حديث: ما من أيام أفضل عند الله من أيام عشر ذي الحجة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب فضل يوم عرفة

عن جابر قال: قال رسول الله ﷺ: «ما من أيام أفضل عند الله من أيام عشر من ذي الحجة». قال: فقال رجل: يا رسول الله، هنّ أفضل أمْ عدّتهنّ جهادًا في سبيل الله؟ قال: «هنّ أفضل من عدّتهن جهادا في سبيل الله. وما من يوم أفضل
عند الله من يوم عرفة؛ ينزل الله إلى السّماء الدّنيا فيباهي بأهل الأرض أهل السّماء فيقول: انظروا إلى عبادي شُعْثًا غُبْرًا ضاحين جاؤوا من كلِّ فجٍّ عميق يرجون رحمتي ولم يروا عذابي، فلمْ يُرَ يومٌ أكثرُ عتقًا من النّار من يوم عرفة».

حسن: رواه ابن حبان (٣٨٥٣) من طريق محمد بن مروان العقيليّ، حدّثنا هشام -هو الدّستوائيّ-، عن أبي الزبير، عن جابر، فذكره.

عن جابر قال: قال رسول الله ﷺ: «ما من أيام أفضل عند الله من أيام عشر من ذي الحجة». قال: فقال رجل: يا رسول الله، هنّ أفضل أمْ عدّتهنّ جهادًا في سبيل الله؟ قال: «هنّ أفضل من عدّتهن جهادا في سبيل الله. وما من يوم أفضل
عند الله من يوم عرفة؛ ينزل الله إلى السّماء الدّنيا فيباهي بأهل الأرض أهل السّماء فيقول: انظروا إلى عبادي شُعْثًا غُبْرًا ضاحين جاؤوا من كلِّ فجٍّ عميق يرجون رحمتي ولم يروا عذابي، فلمْ يُرَ يومٌ أكثرُ عتقًا من النّار من يوم عرفة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فحديث سيدنا جابر بن عبد الله رضي الله عنهما الذي رواه الإمام أحمد في مسنده وغيره، حديث عظيم الشأن، عالي المكان، يُبيّن فضل أيامٍ مخصوصة من أشهر الله الحرم، وهي أيام العشر من ذي الحجة.

أولاً. شرح المفردات:


● شُعْثًا: أي شعورهم غير مُرَجَّلة ولا مُهَذَّبة، وهذا من آثار السفر والوقوف بعرفة في عبادة الله.
● غُبْرًا: مغبَّرين من أثر التراب، دلالة على التواضع والانكسار بين يدي الله.
● ضاحين: أي تعرضوا للشمس وحرارتها في وقوفهم بعرفة.
● من كل فج عميق: أي من كل طريق بعيد، جاءوا من كل مكان من أقطار الأرض.
● يباهي: أي يفتخر ويتحدث بفضلهم وطاعتهم.

ثانيًا. شرح الحديث:


يُخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن هذه الأيام العشر من ذي الحجة هي أفضل الأيام عند الله تعالى، حتى إنها تفضُل على الجهاد في سبيل الله – وهو ذروة سنام الإسلام – إلا من خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء.
ثم يخص النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة بأعلى مراتب الفضل، فيقول إنه أفضل الأيام على الإطلاق، وأن الله تعالى يتنزل إلى السماء الدنيا – تنزلاً يليق بجلاله – فيباهي ملائكته بحجاج بيته الحرام، الواقفين في عرفة المتضرعين إليه، المشتاقين لرحمته، الخائفين من عذابه. وفي هذا اليوم يعتق الله تعالى الكثير من عباده من النار، حتى إنه لا يُرى يومٌ أكثر عتقاً للرقاب من النار من يوم عرفة.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- تفاضل الأزمنة: فكما أن للأماكن فضائلها، فإن للأزمنة أيضاً فضائلها، وهذه الأيام العشر من ذي الحجة هي من أفضل الأوقات عند الله.
2- الحث على العمل الصالح: يستحب للمسلم في هذه الأيام أن يكثر من الطاعات، كالصيام والصدقة وذكر الله والتكبير والتهليل، وصلاة النوافل.
3- فضل يوم عرفة: يستحب صيامه لغير الحاج، فإن صيامه يكفر ذنوب سنة ماضية وسنة قابلة.
4- عظمة الله ورحمته: في هذا اليوم يتجلى كرم الله تعالى وعفوه، حيث يعتق الكثير من النار ويباهي بأهل الأرض الملائكة.
5- التواضع والإخبات لله: فالحجاج يكونون في حالة من الذل والانكسار، شعثاً غبراً، وهذا من أعظم أسباب القرب من الله.

رابعًا. معلومات إضافية:


- يستحب التكبير في هذه الأيام، فيُقال: "الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد".
- صيام يوم عرفة سنة مؤكدة لغير الحاج، أما الحاج فلا يصومه لأنه يحتاج إلى القوة للوقوف والدعاء.
- العمل الصالح في هذه الأيام أحب إلى الله من العمل في غيرها، كما ورد في بعض الآثار.
نسأل الله تعالى أن يبلغنا هذه الأيام الفضيلة، وأن يعيننا على طاعته فيها، وأن يتقبل منا صالح الأعمال.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن حبان (٣٨٥٣) من طريق محمد بن مروان العقيليّ، حدّثنا هشام -هو الدّستوائيّ-، عن أبي الزبير، عن جابر، فذكره.
ورواه أبو يعلى (٢٠٩٠)، والبزّار - كشف الأستار (١١٢٨) - كلاهما من هذا الوجه.
وإسناده حسن من أجل أبي الزبير -وهو المكي- هو لا بأس في تصريحه للتحديث، وإخراج ابن حبان له في صحيحه دليل على أنه صرّح به في إسناد آخر، كما نصّ على ذلك في المقدمة (١/ ١٦٢) قائلًا: «فإن صحَّ عندي خبر من رواية مدلّس أنه بيّن السّماع فيه، لا أبالي أن أذكره من غير بيان السماع في خبره بعد صحته عندي من طريق آخر».
وذكره ابن خزيمة في صحيحه (٢٨٤٠) من وجه آخر عن مرزوق -وهو أبو بكر-، عن أبي الزبير، عن جابر، مختصرًا. وقال: أنا أبرأ من عهدة مرزوق.
قال الأعظمي: مرزوق أبو بكر هو الباهليّ البصريّ مولي طلحة بن عبد الرحمن هو ليس ممن يتبرّأ منه، فقد وثّقه أبو زرعة، وروى عنه جماعة من أئمة الحديث ثم هو لم ينفرد بهذا الحديث فقد تابعه هشام الدستوائيّ كما مضى في الإسناد الأول، ثم إذا كان ابن خزيمة يتبرأ من عهدته فهل لم يقف على الإسناد الأول فيخرجه في صحيحه؟ .

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 392 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما من أيام أفضل عند الله من أيام عشر ذي الحجة

  • 📜 حديث: ما من أيام أفضل عند الله من أيام عشر ذي الحجة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما من أيام أفضل عند الله من أيام عشر ذي الحجة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما من أيام أفضل عند الله من أيام عشر ذي الحجة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما من أيام أفضل عند الله من أيام عشر ذي الحجة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب