ليس التحصيب بشيء إنما هو منزل نزله رسول الله

حديث: ليس التحصيب بشيء إنما هو منزل نزله رسول الله

عن ابن عباس، قال: ليس التحصيبُ بشيء، إنّما هو منزل نزله رسول الله ﷺ.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الحج (١٧٦٦)، ومسلم في الحج (١٣١٢) كلاهما من حديث سفيان بن عيينة، عن عمرو، عن عطاء، عن ابن عباس، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن ابن عباس، قال: ليس التحصيبُ بشيء، إنّما هو منزل نزله رسول الله ﷺ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف:

الحديث:

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "ليس التحصيبُ بشيء، إنّما هو منزل نزله رسول الله ﷺ".

1. شرح المفردات:

● التحصيب: هو النزول في مكان يسمى "المُحَصَّب" أو "الأبطح" بمنى بعد انتهاء مناسك الحج، وقبل المغادرة إلى مكة. وكان بعض الناس يظنون أن هذا النزول سنة أو واجب في الحج.
● ليس بشيء: أي ليس بواجب ولا سنة مؤكدة، بل هو أمر عادي.
● منزل نزله: أي مكان أقام فيه الرسول ﷺ لفترة، لكن دون أن يجعله جزءًا من النسك.

2. شرح الحديث:

هذا الحديث يرويه الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، حبر الأمة وترجمان القرآن، وهو يوضح حكم "التحصيب" في الحج.
فقد نزل النبي ﷺ في "المُحَصَّب" (وهو مكان في منى) بعد انتهاء مناسك الحج وقبل عودته إلى مكة، فظن بعض الناس أن هذا النزول واجب أو سُنة من سنن الحج.
فبيَّن ابن عباس رضي الله عنهما أن التحصيب ليس من شعائر الحج، ولا هو واجب أو سُنة، بل هو مجرد مكان نزل فيه الرسول ﷺ لأمر عادي (مثل الراحة أو الانتظار)، وليس عبادة مقصودة لذاتها.
فالمقصود: أن الأصل في العبادات التوقيف، فلا يشرع شيء إلا بدليل، والتحصيب لم يرد فيه أمر من النبي ﷺ بأنه جزء من الحج.

3. الدروس المستفادة:

● عدم إضافة ما لم يشرعه الله ورسوله: الحديث تحذير من البدع والزيادة في الدين، فكل عبادة لا بد أن تكون مبنية على دليل صحيح.
● الفهم الصحيح للسنة: ليس كل فعل فعله النبي ﷺ يكون عبادة يجب اتباعها، بل قد يكون من الأمور العادية (الجبلية أو العادية)، إلا إذا قصد بها التشريع.
● التبيين للناس: بيان الأحكام الشرعية مهم، خاصة عندما يقع اللبس في فهم بعض الأفعال النبوية.
● اتباع السنة دون زيادة: الحج له مناسك محددة بالكتاب والسنة، فلا يجوز إضافة أي شيء لم يرد فيه نص.

4. معلومات إضافية:

● التحصيب يسمى أيضًا "النزول بالأبطح"، وكان بعض الصحابة يفعلونه اقتداءً بالنبي ﷺ، لكن ابن عباس بين أن ذلك ليس بواجب.
- هذا الحديث أخرجه الإمام البخاري في صحيحه (كتاب الحج، باب التحصيب)، وهو من الأحاديث الصحيحة.
- الفقهاء متفقون على أن التحصيب ليس واجبًا ولا سُنة مؤكدة، بل هو من الأمور المباحة، فمن نزل فيه فحسن، ومن تركها فلا شيء عليه.
- يستحب للحاج أن ينزل بالمحصب إذا تيسر له؛ لأنه من فعل النبي ﷺ، لكن لا يعتقد أنه سُنة راتبة.

أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يوفقنا لاتباع السنة النبوية الصحيحة، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الحج (١٧٦٦)، ومسلم في الحج (١٣١٢) كلاهما من حديث سفيان بن عيينة، عن عمرو، عن عطاء، عن ابن عباس، فذكره. ولفظهما سواء.
والتحصيب نزول الأبطح، كما قال الترمذي (٣/ ٢٥٤).

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 570 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ليس التحصيب بشيء إنما هو منزل نزله رسول الله

📜 حديث: ليس التحصيب بشيء إنما هو منزل نزله رسول الله

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ليس التحصيب بشيء إنما هو منزل نزله رسول الله

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ليس التحصيب بشيء إنما هو منزل نزله رسول الله

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ليس التحصيب بشيء إنما هو منزل نزله رسول الله

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية