حديث: المعتكف لا يدخل البيت إلا لحاجة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب خروج المعتكف من المسجد لحوائجه دون غيرها، من زيارة المريض واتباع الجنازة ونحو ذلك

عن عائشة زوج النبيّ ﷺ قالت: إن كنتُ لأدخل البيتَ للحاجة والمريضُ فيه، فما أسألُ عنه إلّا وأنا مارّة وإن كان رسولُ الله ﷺ ليدخلُ عليَّ رأسَه وهو في المسجد فأرجِّله، وكان لا يدخلُ البيتَ إلا لحاجةٍ إذا كان معتكفًا.

متفق عليه: رواه البخاري في الاعتكاف (٢٠٢٩)، ومسلم في الحيض (٢٩٧: ٧) كلاهما من طريق الليث، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، وعمرة بنت عبد الرحمن، عن عائشة، فذكرته.

عن عائشة زوج النبيّ ﷺ قالت: إن كنتُ لأدخل البيتَ للحاجة والمريضُ فيه، فما أسألُ عنه إلّا وأنا مارّة وإن كان رسولُ الله ﷺ ليدخلُ عليَّ رأسَه وهو في المسجد فأرجِّله، وكان لا يدخلُ البيتَ إلا لحاجةٍ إذا كان معتكفًا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا بما ندرس من سنة نبيه ﷺ.
هذا الحديث الشريف رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو من رواية أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، يصف لنا جانبًا من أدب النبي ﷺ وحسن خلقه خلال اعتكافه في المسجد.

أولاً. شرح المفردات:


● لأدخل البيت: أي تدخل حجرتها الملاصقة للمسجد.
● المريض فيه: أي أن هناك مريضًا موجودًا في البيت (والمقصود به غالبًا سعد بن أبي وقاص كما في روايات أخرى).
● ما أسأل عنه إلا وأنا مارّة: أي لا أقف للسؤال عن حاله تفصيلاً، بل أسأل أثناء مروري فقط.
● يرجِّله: أي أمشط شعره.
● لا يدخل البيت إلا لحاجة: أي لا يخرج من معتكفه إلا لأمر ضروري.

ثانيًا. شرح الحديث:


تخبرنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في هذا الحديث عن حال النبي ﷺ أثناء اعتكافه في المسجد، حيث كان:
1- حفاظه على اعتكافه: كان ﷺ حريصًا على عدم الخروج من معتكفه في المسجد إلا للحاجات الضرورية التي لا بد منها للإنسان، كقضاء الحاجة أو الطعام والشراب.
2- تواضعه وحسن عشره: مع كونه في عبادة عظيمة كالاعتكاف، كان ﷺ يتواضع لأهله، فيدخل رأسه فقط من باب الحجرة إلى المسجد لتقوم أم المؤمنين بترجيل شعره (تمشيطه) وهو في مكان عبادته.
3- أدبها وحشمتها: تصف لنا أم المؤمنين أدبها واحترامها لخصوصية الاعتكاف، فحتى عندما تدخل البيت لقضاء حاجتها ولا بد لها من المرور بجوار المريض، لا تقف للحديث معه أو السؤال عنه بتفصيل، بل تسأل أثناء مرورها فقط حتى لا تخرج عن أدب الاعتكاف أو تزعج المعتكف.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- الحرص على كمال العبادة: بيان حرص النبي ﷺ على إكمال عبادته (الاعتكاف) وعدم قطعها إلا للحاجة الملحة.
2- التوازن بين الحقوق: النبي ﷺ يجمع بين حق الله بالاعتكاف، وحق الزوجة بالإحسان إليها والتواضع لها، مما يدل على أن العبادة لا تمنع من حسن المعاشرة والأخلاق.
3- التواضع: تواضع النبي ﷺ حيث يسمح لزوجته بتمشيط شعره وهو في مكان عبادته.
4- الحشمة والأدب: أدب أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ومراعاتها لحرمة الاعتكاف وخصوصيته.
5- جواز الاشتغال في الاعتكاف بما هو مباح: كالتعاون في أمور مباحة كترجيل الشعر.

