حديث: إني لأعلم أي مكان أنزلت؛ أنزلت ورسول الله ﷺ واقف بعرفة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب فضل يوم عرفة

عن طارق بن شهاب: أنّ أُناسًا من اليهود قالوا: لو نزلت هذه الآية فينا لاتخذنا ذلك اليوم عيدًا! فقال عمر أيَّةُ آيةٍ؟ فقالوا: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾ [المائدة: ٣]. فقال عمر: إنّي لأعلمُ أيّ مكان أُنزلتْ؛ أُنزلتْ ورسولُ الله ﷺ واقف بعرفة».

متفق عليه: رواه البخاريّ في المغازيّ (٤٤٠٧)، ومسلم في التفسير (٣٠١٧) كلاهما من طريق سفيان الثوريّ، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، فذكره.

عن طارق بن شهاب: أنّ أُناسًا من اليهود قالوا: لو نزلت هذه الآية فينا لاتخذنا ذلك اليوم عيدًا! فقال عمر أيَّةُ آيةٍ؟ فقالوا: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾ [المائدة: ٣]. فقال عمر: إنّي لأعلمُ أيّ مكان أُنزلتْ؛ أُنزلتْ ورسولُ الله ﷺ واقف بعرفة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النافع، معتمدًا على كلام أهل العلم المعتبرين:

الحديث:


عن طارق بن شهاب: "أن أُناسًا من اليهود قالوا: لو نزلت هذه الآية فينا لاتخذنا ذلك اليوم عيدًا! فقال عمر: أيَّةُ آيةٍ؟ فقالوا: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾. فقال عمر: إنّي لأعلمُ أيّ مكان أُنزلتْ؛ أُنزلتْ ورسولُ الله ﷺ واقف بعرفة".
رواه البخاري في صحيحه.


1. شرح المفردات:


● طارق بن شهاب: صحابي جليل، من كبار التابعين.
● أُناسًا من اليهود: جماعة من أهل الكتاب.
● لاتخذنا ذلك اليوم عيدًا: لجعلنا اليوم الذي نزلت فيه الآية عيدًا نعظمه ونتخذ فيه مناسك العبادة والفرح.
● واقف بعرفة: في يوم عرفة أثناء حجة الوداع.


2. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي طارق بن شهاب أن جماعة من اليهود قد سمعوا الآية الكريمة ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ﴾، فعظموا شأنها، وقالوا: لو كانت هذه الآية قد نزلت فينا -أي في ملتنا- لفرحنا بها وجعلنا اليوم الذي نزلت فيه عيدًا نحييه كل عام.
فلما سمعهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه سألهم: أي آية تقصدون؟ فأخبروه بها. فبادرهم عمر رضي الله عنه وهو يمتلك العلم الغزير والفهم الثاقب للوحي، فقال: إني لأعلم المكان والزمان الذي نزلت فيه هذه الآية العظيمة؛ فقد نزلت على رسول الله ﷺ وهو واقف على جبل عرفة في حجة الوداع، في يوم الجمعة.
وهذا يدل على أن نزول هذه الآية كان في ذلك الموقف العظيم، مما يضاعف من فضلها وعظمتها.


3. الدروس المستفادة منه:


1- عظمة هذا اليوم: يوم عرفة هو اليوم الذي أكمل الله فيه الدين، وأتم النعمة، ورضي الإسلام دينًا لأمة محمد ﷺ. وهذا أعظم نعمة على الإطلاق.
2- فضل العلم والفهم: موقف عمر رضي الله عنه يبين فضل العلم والاستنباط الصحيح للنصوص، حيث عرف مكان وزمان نزول الآية، وهو ما جهله أولئك اليهود.
3- الرد على أهل الكتاب: الحديث يظهر تفوق الأمة الإسلامية واصطفاءها، حيث أنعم الله عليها بهذه الكمالات، وهي نعمة حرم منها غيرها.
4- التعظيم لله ولنعمه: ينبغي على المسلم أن يعظم هذه النعمة العظيمة -نعمة إكمال الدين- ويشكر الله عليها، وذلك بالتمسك بهذا الدين والعمل بأحكامه.
5- فضل يوم عرفة: الحديث يبين فضل يوم عرفة، ليس فقط لكونه يوم حج وعرفة، بل لأنه اليوم الذي نزلت فيه هذه الآية العظيمة.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- نزلت هذه الآية في حجة الوداع، في العام العاشر من الهجرة.
- بعد نزول هذه الآية لم ينزل بعدها شيء من أحكام الحلال والحرام، بل نزل بعدها آيات فيها تثبيت وتأكيد، وكانت آخر ما نزل من القرآن آية الربا وآية الدين.
- قوله تعالى: ﴿أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ﴾ يعني أتممت لكم شرائع دينكم، فلا besoin لشرع جديد بعده.
- قوله: ﴿وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي﴾ أي نعمة الإسلام والهداية، وهي أجل النعم.
- قوله: ﴿وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾ أي قبلته منكم واخترته لكم، فمن التزم به فله الرضى، ومن ابتغى غيره لم يقبل منه.
فالحمد لله على نعمة الإسلام، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في المغازيّ (٤٤٠٧)، ومسلم في التفسير (٣٠١٧) كلاهما من طريق سفيان الثوريّ، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، فذكره. واللفظ للبخاريّ.
ولفظ مسلم نحوه، وزاد: «قال سفيان: أشكّ كان يوم جمعة أم لا؟».
ثم رواه مسلم من طريق إدريس (هو ابن يزيد الأوديّ)، وأبي عُميس (هو عتبة بن عبد الله المسعوديّ) -فرّقهما- كلاهما عن قيس بن مسلم، به، نحوه. وفيه أنّها نزلتْ في يوم الجمعة، ولم يشكّا.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 391 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إني لأعلم أي مكان أنزلت؛ أنزلت ورسول الله ﷺ واقف بعرفة

  • 📜 حديث: إني لأعلم أي مكان أنزلت؛ أنزلت ورسول الله ﷺ واقف بعرفة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إني لأعلم أي مكان أنزلت؛ أنزلت ورسول الله ﷺ واقف بعرفة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إني لأعلم أي مكان أنزلت؛ أنزلت ورسول الله ﷺ واقف بعرفة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إني لأعلم أي مكان أنزلت؛ أنزلت ورسول الله ﷺ واقف بعرفة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب