حديث: عليكم بالسكينة فإن البر ليس بالإيضاع

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب السير في هدوء عند الإفاضة من عرفات

عن ابن عباس، أنه دفع مع النبيّ ﷺ يوم عرفة فسمع النبيُّ ﷺ وراءه زَجْرًا شديدًا، وضرْبًا وصوْتًا للإبل، فأشار بسوطه إليهم وقال: «أيُّها الناسُ، عليكم بالسّكينة، فإنّ البرَّ ليس بالإيضاع».

صحيح: رواه البخاريّ في الحج (١٦٧١) عن سعيد بن أبي مريم، حدّثنا إبراهيم بن سويد، حدثني عمرو بن أبي عمرو مولى المطّلب، أخبرني سعيد بن جبير مولى والبة الكوفي، حدثني ابن عباس، فذكره.

عن ابن عباس، أنه دفع مع النبيّ ﷺ يوم عرفة فسمع النبيُّ ﷺ وراءه زَجْرًا شديدًا، وضرْبًا وصوْتًا للإبل، فأشار بسوطه إليهم وقال: «أيُّها الناسُ، عليكم بالسّكينة، فإنّ البرَّ ليس بالإيضاع».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يفتح لنا أبواب فضله وكرمه، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما وفقها في الدين وارض عنا يا أكرم الأكرمين.
هذا حديث عظيم من أحاديث الحج، يرويه حبر الأمة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، ويحتوي على توجيه نبوي كريم في أدب من آداب الحج العظيمة.
### أولاً. تخريج الحديث ومصدره
هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه في كتاب الحج، باب قول النبي ﷺ: «إنما البرَّ ليس بالإيضاع». وهو حديث صحيح متفق على صحته.
### ثانياً. شرح مفردات الحديث
● دفع مع النبي ﷺ يوم عرفة: أي انصرف وخرج من عرفة بعد الغروب متوجهاً إلى مزدلفة.
● زَجْرًا شَدِيدًا: الزجر هو الصياح والصوت العالي في催促 الإبل وسوقها بعنف.
● وَضَرْبًا: الضرب هنا يعني ضرب الإبل والدواب لتحريكها بسرعة.
● صَوْتًا لِلإِبِل: أي أصوات الإبل من رغاء بسبب السرعة والعنف في السوق.
● أَشَارَ بِسَوْطِهِ: أشار بعصاه التي كان يركب بها دابته للإشارة والتوجيه.
● عَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ: السكينة هي الوقار والهدوء وعدم العجلة والتأني.
● فَإِنَّ البِرَّ لَيْسَ بِالإِيضَاعِ: البر هنا هو الخير والطاعة والعبادة. والإيضاع معناه: الإسراع الشديد والعنف في السير.
### ثالثاً. شرح الحديث
يحدثنا ابن عباس رضي الله عنهما عن موقف حصل أثناء انصراف النبي ﷺ والمسلمين من عرفة إلى مزدلفة بعد غروب شمس يوم عرفة. فسمع النبي ﷺ من خلفه ضجيجاً وصياحاً شديداً، وضرباً للإبل، وأصواتاً مرتفعة ناتجة عن تسارع الناس في السير ودفعهم لدوابهم بعنف.
فما كان من النبي ﷺ إلا أن توقف عن هذا السلوك الخاطئ، وأشار بسوطه (عصاه) منبهاً لهم، وناداهم قائلاً: «أيها الناس»، نداءً يشمل الجميع للالتفات إلى هذا التوجيه النبوي.
ثم أمرهم بالسكينة والهدوء، وعدم العجلة والاضطراب. ثم علل هذا الأمر بقوله: «فإن البر ليس بالإيضاع»، أي أن الخير والثواب في الحج لا يُنال بالإسراع الشديد والعنف في السير، بل ينال بالهدوء والسكينة واتباع هدي النبي ﷺ.
### رابعاً. الدروس المستفادة والعبر
1- الحث على السكينة والوقار في العبادة: خاصة في مناسك الحج، فإنها تحتاج إلى خضوع وهدوء للقلب والجوارح، والعبادة بالعجلة والاضطراب تنافي كمال الخشوع والإتقان.
2- البر الحقيقي هو اتباع الهدي النبوي: ليس البر في كثرة الحركة أو العجلة، بل في متابعة النبي ﷺ والتأسي به في كل كبيرة وصغيرة.
3- رفق الإسلام بالحيوان: النهي عن ضرب الدواب وإيذائها دون necessity، ففي هذا الحديث نهي عن الإيضاع الذي يتضمن الإسراع الشديد المؤذي للدابة.
4- اهتمام النبي ﷺ بأمته وتوجيههم: حتى في وسط الزحام والمشقة يتوقف ليعلمهم ويربيهم، مما يدل على شدة حرصه على هدايتهم.
5- أن الإسراع في مواطن السكينة من الأخطاء الشائعة: كالإسراع في السير بين الصفا والمروة أو في الطواف أو عند الانصراف من عرفة، وخير الهدي هدي محمد ﷺ.
6- أن العبادة لا تكون بالعجلة والاضطراب: بل بالطمأنينة والسكينة، لأن المقصود هو الامتثال لأمر الله، وليس إنجاز العمل بسرعة.

خامساً:

معلومات إضافية مفيدة
- هذا الحديث أصل كبير في باب السكينة في السير والعبادة، ويستدل به العلماء على استحباب التأني وعدم العجلة في السير إلى الصلاة وغيرها من العبادات.
- موقف النبي ﷺ هذا كان في الحجة الوحيدة له، وهي حجة الوداع، مما يدل على أهمية هذا التوجيه وأنه من آخر ما أوصى به أمته.
- يستفاد من الحديث أن الخطأ في العبادة لا يبرره حماس العبد أو غيرته، بل لابد من تصحيحه وفق ما جاء في الشرع.
أسأل الله تعالى أن يرزقنا الفقه في الدين، والاقتداء بنبينا محمد ﷺ في كل حركة وسكنة، وأن يتقبل منا صالح الأعمال.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الحج (١٦٧١) عن سعيد بن أبي مريم، حدّثنا إبراهيم بن سويد، حدثني عمرو بن أبي عمرو مولى المطّلب، أخبرني سعيد بن جبير مولى والبة الكوفي، حدثني ابن عباس، فذكره.
قوله: «فإنّ البرّ ليس بالإيضاع» أي ليس بالسّير السريع، فبيّن ﷺ أن تكلّف الإسراع في السير ليس من البر أي مما يتقرّب به. انظر: الفتح (٣/ ٥٢٢).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 408 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عليكم بالسكينة فإن البر ليس بالإيضاع

  • 📜 حديث: عليكم بالسكينة فإن البر ليس بالإيضاع

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عليكم بالسكينة فإن البر ليس بالإيضاع

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عليكم بالسكينة فإن البر ليس بالإيضاع

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عليكم بالسكينة فإن البر ليس بالإيضاع

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب