حديث: كان يسير العَنَق فإذا وجد فجوةً نصَّ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب السير في هدوء عند الإفاضة من عرفات

عن عروة بن الزبير، أنه قال: سُئل أسامة بن زيد وأنا جالسٌ معه: كيف كان يسير رسولُ الله ﷺ في حجّة الوداع حين دفع؟ قال: كان يسير العَنَق، فإذا وجد فجوةً نصَّ.
قال مالك: قال هشام: والنَّصُّ فوق العَنَق.

متفق عليه: رواه مالك في الحج (١٧٦) عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره.

عن عروة بن الزبير، أنه قال: سُئل أسامة بن زيد وأنا جالسٌ معه: كيف كان يسير رسولُ الله ﷺ في حجّة الوداع حين دفع؟ قال: كان يسير العَنَق، فإذا وجد فجوةً نصَّ.
قال مالك: قال هشام: والنَّصُّ فوق العَنَق.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث شريف يروي لنا جانبًا من هدي النبي ﷺ العملي في الحج، وفيما يلي شرحه وبيان فوائده:

الحديث ومصدره:


هذا الحديث رواه الإمام مالك في "الموطأ" (بإسناده) عن عروة بن الزبير، أنه قال: سُئل أسامة بن زيد وأنا جالس معه: كيف كان يسير رسول الله ﷺ في حجة الوداع حين دفع؟ قال: كان يسير العَنَق، فإذا وجد فجوةً نصَّ. قال مالك: قال هشام: والنَّصُّ فوق العَنَق.


1. شرح المفردات:


● العَنَق: سرعة في المشي أو السير دون إسراع مفرط، وهو介于 المشي المعتاد والجري الخفيف.
● فجوة: فرجة أو طريق واسع خالٍ من الزحام.
● نصَّ: أسرع في سيره بشكل واضح، وهو أسرع من العَنَق.


2. شرح الحديث:


يصف لنا الصحابي الجليل أسامة بن زيد - رضي الله عنه - كيف كان سير النبي ﷺ عند الإفاضة من عرفة في حجة الوداع. فقد كان النبي ﷺ يسير بسير معتدل سريع (العَنَق)، ولكن إذا وجد طريقًا واسعًا خاليًا من الناس أو الزحام، فإنه يزيد من سرعته (النَّص)، وهذا يدل على هديه ﷺ في التوازن بين الخشوع والعبادة، وبين الاستفادة من الظروف المناسبة.


3. الدروس المستفادة:


● الرفق والحكمة في العبادة: لم يكن سير النبي ﷺ مفرطًا في السرعة أو بطيئًا جدًا، بل كان وسطًا، مما يدل على التيسير وعدم المشقة في العبادة.
● استغلال الظروف المناسبة: إذا وجد الإنسان مجالاً أو فرصة للخير أو العبادة دون إضرار بالآخرين، فليستغلها.
● التوازن بين الخشوع والعمل: النبي ﷺ جمع بين الخشوع في الحج وبين الحركة المناسبة التي تتناسب مع مكانته وحال الناس.
● التيسير وعدم التشديد: هذا من تيسير النبي ﷺ على أمته، حيث لم يشدد على نفسه ولا على أصحابه في السير.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدخل في باب الهدي النبوي في الحج، وهو من سنن النبي ﷺ التي يستحب للمسلم أن يقتدي بها.
- السير بالعَنَق والنصّ من السنن المستحبة عند الإفاضة من عرفة إلى مزدلفة، كما هو مذهب جمهور العلماء.
- فيه بيان لدقة الصحابة في نقل كل صغيرة وكبيرة من هدي النبي ﷺ، حتى في كيفية سيره.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المقتدين برسول الله ﷺ في كل صغيرة وكبيرة، وأن يتقبل منا الحج والعمرة وسائر الأعمال. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في الحج (١٧٦) عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره. ورواه البخاريّ في الحج (١٦٦٦) عن عبد الله بن يوسف، أخبرنا مالك، به، مثله.
ورواه مسلم في الحجّ (١٢٨٦: ٢٨٣، ٢٨٤) من طرق، عن هشام بن عروة، به، بلفظ: «كيف كان يسير رسول الله ﷺ حين أفاض من عرفة؟» فذكره.
قوله: «العنَق» بفتح المهملة والنون هو السير الذي بين الإبطاء والإسراع.
وقوله: «نصَّ» أي أسرع، وأصل النّص غاية المشي، ومنه نصصت الشيء رفعته، ثم استعمل في ضرب سريع من السير. انظر الفتح (٣/ ٥١٨).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 407 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان يسير العَنَق فإذا وجد فجوةً نصَّ

  • 📜 حديث: كان يسير العَنَق فإذا وجد فجوةً نصَّ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كان يسير العَنَق فإذا وجد فجوةً نصَّ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كان يسير العَنَق فإذا وجد فجوةً نصَّ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كان يسير العَنَق فإذا وجد فجوةً نصَّ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب