حديث: أتي عرفات قبل ذلك ليلا أو نهارا فقد تم حجه وقضي تفثه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الإفاضة من عرفات بعد غروب الشمس

عن عروة بن مضرس الطائي قال: أتيت رسول الله ﷺ بالموقف -يعني بجمع
- قلت: جئت يا رسول الله من جبل طي أكلَلْتُ مطيتي وأتعبت نفسي، والله ما تركت من حبل إلا وقفتُ عليه! فهل لي من حج؟ فقال رسول الله ﷺ: «من أدرك معنا هذه الصّلاة، وأتي عرفات قبل ذلك ليلًا أو نهارًا فقد تم حجُّه وقضي تفثه».

صحيح: رواه أبو داود (١٩٥٠)، والترمذي (٨٩١)، والنسائي (٣٠٣٩)، وابن ماجه (٣٠١٦) كلّهم من طريق إسماعيل بن أبي خالد، حدّثنا عامر الشعبيّ، عن عروة بن مضرّس، فذكر الحديث.

عن عروة بن مضرس الطائي قال: أتيت رسول الله ﷺ بالموقف -يعني بجمع
- قلت: جئت يا رسول الله من جبل طي أكلَلْتُ مطيتي وأتعبت نفسي، والله ما تركت من حبل إلا وقفتُ عليه! فهل لي من حج؟ فقال رسول الله ﷺ: «من أدرك معنا هذه الصّلاة، وأتي عرفات قبل ذلك ليلًا أو نهارًا فقد تم حجُّه وقضي تفثه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه، وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح". وهو حديث عظيم الشأن، إذ يبين فيه النبي ﷺ أحد أهم أركان الحج وأعظم مشاعره.

أولاً. شرح المفردات:


● الموقف: أي الموقف بعرفة، والمقصود هنا "جمع" وهو مزدلفة، حيث كان النبي ﷺ يخطب الناس بعد صلاة الفجر يوم النحر.
● أكللت مطيتي: أي أتعبتها وأجهدتها من طول السفر.
● ما تركت من حبل إلا وقفت عليه: الحبل هنا يعني الجبل، أي أني وقفت على كل جبل عالٍ أرجو أن يكون عرفة.
● قضي تفثه: التفث هو الأوساخ والذنوب، وقضاؤه يعني التخلص منها بالنسك والتقرب إلى الله.

ثانياً. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي الجليل عروة بن مضرس الطائي رضي الله عنه أنه جاء إلى النبي ﷺ في مزدلفة بعدما أفاض من عرفة، وقد شق عليه السفر من جبل طيء (في نجد) حتى أتعب راحلته ونفسه، وسأل النبي ﷺ بحالة من الحيرة والقلق؛ لأنه لم يتأكد من أنه وقف بعرفة في الوقت الصحيح، بل وقف على عدة جبال يظن كل واحد منها أنه عرفة.
فطمأنه النبي ﷺ بأن من أدرك صلاة الصبح في مزدلفة (أي مع المسلمين) وكان قد وقف بعرفة قبل ذلك ولو لحظة - ليلاً أو نهاراً - فقد تم حجه وقبل منه، وغفر له ذنوبه.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- يسر الإسلام وسماحته: فقد بين النبي ﷺ أن الوقوف بعرفة لا يشترط له طول المكث، بل يكفي لحظة واحدة، مما يسهل على الناس ويرفع الحرج عنهم.
2- عظم شأن الوقوف بعرفة: فهو ركن الحج الأعظم الذي لا يتم الحج بدونه.
3- الأجر العظيم للحاج: فمن أتم الوقوف بعرفة وأدرك المشاعر بعد ذلك فقد غفر له تفثه (ذنوبه) وقبل حجه.
4- حرص السلف على الطاعة: فقد رأينا كيف تحمل عروة رضي الله عنه المشقة في السفر والوقوف ليطمئن على صحة حجه.

رابعاً. فوائد إضافية:


- الحديث دليل على أن الوقوف بعرفة يتحقق بأي جزء من الليل أو النهار قبل طلوع فجر يوم النحر.
- فيه بيان لمكان خطبة النبي ﷺ يوم النحر، وهي في مزدلفة بعد صلاة الصبح.
- يستفاد منه حرص المسلم على سؤال العلماء فيما يشكل عليه من أمور دينه.
أسأل الله أن يتقبل منا الصيام والقيام والحج والعبادة، وأن يوفقنا لاتباع سنة نبيه ﷺ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (١٩٥٠)، والترمذي (٨٩١)، والنسائي (٣٠٣٩)، وابن ماجه (٣٠١٦) كلّهم من طريق إسماعيل بن أبي خالد، حدّثنا عامر الشعبيّ، عن عروة بن مضرّس، فذكر الحديث.
قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح». والحديث تقدم في باب وجوب الوقوف بعرفة.
وقد استدل الإمامُ أحمد وغيره بحديث عروة بن مضرس على أن وقت الوقوف من حين طلوع الفجر من يوم عرفة إلى طلوع الفجر من ليلة النحر، وسوّي بين أجزاء النهار وأجزاء الليل.
وقد نقل شيخ الإسلام ابن تيمية عن أكثر الحنابلة مثل أبي بكر، وابن أبي موسى، وابن حامد، والقاضي وأصحابه قالوا: لو وقف بعرفة يوم عرفة قبل الزوال ونفر منها قبل الزوال أساء وحجّه تام، وعليه الدّم.
وأما قول مالك: «أن من دفع قبل الغروب فلا حج له».
فقد قال ابن عبد البر في «التمهيد» (١٠/ ٢١): «ولا نعلم أحدًا من فقهاء الأمصار قال بقول مالك، وهو قد وقف بعد الزوال وبعد الصلاة، ولا روينا عن أحد من السلف؛ فإنّ سائر العلماء قالوا: كلّ من وقف بعرفة بعد الزوال أو في ليلة النحر فقد أدرك الحج، فإن دفع قبل غروب الشمس من عرفة فعليه دم عندهم، وحجّه تام».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 406 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أتي عرفات قبل ذلك ليلا أو نهارا فقد تم حجه وقضي تفثه

  • 📜 حديث: أتي عرفات قبل ذلك ليلا أو نهارا فقد تم حجه وقضي تفثه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أتي عرفات قبل ذلك ليلا أو نهارا فقد تم حجه وقضي تفثه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أتي عرفات قبل ذلك ليلا أو نهارا فقد تم حجه وقضي تفثه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أتي عرفات قبل ذلك ليلا أو نهارا فقد تم حجه وقضي تفثه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب