حديث: الحاج له بكل خطوة حسنة أو محو خطيئة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب فضل يوم عرفة
حسن: رواه ابن حبان (١٨٨٧)، والبيهقيّ في دلائل النبوة (٦/ ٢٩٤)، والبزار -كشف الأستار- (١٠٨٢) كلّهم من حديث يحيي بن عبد الرحمن الأرحبي، حدثني عبيدة بن الأسود، عن القاسم ابن الوليد، عن سنان بن الحارث بن مصرف، عن طلحة بن مصرف، عن مجاهد، عن ابن عمر، فذكر حديثًا طويلًا، وهذا جزء منه.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فإن هذا الحديث العظيم الذي رواه ابن عمر رضي الله عنهما يعد من الأحاديث التي تبين فضل الحج وعظيم أجره، وما أعد الله تعالى للحجاج من المغفرة والثواب. وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا بإذن الله تعالى.
أولاً. شرح المفردات:
● شعثًا غبرًا: الشعث: تفرق الشعر وعدم تسريحه، والغبر: الغبار الذي يعلو الوجه والبدن من شدة السفر والتعب.
● رمل عالج: الرمل الكثير المتصل بعضه ببعض، والعالج: الرمل الذي لا نهاية له.
● يوفاه: يعطيه الله تعالى جزاءه كاملاً.
ثانيًا. شرح الحديث:
يبدأ الحديث بأن رجلاً من الأنصار جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليسأله عن أمور تتعلق بالحج، فبادرَه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «إن شئت أخبرتك عمّا جئت تسأل، وإن شئت سألتني فأخبرك». وهذا يدل على علم النبي صلى الله عليه وسلم بالغيب بما أطلعه الله عليه، فلم يكن يسأل الرجل عن سؤاله، بل أخبره أنه يعلم ما في نفسه.
فأجاب الرجل: «لا يا نبي الله أخبرني عمّا جئتُ أسألك»، فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم بأنه جاء ليسأل عن:
1. ما للحاج حين يخرج من بيته؟
2. وما له حين يقف بعرفة؟
3. وما له حين يرمي الجمار؟
4. وما له حين يحلق رأسه؟
5. وما له حين يقضي آخر طواف بالبيت؟
فاندهش الرجل من دقة النبي صلى الله عليه وسلم في معرفة ما في نفسه، فقال: «يا نبي الله! والذي بعثك بالحق! ما أخطأت مما كان في نفسي شيئًا!».
ثم شرع النبي صلى الله عليه وسلم في بيان الأجر العظيم لكل مرحلة من مراحل الحج:
1- حين يخرج من بيته: «فإن له حين يخرج من بيته أن راحلته لا تخطو خطوة إلا كتب له بها حسنة أو حطت عنه بها خطيئة». وهذا يدل على أن مجرد الخروج إلى الحج يكتب له الأجر ويحط عنه الخطايا منذ أول خطوة يخطوها.
2- حين يقف بعرفة: «فإذا وقف بعرفة فإن الله ينزل إلى السماء الدنيا فيقول: انظروا إلى عبادي شعثًا غبرًا، اشهدوا أني قد غفرت لهم ذنوبهم وإن كان عدد قطر السماء ورمل عالج». والوقوف بعرفة هو ركن الحج الأعظم، وفيه ينزل الله تعالى إلى السماء الدنيا ويباهي بالحجاج الملائكة، ويغفر لهم ذنوبهم مهما كثرت.
3- حين يرمي الجمار: «وإذا رمى الجمار لا يدري أحد ما له حتى يوفاه يوم القيامة». أي أن الأجر الذي يعطاه الحاج عند رمي الجمار عظيم جدًا، لا يعلم مقداره إلا الله تعالى، وسيعطيه الله يوم القيامة جزاءً عظيمًا.
4- حين يحلق رأسه: «وإذا حلق رأسه فله بكل شعرة سقطت من رأسه نور يوم القيامة». فالحلق أو التقصير من شعائر الحج، وله أجر عظيم، حيث يكتب له نورًا يوم القيامة بكل شعرة.
5- حين يقضي آخر طواف بالبيت: «وإذا قضى آخر طوافه بالبيت خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه». أي أن الطواف بالكعبة آخر مناسك الحج يكفر الذنوب جميعًا، فيخرج الحاج نقياً من الذنوب كما ولدته أمه.
ثالثًا. الدروس المستفادة من الحديث:
1- عظمة فضل الحج: فإن الحج يكفر الذنوب ويغفر الخطايا، ويجعل الحاج كمن ولدته أمه لا ذنب عليه.
2- اليقين بعلم النبي صلى الله عليه وسلم: فإنه أخبر الرجل بما في نفسه دون أن يسأله، وهذا من معجزاته صلى الله عليه وسلم.
3- بيان الأجر العظيم لكل مرحلة من مراحل الحج: مما يشجع المسلم على الإقبال على الحج بنية خالصة وقلب مفعم بالإيمان.
4- التأكيد على مغفرة الذنوب: فإن الحج من الأعمال التي تكفر الذنوب جميعًا إذا أدي بشروطه وخلصت النية لله تعالى.
رابعًا. معلومات إضافية:
- هذا الحديث رواه الطبراني في المعجم الكبير، وهو حسن في صحيح الجامع.
- يستحب للحاج أن يكثر من الدعاء والذكر في كل مرحلة من مراحل الحج، خاصة في عرفة.
- ينبغي للمسلم أن يحرص على أداء فريضة الحج مرة في العمر إذا استطاع إليه سبيلاً، فهي من أركان الإسلام.
أسأل الله تعالى أن يتقبل منا الصيام والقيام والحج والعمرة، وأن يغفر لنا ذنوبنا ويجعلنا من المقبولين. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وإسناده حسن من أجل يحيى بن عبد الرحمن الأرحبي فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث، وسنان بن الحارث بن مصرف ذكره ابن حبان في الثقات (٦/ ٤٢٤، ٨/ ٢٩٩) وذكر من الرواة عنه القاسم بن الوليد، ومحمد بن طلحة، وترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٤/ ٢٥٤)، وزاد من الرواة عنه صالح بن حيي والد حسن بن صالح.
وقال البيهقي: «إسناده حسن».
وقال الهيثمي: «رجال البزار موثقون».
وقال البزار: «وقد رُوي هذا الحديث من وجوه، ولا نعلم له أحسن من هذا الطريق».
قال الأعظمي: وهو كما قال، فقد رواه عبد الرزاق (٨٨٣٠) وعنه الطبرانيّ (٣٥٦٦) عن ابن مجاهد، عن أبيه، عن ابن عمر، قال: فذكر الحديث بطوله، ولم يسم عبد الرزاق بن مجاهد من هو؟ فإن كان هو عبد الوهاب فقال وكيع: كانوا يقولون: إن عبد الوهاب بن مجاهد لم يسمع من أبيه. أي فيه انقطاع. ثم هو ضعيف جدًا، كذبه سفيان، وقال ابن معين: ضعيف. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث. وأما قول ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه، فهو ليس على إطلاقه فإنه قد توبع في الإسناد السابق إلا أنه لا يعتبر به من أجل ضعفه الشديد.
فالخلاصة كما سبق قول البزار، وقال أيضًا وقد رُوي عن إسماعيل بن رافع، عن أنس نحو حديث ابن عمر.
قال الأعظمي: رواه البزار -كشف الأستار (١٠٨٣) - بإسناده عن إسماعيل بن رافع، عن أنس بن مالك، نحو حديث ابن عمر. وإسماعيل بن رافع ضعيف.
وفي الباب أيضًا ما رُوي عن ابن عباس قال: «كان فلان رديف رسول الله ﷺ يوم عرفة، قال: فجعل الفتي يلاحظ النساء وينظر إليهن. قال: وجعل رسول الله ﷺ يصرف وجهه بيده من خلفه مرارًا. قال: وجعل الفتي يلاحظ إليهن. قال: فقال رسول الله ﷺ: ابنَ أخي، إنّ هذا يوم مَنْ ملك فيه سمعَه وبصرَه ولسانَه غُفر له».
رواه الإمام أحمد (٣٠٤١، ٣٣٥٠)، وأبو يعلى (٢٤٤١)، والطبراني (١٢٩٧٤)، وابن خزيمة في صحيحه (٢٨٣٤، ٢٨٣٣) كلهم من طريق سُكين بن عبد العزيز، قال: حدثني أبي، قال: سمعت ابن عباس قال (فذكره).
وفي بعض الروايات أن الفتى هو الفضل بن عباس.
وسكين بن عبد العزيز بن قيس العبدي البصريّ مختلف فيه، فقال ابن معين: ثقة. وقال أبو حاتم: لا بأس به، وذكره ابن حبان في «الثقات»، وقال العجلي: ثقة، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به. ولكن قال النسائي: ليس بالقوي.
والخلاصة: أنه حسن الحديث؛ ولذا قال فيه الحافظ: «صدوق يروي عن الضّعفاء» فضعفه ليس منه. ولكن أبوه عبد العزيز بن قيس، قال فيه أبو حاتم: «مجهول» ومع هذا ذكره ابن حبان في «الثقات».
وقد تبرّأ منه ومن ولده ابنُ خزيمة، فقال: «أنا برئ من عهدة سُكين بن عبد العزيز وعهدة أبيه، ثم روي بإسناده من وجهين - عن سكين بن عبد العزيز، عن أبيه، بإسناده، مثله.
وذلك بعد أن ذكر قصة الفضل وأنه كان رديف رسول الله ﷺ، وجعل ينظر إلى امرأة حسنة، والنبيّ ﷺ يصرف وجهه عنها بدون ذكر الزيادات التي في حديث سكين بن عبد العزيز.
قال الأعظمي: وهي قصة صحيحة مخرّجة في الصّحيح.
ومن هنا يعرف تساهل المنذريّ في قوله بعد أن أخرج حديث ابن عباس من مسند الإمام أحمد: «بإسناد صحيح».
وفي الباب ما رُوي عن طلحة بن عبد الله بن كريز، أنّ رسول الله ﷺ قال: «ما رؤي الشيطانُ يومًا هو فيه أصغر ولا أدحر ولا أحقر ولا أغيظ منه في يوم عرفة، وما ذاك إلا لما رأى من تنزيل الرّحمة، وتجاوز الله عن الذّنوب العظام إلّا ما أُرى يوم بدر». قيل: وما رأي يوم بدر يا رسول الله؟ قال: «أما إنّه قد رأى جبريل يزع الملائكة».
رواه مالك في الحجّ (٢٤٥) وعنه عبد الرزاق (٨٨٣٢) عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن طلحة بن عبيد الله، فذكره. وهو مرسل.
وقوله: «أدحر» بالدال والحاء المهملة - أي أبعد وأذلّ. قال الله تعالى: ﴿فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا (٣٩)﴾ [سورة الإسراء: ٣٩] أي مبعدًا من رحمة الله.
وفي الباب عن عباس بن مرداس السلميّ قال: إنّ النبيّ ﷺ دعا لأمّته عشية عرفة بالمغفرة فأجيب: «إنّي قد غفرت لهم ما خلا الظالم، فإني آخذ للمظلوم منه». قال: «أي ربِّ إنْ شئتَ أعطيتَ المظلوم من الجنة. وغفرت للظالم». فلم يجب عشيته، فلمّا أصبح بالمزدلفة أعاد الدّعاء. فأُجيب إلى ما سأل. قال: فضحك رسول الله ﷺ -أو قال: تبسّم-. فقال له أبو بكر وعمر: بأبي أنت وأمي إنّ هذه لساعة ما كنت تضحك فيها! . فما الذي أضحكك؟ أضحك الله سنَّك. قال: «إنّ عدو الله إبليس لما علم أن الله عز وجل قد استجاب دعائي وغفر لأمتي أخذ التراب فجعل يحثوه على رأسه ويدعو بالويل والثبور. فأضحكني ما رأيت من جزعه».
رواه ابن ماجه (٣٠١٣) عن أيوب بن محمد الهاشميّ، قال: حدّثنا عبد القاهر بن السريّ السّلميّ، قال: حدّثنا عبد الله بن كنانة بن عباس بن مرداس السلميّ، أنّ أباه أخبره، عن أبيه، أنّ النبيّ ﷺ دعا، فذكره.
ورواه أبو داود (٥٢٣٤) واقتصر على قوله: «ضحك رسول الله ﷺ، فقال له أبو بكر أو عمر: «أضحك الله سنك«وساق الحديث. هكذا قال أبو داود.
فقوله: «ساق الحديث«إشارة إلى ذكر الحديث كاملًا.
ورواه الإمام أحمد (١٦٢٠٧)، والبيهقي في شعب الإيمان (٣٤٦) بكامله كلّهم من طريق عبد القاهر بن السري بإسناده، مثله. إلا أنهم قالوا: عن ابن كنانة بن العباس.
وابن كنانة هو عبد الله كما جاء مصرحًا به عند ابن ماجه.
وأخرجه البخاريّ في تاريخه (٧/ ٢ - ٣) وقال: لم يصح حديثه.
قال الأعظمي: وهو كما قال، فإنّ فيه عبد الله بن كنانة بن العباس، لم يرو عنه غير عبد القاهر، ولذا قال فيه الحافظ: «مجهول».
وأيضًا فيه أبوه كنانة بن العباس بن مرداس، لم يرو عنه سوى ابنه عبد الله، ولذا قال فيه أيضًا الحافظ: «مجهول».
وقال ابن حبان في ترجمة كنانة بن العباس بن مرداس السلمي في المجروحين (٢/ ٢٣٤): «يروي عن أبيه، روى عنه ابنه، منكر الحديث جدًا. فلا أدري التخليط في حديثه منه أو من ابنه، ومن أيهما كان فهو ساقط الاحتجاج بما روى، لعظم ما أتي من المناكير عن المشاهير».
ثم أعاد ذكره في «الثقات» (/ ٣٣٩) من التابعين فتناقض.
وقال البيهقيّ: «هذا الحديث له شواهد كثيرة، وقد ذكرناها في كتاب (البعث) فإن صحّ بشواهده فقيه الحجة، وإن لم يصح فقد قال الله عز وجل: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾ [سورة النساء: ٤٨]، وظلم بعضهم بعضًا دون الشرك» انتهى.
وفيه إشارة إلى ضعف الحديث حتى بشواهده.
وبالغ ابن الجوزيّ فأدخل هذا الحديث في كتابه «الموضوعات» (٢/ ٢١٤) بناء على كلام ابن حبان في كنانة بن العباس، ولعله لم يقف على كلام ابن حبان في «الثقات».
والخلاصة أنه ضعيف لا موضوع؛ ولذا تعقبه الحافظ ابن حجر في «القول المسدّد» (الحديث السابع)، وذكر له شواهد، ولكن كلها ضعيفة لا يسلم منها شيء، ثم إن هذا الحديث مع ضعفه يدل على عموم غفران الذنوب لمن شهد الموقف منها حقوق العباد.
وقد جاء في الصحيح في قوله تعالى: ﴿وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ﴾ [سورة الحجر: ٤٧] قال: «يخلص المؤمنون من النار، فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار، فيقتص بعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدّنيا، حتى إذا هُذِّبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة، فوالذي نفس محمد بيده لأحدهم أهدي بمنزله في الجنة منه بمنزله كان في الدنيا».
رواه البخاريّ في الرقاق (٦٥٣٥) عن الصلت بن محمد، حدثنا يزيد بن زريع، فقرأ الآية الكريمة، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، عن أبي المتوكل الناجي، أن أبا سعيد الخدريّ قال: قال رسول الله ﷺ (فذكر الحديث).
وقد روي بخلاف حديث العباس بن مرداس:
عن أنس بن مالك قال: وقف رسول الله ﷺ بعرفة يوم عرفة، وكادت الشّمس أن تغرب فقال: «يا بلال، أنصت لي الناس». فقام بلال: فقال: يا معشر الناس أنصتوا. فقال: «أتاني جبريل عليه السلام آنفًا، فأقرأني من ربّي السلام، وقال: إنّ الله قد غفر لأهل عرفات ما خلا التّبعات. أفيضوا باسم الله».
رواه العقيليّ في ترجمة (شبويّه المروزيّ) عن ابن المبارك وقال: «حديثه منكر غير محفوظ».
وقال: وقد روي في هذا المعنى بخلاف هذا اللفظ حديث العباس بن مرداس، وحديث ابن عمر وغيره. وأسانيدها لينة، وفيه عن عائشة وجابر بإسنادين صالحين» انتهى. انظر: «الضعفاء (٢/ ١٩٦ - ١٩٧).
وقال الذهبي في «الميزان» (٢/ ٢٦٢): «شبّويه عن ابن المبارك» فذكر حديثًا منكرًا، ذكره العقيليّ.
إذا عرفنا لفظ هذا الحديث بأنه يخالف ما رواه العباس بن مرداس عرفنا وهم المنذريّ في «الترغيب والترهيب» (١٨٢١) فجعل حديث ابن المبارك موافقًا لحديث العباس بن مرداس ولفظه: «إنّ الله عز وجل غفر لأهل عرفات وأهل المشعر، وضمن عنهم التبعات».
وزاد: «فقام عمر بن الخطاب فقال: يا رسول الله، هذا لنا خاصة؟ قال: «هذا لكم، ولمن أتي من بعدكم إلى يوم القيامة«فقال عمر: كثر خير الله وطاب» انتهي.
فلعلّه وهم في سوق اللفظ لأنه كان يملي من حفظه كما يظهر من مقدمته.
وفي الباب ما رُوي أيضًا عن أنس قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إنّ الله تطوَّل على أهل عرفات يباهي بهم الملائكة يقول: يا ملائكتي انظروا إلى عبادي شُعْثًا غُبْرًا، أقبلُوا يضربونَ إليَّ من كلِّ فجٍّ عميق، فأشهدكم أني قد أجبت دعاءهم، وشفعت رغبتهم، ووهبت مسيئهم لمحسنهم، وأعطيت محسنيهم جميع ما سألوني غير التبعات التي بينهم، فإذا أفاض القوم إلى جمع ووقفوا وعادوا في الرغبة والطلب إلى الله يقول: يا ملائكتي عبادي وقفوا، فعادوا في الرغبة والطّلب، فأشهدكم أني قد أجبت دعاءهم، وشفعت رغبتهم، ووهبت مسيئهم لمحسنهم، وأُعطيت محسنيهم ما سألني، وكفلت عنهم التّبعات التي بينهم».
رواه أبو يعلي (١٣٥١) عن إبراهيم بن الحجاج النيليّ، حدثنا صالح المريّ، عن يزيد الرّقاشي، عن أنس، فذكره.
ذكره الهيثميّ في «المجمع» (٣/ ٢٥٧) وضعّفه من أجل صالح المريّ.
قال الأعظمي: صالح المريّ هو: ابن بشير بن وادع المري -بضم الميم وتشديد الراء- ضعّفه ابن معين، وقال البخاريّ: منكر الحديث. وفي التقريب: «ضعيف».
وأما ابن حبان فذكره في الثقات (٤/ ٣٧٤) فالظّاهر أنه لم يقف على كلام الأئمة فيه. وفات الهيثميّ يزيد الرقاشيّ وهو ابن يزيد بن أبان فلم يضعفه وهو ممن ضُعِّف.
وأمّا ما رُوي «أفضلُ الأيام يوم عرفة وافق يوم الجمعة، وهو أفضل من سبعين حجّة في غير يوم الجمعة» فهو لا أصل له، أورده ابن الأثير في «جامع الأصول» (٦٨٦٧) -تحقيق: أيمن صالح- وعزاه إلى رزين.
ورَزين هو ابن معاوية بن عمار الأندلسيّ السرقسطيّ المتوفي سنة خمس وثلاثين وخمسمائة بمكة، وصفه الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (٢٠/ ٢٠٤) بأنه الإمام المحدّث الشهير صاحب كتاب «تجريد الصحاح»، وكان إمام المالكيين بالحرم.
وقال ابن الأثير في مقدمة «جامع الأصول» (١/ ٤٨ - ٥٠): «جمع بين كتب البخاريّ،
ومسلم، والموطأ لمالك، وجامع الترمذي، وسنن أبي داود، وسنن أبي عبد الرحمن النسائي رحمة الله عليهم».
وهو الذي بني عليه الحافظ ابن الأثير كتابه «جامع الأصول»، ولكن كما يقول الحافظ الذهبي: «أدخل في كتابه زيادات واهية، لو تنزّه عنها لأجاد».
قال الأعظمي: وهذا الحديث من هذا القبيل.
وقد حاول أئمّة الحديث الوقوف على إسناد هذا الحديث فلم يقفوا عليه، قال الحافظ ابن القيم في «زاده» (١/ ٦٥) بعد أن بيّن مزية وقفة الجمعة من عشرة وجوه بقوله: «وأما ما استفاض على ألسنة العوام بأنها تعدل ثنتين وسبعين حجة فباطل لا أصل له عن رسول الله ﷺ، ولا عن أحد من الصحابة والتابعين».
وقال الحافظ في «الفتح» (٨/ ٢٧١) بعد أن عزاه لرزين في «جامعه»: «لا أعرف حاله؛ لأنه لم يذكر صحابيه ولا من أخرجه».
وقال الحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي في جزء «فضل عشر ذي الحجة ويوم عرفة» (ص ٤٦): «حديث وقفة الجمعة يوم عرفة أنها تعدل اثنتين وسبعين حجة حديث باطل لا يصح، وكذلك لا يثبت ما رُوي عن زرّ بن حبيش أنه أفضل من سبعين حجة في غير يوم جمعة».
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 395 من أصل 689 حديثاً له شرح
- 370 صليت مع النبي ﷺ بمنى الظهر ركعتين
- 371 صلاة المسافر ركعتين في عهد النبي والخلفاء
- 372 رسول الله ﷺ يهل بالحج ويتوجه إلى منى يوم التروية
- 373 غدا رسول الله ﷺ من مني حين صلي الصبح صبيحة...
- 374 من كان يهل فلا ينكر عليه، ومن يكبر فلا ينكر...
- 375 من الملبّي ومن المكبر في غدو النبي ﷺ إلى عرفات
- 376 الرَّواح إنْ كنتَ تُريد السُّنة
- 377 صلاة الظهر والعصر بغير صلاة بينهما
- 378 قريش ومن دان دينها يقفون بالمزدلفة
- 379 كانت العرب تطوف بالبيت عراة إلا الحمس
- 380 إني رأيت رسول الله ﷺ واقفًا مع الناس بعرفة
- 381 رسول الله ﷺ يقف مع الناس بعرفة على جمل له
- 382 يطوف الرجل بالبيت ما كان حلالًا حتى يهل بالحج
- 383 الحج يوم عرفة من جاء قبل صلاة الصبح من ليلة...
- 384 من ادرك الصلاة معنا وعرفات فقد تم حجه
- 385 من فاته عرفات فقد فاته الحج
- 386 نحرت ههنا ومنى كلها منحر
- 387 هذه عرفة وهذا هو الموقف وعرفة كلها موقف
- 388 كونوا على مشاعركم فإنكم على إرث من إرث أبيكم إبراهيم
- 389 ارفعوا عن بطن عرنة ارفعوا عن بطن محسّر
- 390 يعتق الله في يوم عرفة أكثر من أي يوم آخر
- 391 إني لأعلم أي مكان أنزلت؛ أنزلت ورسول الله ﷺ واقف...
- 392 ما من أيام أفضل عند الله من أيام عشر ذي...
- 393 إن الله يباهي الملائكة بأهل عرفات
- 394 الله يباهي ملائكته عشية عرفة بأهل عرفة
- 395 الحاج له بكل خطوة حسنة أو محو خطيئة
- 396 من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له...
- 397 أفضل ما قلت أنا والنبيون قبلي عشية عرفة: لا إله...
- 398 شرب النبي ﷺ اللبن وهو واقف على بعيره يوم عرفة
- 399 عدم صيام النبي يوم عرفة وشربه اللبن أمام الناس
- 400 رسول الله ﷺ يوقف ناقته القصواء عند الصخرات في عرفة
- 401 النبي ﷺ يرفع يديه في الدعاء ولا يقطعهما لسقوط الخطام
- 402 صيام النبي ﷺ يوم عرفة وشربه اللبن
- 403 فلم يزل واقفًا حتى غربت الشمس
- 404 أفاض رسول الله ﷺ بعرفة حين غابت الشمس.
- 405 دفع رسول الله ﷺ بعد وقوع الشمس
- 406 أتي عرفات قبل ذلك ليلا أو نهارا فقد تم حجه...
- 407 كان يسير العَنَق فإذا وجد فجوةً نصَّ
- 408 عليكم بالسكينة فإن البر ليس بالإيضاع
- 409 دفع رسول الله ﷺ وهو يقول: أيها الناس السكينة السكينة
- 410 عليكم بالسكينة
- 411 يسير على هيئته حتى أتى جمعًا
- 412 عليكم بالسكينة والوقار فإن البر ليس في إيضاع الإبل
- 413 دفع حين غابت الشمس والسكينة أيها الناس
- 414 صلى رسول الله المغرب والعشاء بالمزدلفة جميعًا.
- 415 صلاة المغرب والعشاء بالمزدلفة في حجة الوداع
- 416 المصلي أمامك
- 417 صلاة المغرب والعشاء بالمزدلفة بأذان واحد وإقامتين
- 418 جمع النبي بين المغرب والعشاء بجمع بإقامة
- 419 صلاة النبي المغرب بجمع والعشاء بإقامة
معلومات عن حديث: الحاج له بكل خطوة حسنة أو محو خطيئة
📜 حديث: الحاج له بكل خطوة حسنة أو محو خطيئة
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: الحاج له بكل خطوة حسنة أو محو خطيئة
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: الحاج له بكل خطوة حسنة أو محو خطيئة
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: الحاج له بكل خطوة حسنة أو محو خطيئة
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