رابعًا. معلومات إضافية:


● الاعتكاف: هو لزوم المسجد لطاعة الله تعالى، وهو سنة مؤكدة عن النبي ﷺ وخصوصًا في العشر الأواخر من رمضان.
● حكم الخروج من المعتكف: يبطل الاعتكاف إذا خرج المعتكف لغير حاجة ضرورية (كقضاء حاجة، أو طعام وشراب إذا لم يكن هناك من يأتيه به).
- هذا الحديث من أدلة أهل العلم على جواز قضاء الحاجة والضرورات أثناء الاعتكاف دون أن يبطل.
أسأل الله أن يفقهنا في السنة، وأن يعيننا على التأسي برسول الله ﷺ في حسن عبادته وأخلاقه.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الاعتكاف (٢٠٢٩)، ومسلم في الحيض (٢٩٧: ٧) كلاهما من طريق الليث، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، وعمرة بنت عبد الرحمن، عن عائشة، فذكرته. وأما ما رُوي عن عائشة، قالت:: كان النبيّ ﷺ يمر بالمريض وهو معتكف، فيمر كما هو، ولا يُعَرّج يسأل عنه» فهو ضعيف.
رواه أبو داود (٢٤٦٤) عن محمد بن عيسى، ثنا عبد السلام بن حرب، أنا ليث بن أبي سُليم، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة، قالت (فذكرته).
وليث بن أبي سليم مضطرب الحديث كما قال أحمد، وبه أعلّه المنذري والحافظ ابن حجر وغيرهما، وقالوا: الصحيح عن عائشة من فعلها كما رواه مسلم (٢٩٧) عن عروة وعمرة عنها، أنّ عائشة، قالت: «إن كنتُ لأدخل البيت للحاجة، والمريض فيه، فما أسأل عنه إلا أنا مارّة».
وليس فيه دليل بأنها كانت تخرج لعيادة المريض، وإنما كانت تخرج للحاجة التي لا بد منها.
كما رواه عبد الرزاق (٨٠٥٦) عن عمرة، عنها قالت: «كانت تمر بالمريض من أهلها، وهي مجتازة، فلا تعرض له».
وفي رواية عنده: «كانت عائشة في اعتكافها إذا خرجت إلى بيتها لحاجتها، تمر بالمريض، فتسأل عنه وهي مجتازة لا تقف عليه». وعند النسائي في «الكبري» (٣٣٧١): «كانت إذا اعتكفت
لا تسأل عن المريض، إلا وهي تمشي لا تقف».
فقول الحافظ وغيره: «والصحيح عن عائشة من فعلها» يشعر بأنها كانت تخرج لعيادة المريض وهي معتكفة، والصحيح أنها كانت تخرج للحاجة وتمر على المريض وتسأل عنه وهي ماشية.
وفي الباب ما رُوي عن أنس بن مالك، مرفوعًا: «المعتكف يتبع الجنازة، ويعود المريض» وهو موضوع.
رواه ابن ماجه (١٧٧٧) عن أحمد بن منصور، حدثنا يونس بن محمد، قال: حدثنا الهياج الخراساني، قال: حدثنا عنبسة بن عبد الرحمن، عن عبد الخالق، عن أنس بن مالك، فذكره.
والهياج الخراساني قال فيه أحمد: «متروك الحديث». وضعّفه أبو داود والنسائي وغيرهما.
وشيخه عنبسة بن عبد الرحمن أضعف منه. قال فيه أبو حاتم الرازي: «كان يضع الحديث». الجرح والتعديل (٦/ ٤٠٣).
وقال النسائي: «متروك». وشيخه عبد الخالق مجهول، لم يرو عنه سوى عنبسة الكذاب.
ففي الإسناد سلسلة الضعفاء والمتروكين.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 423 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: المعتكف لا يدخل البيت إلا لحاجة

  • 📜 حديث: المعتكف لا يدخل البيت إلا لحاجة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: المعتكف لا يدخل البيت إلا لحاجة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: المعتكف لا يدخل البيت إلا لحاجة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: المعتكف لا يدخل البيت إلا لحاجة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب