاة النبي صلى الله عليه وسلم للفظ يمينه: دخل بعد 29 يومًا لأنه حلف على "شهر"، والشهر في لغة العرب والشريعة ينطبق على 29 يومًا كما ينطبق على 30، فهو لم يحنث في يمينه، بل وفى به على أكمل وجه.
4- أن الشهر الهجري لا يشترط أن يكون ثلاثين يومًا: بل هو إما 29 أو 30 يومًا، وهذه من خصائص التقويم القمري. وفيه دليل على أن العبرة في إكمال الشهور هي برؤية الهلال.
5- جواز سؤال العالم عما أشكل: حيث سأل الصحابي النبي صلى الله عليه وسلم عن الأمر الذي استغربه، ولم يسكت عن فهمه الخاطئ، وهذا أدب في طلب العلم.
6- بيان النبي صلى الله عليه وسلم وتوضيحه: حيث بين صلى الله عليه وسلم الحكمة والسبب في دخوله بعد 29 يومًا، مما يدل على أنه يجب على العالم أن يبين للناس أحكام الشرع حتى لا يقعوا في اللبس.
رابعًا: معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث من أدلة فقه الأيمان، وأن الإنسان إذا حلف على شيء فيجب أن ينظر في صيغة يمينه ليعرف ما يترتب عليه.
- الهجر الذي وقع من النبي صلى الله عليه وسلم كان هجرًا مشروعًا للتأديب، وهو يختلف عن الهجر المحرم الذي يزيد على ثلاثة أيام بلا سبب شرعي.
- فيه إشارة إلى أن التأديب يكون بحسب الحاجة والمصلحة، وقد انتهت حاجة التأديب هنا بانقضاء المدة.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، ويبصرنا بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في النكاح (٥٢٠٢)، ومسلم في الصيام (١٠٥٨) كلاهما من طريق ابن جريج، أخبرني يحيى بن عبد الله بن صيفي، أنّ عكرمة بن عبد الرحمن بن الحارث، أخبره، أنّ أمَّ سلمة أخبرته، ولفظهما سواء.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 35 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن الشهر يكون تسعة وعشرين يومًا

  • 📜 حديث: إن الشهر يكون تسعة وعشرين يومًا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إن الشهر يكون تسعة وعشرين يومًا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إن الشهر يكون تسعة وعشرين يومًا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إن الشهر يكون تسعة وعشرين يومًا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب