حديث: هذه عرفة وهذا هو الموقف وعرفة كلها موقف

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في أنّ عرفة كلّها موقف

عن علي بن أبي طالب، قال: وقف رسول الله ﷺ بعرفة فقال: «هذه عرفة وهذا هو الموقف وعرفة كلّها موقف. ثم أفاض حين غربت الشمس وأردف أسامة ابن زيد، وجعل يشير بيده على هينته والناس يضربون يمينا وشمالا يلتفت إليهم ويقول: «أيها الناس! عليكم السّكينة ثم أتي جمعا فصلّى بهم الصلاتين جميعا فلما أصبح أتي قزح فوقف عليه، وقال: «هذا قزح وهو الموقف وجمع كلّها موقف». ثم أفاض حتى انتهى إلى وادي محسر فقرع ناقته فخبَّتْ حتى جاوزَ الوادي فوقف وأردف الفضل، ثم أتي الجمرة فرماها، ثم أتي المنحرَ، فقال: «هذا المنحر ومِنى كلّها منحر».
واستفتته جارية شابة من خثعم فقالت: إن أبي شيخ كبير قد أدركته فريضة الله في الحج أفيجزئ أن أحج عنه؟ قال: «حُجِّي عن أبيك». قال: ولوي عنقَ الفضل، فقال العباس: يا رسول الله، لم لويت عنقَ ابن عمِّك؟ . قال: «رأيت شابًا وشابّة فلم آمن الشّيطان عليهما». ثم أتاه رجل فقال: يا رسول الله، إنّي أَفضْتُ قبل أن أحلق، قال: «احْلقْ أو قصِّر ولا حرج».
قال: وجاء آخر فقال: يا رسول الله، إنّي ذبحتُ قبل أن أرمي، قال: «ارْمِ ولا حرج». قال: ثم أتي البيت فطاف به ثم أتي زمزم فقال: «يا بني عبد المطلب، لولا أن يغلبكم الناس عنه لنزعتُ».

حسن: رواه الترمذيّ (٨٨٥)، وأبو داود (١٩٢٢، ١٩٣٥)، وابن ماجه (٣٠١٠) كلّهم من حديث سفيان، عن عبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعة، عن زيد بن علي، عن أبيه، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن علي بن أبي طالب، فذكره واللفظ للترمذي وغيره رووه مختصرًا.

عن علي بن أبي طالب، قال: وقف رسول الله ﷺ بعرفة فقال: «هذه عرفة وهذا هو الموقف وعرفة كلّها موقف. ثم أفاض حين غربت الشمس وأردف أسامة ابن زيد، وجعل يشير بيده على هينته والناس يضربون يمينا وشمالا يلتفت إليهم ويقول: «أيها الناس! عليكم السّكينة ثم أتي جمعا فصلّى بهم الصلاتين جميعا فلما أصبح أتي قزح فوقف عليه، وقال: «هذا قزح وهو الموقف وجمع كلّها موقف». ثم أفاض حتى انتهى إلى وادي محسر فقرع ناقته فخبَّتْ حتى جاوزَ الوادي فوقف وأردف الفضل، ثم أتي الجمرة فرماها، ثم أتي المنحرَ، فقال: «هذا المنحر ومِنى كلّها منحر».
واستفتته جارية شابة من خثعم فقالت: إن أبي شيخ كبير قد أدركته فريضة الله في الحج أفيجزئ أن أحج عنه؟ قال: «حُجِّي عن أبيك». قال: ولوي عنقَ الفضل، فقال العباس: يا رسول الله، لم لويت عنقَ ابن عمِّك؟ . قال: «رأيت شابًا وشابّة فلم آمن الشّيطان عليهما». ثم أتاه رجل فقال: يا رسول الله، إنّي أَفضْتُ قبل أن أحلق، قال: «احْلقْ أو قصِّر ولا حرج».
قال: وجاء آخر فقال: يا رسول الله، إنّي ذبحتُ قبل أن أرمي، قال: «ارْمِ ولا حرج». قال: ثم أتي البيت فطاف به ثم أتي زمزم فقال: «يا بني عبد المطلب، لولا أن يغلبكم الناس عنه لنزعتُ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الشريف الذي رواه الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، عن حجة الوداع التي حجها النبي صلى الله عليه وسلم، وهي من أصح الأحاديث في بيان مناسك الحج:

أولاً. شرح المفردات:


● وقف بعرفة: حضر في عرفة وأقام فيها للدعاء والذكر.
● أفاض: انصرف وتحرك بعد الوقوف.
● أردف أسامة: جعله خلفه على الراحلة.
● يهنته: بتمهل وسكينة.
● جمع: هي مزدلفة.
● قزح: جبل صغير في مزدلفة.
● محسر: وادي بين مزدلفة ومنى.
● خبَّتْ: أسرعت في سيرها.
● الجمرة: المقصود هنا جمرة العقبة.
● المنحر: مكان ذبح الهدي.
● خثعم: قبيلة معروفة.
● لويت عنق الفضل: أدار رأسه أو صرفه عن النظر.


ثانياً. شرح الحديث:


يصف الحديث بدقة أعمال النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، والتي تُعد بياناً عملياً لمناسك الحج:
1- الوقوف بعرفة:
- وقف النبي صلى الله عليه وسلم في عرفة وقال: «هَذِهِ عَرَفَةُ وَهَذَا هُوَ الْمَوْقِفُ وَعَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ».
- هذا توجيه عظيم بأن كل عرفة موضع للوقوف، وليس مكاناً محدداً فقط، توسعة على الناس.
2- الإفاضة من عرفة:
- أفاض بعد غروب الشمس بسكينة وأردف أسامة بن زيد خلفه، وأمر الناس بالسكينة وعدم الزحام أو الإيذاء.
3- المبيت بمزدلفة (جمع):
- صلى فيها المغرب والعشاء جمع تأخير، ثم وقف عند قزح وقال: «هَذَا قَزَحٌ وَهُوَ الْمَوْقِفُ وَجَمْعٌ كُلُّهَا مَوْقِفٌ».
- أيضاً بيان أن كل مزدلفة موقف، وليس فقط عند الجبل.
4- الإسراع في وادي محسر:
- أسرع النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الوادي؛ لأنه مكان عذاب قديم، والسنة الإسراع فيه.
5- رمي الجمرة وذبح الهدي:
- رمى جمرة العقبة ثم ذبح هديه، وقال: «هَذَا الْمَنْحَرُ وَمِنَى كُلُّهَا مَنْحَرٌ»، أي يجوز الذبح في أي مكان في منى.
6- الإجابة على الأسئلة الفقهية:
- أجاز للحاجة أن تحج عن أبيها العاجز، وقال: «حُجِّي عَنْ أَبِيكِ».
- وأجاب عن ترتيب الأفعال (الحلق والرمي والذبح) بأنه لا حرج في تقديم بعضها على بعض في الحج، كما في قوله: «ارْمِ وَلَا حَرَجَ» و«احْلِقْ أَوْ قَصِّرْ وَلَا حَرَجَ».
7- التحرز من الفتنة:
- لوّى عنق الفضل حين سألته الشابة؛ خوفاً من فتنة الشيطان، وهذا من كمال أدبه وصيانته للأمة.
8- الطواف والسعي ثم الدعاء عند زمزم:
- طاف بالبيت ثم قال عند زمزم: «يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، لَوْلَا أَنْ يَغْلِبَكُمُ النَّاسُ عَلَيْهِ لَنَزَعْتُ»، أي لو لا خشية الازدحام لأخذت من ماء زمزم بنفسي.


ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- التيسير على الناس في المناسك:
- بيان أن عرفة كلها موقف، ومزدلفة كلها موقف، ومنى كلها منحر، مما يوسع على الحجاج ويرفع الحرج.
2- الرفق والسكينة في أداء العبادة:
- أمره صلى الله عليه وسلم بالسكينة وعدم العجلة أو الزحام.
3- مراعاة الضعفاء والكبار:
- أجاز الحج عن العاجز، وجمع الصلاتين للتيسير.
4- التحذير من الفتنة:
- حرصه على غض البصر حتى مع وجود المحرم، صيانة للقلوب.
5- بيان الرخصة في ترتيب أفعال الحج:
- عدم التشديد في الترتيب بين الرمي والحلق والذبح، مما يدل على سماحة الإسلام.
6- قدوة في التواضع:
- رغبته في نزع الماء بنفسه لولا خشية الازدحام.


رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أصل في بيان كيفيّة حج النبي صلى الله عليه وسلم، وهو من رواية الإمام علي رضي الله عنه في الصحيحين وغيرهما.
- فيه دليل على أن الوقوف بعرفة هو ركن الحج الأعظم.
- وفيه توجيه تربوي عظيم بالابتعاد عن مواطن الشبهات وفتن الشهوات.
أسأل الله تعالى أن يتقبل منا الصالحات، وأن يرزقنا حسن الاتباع لسيد السادات، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذيّ (٨٨٥)، وأبو داود (١٩٢٢، ١٩٣٥)، وابن ماجه (٣٠١٠) كلّهم من حديث سفيان، عن عبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعة، عن زيد بن علي، عن أبيه، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن علي بن أبي طالب، فذكره واللفظ للترمذي وغيره رووه مختصرًا.
قال الترمذي: «حديث علي حديث حسن صحيح، لا نعرفه من حديث علي إلّا من هذا الوجه من حديث عبد الرحمن بن الحارث بن عياش. وقد رواه غير واحد عن الثوريّ مثل هذا. والعمل على هذا عند أهل العلم، رأوا أن يجمع بين الظهر والعصر بعرفة في وقت الظهر، وقال بعض أهل العلم: إذا صلى الرجل في رحله ولم يشهد الصلاة مع الإمام إن شاء جمع هو بين الصلاتين مثل ما صنع الإمام.
وقال: وزيد بن علي هو ابن حسين بن علي بن أبي طالب» انتهي.
قال الأعظمي: إسناده حسن من أجل الكلام في عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش المخزوميّ غير أنه حسن الحديث.
وزيد بن علي هو عمّ جعفر بن محمد الصادق ذكره ابن حبان في «الثقات» (٤/ ٢٤٩)، وقال الحافظ في «التهذيب»: «وأعاد ابن حبان ذكره في طبقة أتباع التابعين وقال: روى عن أبيه» انظر: «الثقات» (٦/ ٣١٣).
وفي الباب ما روي عن ابن عباس مرفوعًا: «عرفة كلّها موقف، ومني كلّها موقف». رواه البزّار - كشف الأستار (١١٢٧) عن حوثرة بن محمد المنقريّ من كتابه، ثنا سفيان بن عينة، عن عمرو بن دينار، عن طاوس، عن ابن عباس، فذكره.
وقال: وحدّثناه أحمد بن عبدة، أنبأ سفيان بن عيينة، فذكره عن طاوس مرسلًا.
قال البزّار: «لا نعلم أحدًا قال: «عن ابن عباس«إلا حرثرة ولم يتابع» انتهى.
قال الأعظمي: وهو كما قال؛ فإن حوثرة بن محمد المنقري أبو الأزهر البصريّ الورّاق، روى عنه عدد منهم ابن خزيمة، ولم يوثقه غير ابن حبان، فهو «مقبول» على اصطلاح ابن حجر أي إذا توبع، ولم يتابع كما قال البزّار، فهو لين الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 387 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: هذه عرفة وهذا هو الموقف وعرفة كلها موقف

  • 📜 حديث: هذه عرفة وهذا هو الموقف وعرفة كلها موقف

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: هذه عرفة وهذا هو الموقف وعرفة كلها موقف

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: هذه عرفة وهذا هو الموقف وعرفة كلها موقف

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: هذه عرفة وهذا هو الموقف وعرفة كلها موقف

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب