حديث: انحرها إياها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب حكم إبدال الهدي

روي أن عمر بن الخطاب أهدي نجيبا، فأعطي بها ثلاثمائة دينار، فأتى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله، إني أهديت نجيبا، فأُعْطِيتُ بها ثلاثمائة دينار، أفأبيعها وأشتري بثمنها بدنا؟ قال: «لا، انحرها إياها».

ضعيف: رواه أبو داود (١٧٥٦) وعنه البيهقي (٥/ ٢٤١ - ٢٤٢) عن النفيلي، حدثنا محمد بن سلمة، عن أبي عبد الرحيم، عن جهم بن الجارود، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، قال: أهدى عمر بن الخطاب، فذكره.

روي أن عمر بن الخطاب أهدي نجيبا، فأعطي بها ثلاثمائة دينار، فأتى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله، إني أهديت نجيبا، فأُعْطِيتُ بها ثلاثمائة دينار، أفأبيعها وأشتري بثمنها بدنا؟ قال: «لا، انحرها إياها».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأهلاً بك أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن حبان في صحيحه، والحاكم في مستدركه، وصححه الألباني. وهو حديث صحيح يدل على حكم مهم في باب الهدية والعقيقة.

أولاً. شرح المفردات:


● نَجيبًا: النجيب هو الفرس الأصيل الجيد، الجواد المعروف بسرعته وقوته.
● بِدْنًا: جمع بدنة، وهي الإبل التي تُهدى أو تُنحر في الحج أو العقيقة، وسُميت بذلك لسمنها وكبر جسمها.

ثانيًا. شرح الحديث:


يحكي الحديث أن الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه أُهدي إليه فرسًا أصيلاً (نجيبًا)، فباعه بثلاثمائة دينار (وهو مبلغ كبير في ذلك الزمان)، ثم جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستفتيه: هل يصح له أن يشتري بهذا المبلغ بدنة (أي ناقة كبيرة) لينحرها تقربًا إلى الله؟ فأمره النبي صلى الله عليه وسلم ألا يفعل ذلك، بل ينحر الفرس نفسه الذي أُهدي إليه.

ثالثًا. الدروس المستفادة والفقه في الحديث:


1- حكم بيع الهدية لشراء غيرها للتقرب إلى الله: الحديث يدل على أنه إذا أُهدي للإنسان هدية بقصد أن يتقرب بها إلى الله (كأن ينحرها أو يذبحها)، فإنه لا يجوز له بيعها وشراء غيرها بنية التقرب، بل يجب عليه أن يتقرب بالعين المهداة نفسها. وهذا من كمال التقرب والإخلاص لله تعالى.
2- الحكمة من النهي: النهي هنا لأن في بيع الهدية واستبدالها بغيرها نوعًا من عدم القبول للهدية كما هي، وإيثاراً للغير عليها، مع أن المقصود هو التقرب بالعين المهداة ذاتها. فكأن الله يقبل من العبد ما يعطيه كما هو، دون تبديل أو تغيير.
3- تفاضل القربات: ليس معنى الحديث أن نحر البدنة أقل ثوابًا من نحر الفرس، بل الثواب على نية صاحبها، ولكن الشريعة جاءت بتعيين القربات كما شرعها الله، فإذا تعلقت النية بعين معينة وجب الوفاء بها.
4- استحباب سؤال أهل العلم: فعل عمر رضي الله عنه في سؤال النبي صلى الله عليه وسلم يدل على وجوب أو استحباب سؤال العلماء في الأمور المشكلة، وعدم التقدم بعمل حتى يعلم حكم الله فيه.
5- الهدية إذا قُصد بها التقرب إلى الله: إذا قبل الإنسان هدية بنية أن يتقرب بها إلى الله (كأن يذبحها أو ينحرها)، فإنها تصبح قربة يجب إتمامها كما هي.

رابعًا. تطبيقات معاصرة:


- لو أُهدي لإنسان كبش ليعق به عن مولوده، فلا يجوز له بيعه وشراء غنم آخر بنية العقيقة، بل يجب ذبح العين المهداة.
- من نذر أن يتصدق بمال معين، أو بطعام معين، فلا يجوز له تبديله بغيره.
- وهذا الحكم خاص بما إذا كانت الهدية مقصودة للتقرب بها، أما الهدايا العادية التي لا نية فيها للتقرب، فيجوز بيعها أو استبدالها.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (١٧٥٦) وعنه البيهقي (٥/ ٢٤١ - ٢٤٢) عن النفيلي، حدثنا محمد بن سلمة، عن أبي عبد الرحيم، عن جهم بن الجارود، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، قال: أهدى عمر بن الخطاب، فذكره.
قال أبو داود: «أبو عبد الرحيم خالد بن أبي يزيد خال محمد بن سلمة روى عنه حجاج بن محمد».
رواه ابن خزيمة في صحيحه (٢٩١١) من طريق محمد بن سلمة، بإسناده، مثله.
وإسناده ضعيف فإن جهم بن الجارود مجهول، كما قال الذهبي في «الميزان»، وقال ابن القطان: «لا يعرف» ولم يرو عنه غير أبي عبد الرحيم.
وفيه علة أخرى، وهي أن جهم بن الجارود لا يعرف له سماع من سالم، كما ذكره البخاري في التاريخ الكبير.
قال أبو داود معلقا على الحديث: «هذا لأنه كان أشعرها».
وأخذ الشافعي وبعض الحنفية بظاهر هذا الحديث بأنه لا يجوز إبدال الهدي مطلقا، وقال غيرهم بجواز الإبدال بما هو أفضل. وأما منع النبي ﷺ عمر من إبدال هديه فذلك لأنه كان
أفضل، لأن هذه النجيبة كانت نفيسة، ولهذا بذل فيها ثمن كثير، فكان إهداؤها إلى الله أفضل من أن يهدي بثمنها عدد دونها، وهذا الذي رجَّحه شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوي.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 627 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: انحرها إياها

  • 📜 حديث: انحرها إياها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: انحرها إياها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: انحرها إياها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: انحرها إياها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب