حديث: خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في قوله: خياركم خياركم لأهله

عن عائشة قالت: قال رسول اللَّه ﷺ: «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي، وإذا مات صاحبكم فدعوه».

صحيح: رواه الترمذي (٣٨٩٥) وصحّحه ابن حبان (٤١٧٧) وأبو نعيم في الحلية (٧/ ١٣٨) كلهم من حديث محمد بن يوسف، عن الثوري، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة فذكرته.

عن عائشة قالت: قال رسول اللَّه ﷺ: «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي، وإذا مات صاحبكم فدعوه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام الترمذي في سننه وغيره عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:

الحديث:


عن عائشة قالت: قال رسول اللَّه ﷺ: «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي، وإذا مات صاحبكم فدعوه».


1. شرح المفردات:


● خيركم: أفضلُكم وأحسنُكم أخلاقًا ومعاملة.
● لأهله: أي لزوجته وأولاده وعياله.
● صاحبكم: الميت من الإخوان أو الأقارب أو المعارف.
● فدعوه: اتركوه ولا تتحدثوا عنه إلا بخير، أو دعوه وما هو فيه من شأن الآخرة.


2. شرح الحديث:


هذا الحديث العظيم ينقسم إلى ثلاثة أجزاء، كل جزء يحمل حكمةً وعبرة:
الجزء الأول: «خيركم خيركم لأهله»
هذا تأكيد من النبي ﷺ على أن معيار الخيرية والفضيلة ليس فقط في العلاقات العامة أو العبادة الظاهرة، بل في المعاملة الطيبة مع الأهل (الزوجة والأولاد). فالإنسان قد يكون محسنًا في المسجد أو مع الناس، لكنه قاسٍ في بيته، وهذا ينقص من فضيلته. فخير الناس هو من يحسن إلى أهله بالقول والفعل، ويصبر على أذاهم، ويؤدي حقوقهم، ويرعاهم ويحنو عليهم.
الجزء الثاني: «وأنا خيركم لأهلي»
هذا بيان من النبي ﷺ لقدوته وأسوته في هذا الخلق العظيم. فقد كان ﷺ أحسن الناس خلقًا مع زوجاته، يعاملهن باللطف والرفق، ويشاركهن في شؤون البيت، ويقضي حوائجهن، ويصبر على مشاكلهن، ويوجههن برحمة وحكمة. ففي هذا تربية للأمة على الاقتداء به ﷺ في كل شيء، حتى في العلاقات الأسرية.
الجزء الثالث: «وإذا مات صاحبكم فدعوه»
هذا توجيه نبوي كريم لأدب التعامل مع الموتى. والمعنى: إذا مات أحد من أصحابكم أو معارفكم، فاتركوهم ولا تذكروهم إلا بخير، ولا تتحدثوا عن عيوبهم أو أخطائهم، لأنهم قد انتقلوا إلى دار الآخرة، وقد غفر الله لهم أو عفا عنهم. وفي هذا نهي عن اغتياب الموتى أو انتقاصهم، وحثّ على احترامهم والدعاء لهم بالمغفرة والرحمة.


3. الدروس المستفادة منه:


● الأولوية للبيت: الخيرية الحقيقية تبدأ من البيت، فمن أحسن إلى أهله فهو الأحق بالفضل.
● القدوة العملية: النبي ﷺ لم يكتفِ بالأمر، بل بيَّن أنه المثل الأعلى في حسن المعاشرة للأهل.
● احترام الموتى: من الآداب الإسلامية التوقف عن ذكر مساوئ الموتى، والاقتصار على الدعاء لهم وذكر محاسنهم.
● التوازن في الشخصية: المسلم مطالب بأن يكون صالحًا في جميع جوانب حياته: في عباده، ومعاملته لأهله، وتعامله مع المجتمع.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه الترمذي وقال: "حديث حسن غريب"، ورواه ابن ماجه وغيره.
- من تطبيقات الحديث: أن يسعى المسلم إلى تحسين علاقته بأهله، بالكلمة الطيبة، والبشاشة، والمساعدة في البيت، والإنفاق بسخاء، والصبر على المشاكل.
- في الجزء الأخير، بعض العلماء يفسر «فدعوه» بمعنى: اتركوه ولا تشيعوا عنه إلا الخير، ولا تتتبعوا عيوبه.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يرزقنا حسن الخلق مع الأهل والناس جميعًا، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذي (٣٨٩٥) وصحّحه ابن حبان (٤١٧٧) وأبو نعيم في الحلية (٧/ ١٣٨) كلهم من حديث محمد بن يوسف، عن الثوري، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة فذكرته.
قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب صحيح من حديث الثوري، ما أقل من رواه عن الثوري. وقال: ورُوي هذا عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن النبي ﷺ-مرسلًا». انتهى كلامه.
وقال أبو نعيم: «انفرد عن سفيان الفريابي».
قال الأعظمي: وهو كما قال إلا أن الفريابي هو محمد بن يوسف ثقة، وثّقه النسائي. وقال ابن عدي: له عن الثوري أفراد، له حديث كثير عن الثوري، وقد تقدم الفريابي في سفيان الثوري على جماعة مثل عبد الرزاق ونظرائه. وقالوا: الفريابي أعلم بالثوري منهم».
وقال الذهبي في: الميزان«معقبا على كلام ابن عدي: «لأنه لازمه مدة، فلا ينكر له أن ينفرد عن ذلك البحر».
وفي معناه ما رُوي عن ابن عباس، عن النبي ﷺ قال: «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي».
رواه ابن ماجه (١٩٧٧) والطحاوي في مشكله (٢٥٢٣) والحاكم (٤/ ١٧٣) كلهم من حديث أبي عاصم، عن جعفر بن يحيى بن ثوبان، عن عمه عمارة بن ثوبان، عن عطاء، عن ابن عباس فذكره.
وزاد الطحاوي في أول الحديث: إن رجالًا استأذنوا رسول اللَّه ﷺ في ضرب النساء. فأذن
لهم، فسمع صوتًا فقال: «ما هذا؟» فقالوا: أذنت للرجال في ضرب النساء. فقال رسول اللَّه ﷺ: فذكر الحديث.
وفيه جعفر بن يحيى بن ثوبان قال ابن المديني: «مجهول ما روى عنه غير أبي عاصم»، وقال ابن القطان الفاسي: «مجهول الحال».
وفي الإسناد أيضًا عمارة بن ثوبان حجازي، لم يرو عنه إلا ابن أخيه جعفر بن يحيى بن ثوبان. قال ابن المديني: «لم يرو عنه غير جعفر بن يحيى»، وقال عبد الحق: «ليس بالقوي»، فردَّ ذلك عليه ابن القطان وقال: «إنما هو مجهول الحال».
وأما ابن حبان فذكرهما في «الثقات» على قاعدته في توثيق المجاهيل، وأخرجه في صحيحه (٤١٨٦) من هذا الوجه.
وفي معناه أيضًا ما رُوي عن عبد اللَّه بن عمرو قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «خياركم خياركم لنسائهم».
رواه ابن ماجه (١٩٧٨) عن أبي كريب، قال: حدثنا أبو خالد، عن الأعمش، عن شقيق، عن مسروق، عن عبد اللَّه بن عمرو فذكره.
أبو خالد هو سليمان بن حيان الأزدي الكوفي من رجال الجماعة، إلا أنه كان يُخطئ. قال ابن عدي: له أحاديث صالحة، وإنما أتي من سوء حفظه فيغلط ويخطئ وهو في الأصل كما قال ابن معين صدوق، وليس به بأس.
ومما لا شك فيه أنه أخطأ في هذا الحديث فقد رواه جماعة عن الأعمش بإسناده فقالوا فيه: «إن من خياركم أحاسنكم أخلاقا» وهو مخرج في الصحيحين. البخاري (٣٥٥٩) ومسلم (٢٣٢١) وفي مسلم من حديث أبي خالد نفسه بهذا اللفظ.
وفي الباب أيضًا عن سليمان بن عمرو بن الأحوص قال: حدثني أبي، أنه شهد حجة الوداع مع رسول اللَّه ﷺ فحمد اللَّه وأثنى عليه، وذكّر ووعظ، فذكر في الحديث قصة فقال: ألا واستوصوا بالنساء خيرا، فإنما هن عوان عندكم. ليس تملكون منهن شيئًا غير ذلك، إلا أن يأتين بفاحشة مبينة، فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع، واضربوهن ضربا غير مبرح، فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلًا، ألا إن لكم على نسائكم حقًا. ولنسائكم عليكم حقًا. فأما حقكم على نسائكم فلا يُوطئن فرشكم من تكرهون ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون. ألا وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن».
رواه الترمذي (١١٦٣) وابن ماجه (١٨٥١) واللفظ لهما، وأبو داود (٣٣٣٢) وأحمد (١٥٥٠٧) كلاهما مختصرا، كلهم من طريق سليمان بن عمرو، عن أبيه عمرو بن الأحوص فذكره. وسليمان ابن عمرو بن الأحوص لم يوثِّقه غير ابن حبان على قاعدته، وهو»مجهول«كما قال ابن القطان. وفي التقريب: «مقبول» أي عند المتابعة، ولم أجد له المتابعة فهو لين الحديث. انظر للمزيد
«خطب النبي ﷺ في حجة الوداع».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 129 من أصل 360 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي

  • 📜 حديث: خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب