حديث: حرمة الدماء والاموال في خطبة حجة الوداع

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الوصية بالنساء خيرا ومداراتهن

عن جابر بن عبد اللَّه قال في حديث حجة الوداع: حتى إذا زاغت الشمسُ أمر بالقصواء، فرُحلتْ له، فأتي بطن الوادي، فخطب الناس وقال: «إن دماءكم وأموالكم حرامٌ عليكم كحرمة يومِكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، ألا كُلُّ شيءٍ من أمرِ الجاهليةِ تحت قدميَّ موضوعٌ، ودماء الجاهلية موضوعةٌ، وإن أوَّلَ دمٍ أضعُ من دمائنا دمُ ابن ربيعة بن الحارث -كان مُسترضعا في بني سعد، فقتلتْه هذيل- وربا الجاهلية موضوع، وأول ربا أضعُ رِبانا رِبا عباس بن عبد المطلب فإنه موضوعٌ كله، فاتقوا اللَّه في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمان اللَّه، واستحللتم فروجهن بكلمة اللَّه، ولكم عليهن أن لا يوطئن فُرُشَكم أحدا تكرهونه، فإنْ فعلنَ ذلك فاضربوهن ضربا غير مُبَرِّح، ولهن عليكم رزقُهن وكسوتُهن بالمعروف. . .».

صحيح: رواه مسلم في الحج (١٢١٨) من طريق حاتم بن إسماعيل، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر في الحديث الطويل في صفة حجة النبي ﷺ.

عن جابر بن عبد اللَّه قال في حديث حجة الوداع: حتى إذا زاغت الشمسُ أمر بالقصواء، فرُحلتْ له، فأتي بطن الوادي، فخطب الناس وقال: «إن دماءكم وأموالكم حرامٌ عليكم كحرمة يومِكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، ألا كُلُّ شيءٍ من أمرِ الجاهليةِ تحت قدميَّ موضوعٌ، ودماء الجاهلية موضوعةٌ، وإن أوَّلَ دمٍ أضعُ من دمائنا دمُ ابن ربيعة بن الحارث -كان مُسترضعا في بني سعد، فقتلتْه هذيل- وربا الجاهلية موضوع، وأول ربا أضعُ رِبانا رِبا عباس بن عبد المطلب فإنه موضوعٌ كله، فاتقوا اللَّه في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمان اللَّه، واستحللتم فروجهن بكلمة اللَّه، ولكم عليهن أن لا يوطئن فُرُشَكم أحدا تكرهونه، فإنْ فعلنَ ذلك فاضربوهن ضربا غير مُبَرِّح، ولهن عليكم رزقُهن وكسوتُهن بالمعروف. . .».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من خطبة الوداع التي خطبها النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، وهو يحتوي على تأكيدات وتشريعات مهمة، وإليك الشرح الوافي له:

أولاً. شرح المفردات:


● زاغت الشمس: أي مالت عن كبد السماء عند الظهيرة.
● القصواء: ناقة النبي صلى الله عليه وسلم.
● بطن الوادي: يعني وسط الوادي، وهو مكان خطبته صلى الله عليه وسلم في عرفة.
● كحرمة يومكم هذا: أي حرمة الدماء والأموال مثل حرمة اليوم الذي أنتم فيه (يوم عرفة) والشهر (ذو الحجة) والبلد (مكة).
● موضوع: أي ملغى وباطل.
● مسترضعا: أي كان مرضعاً عندهم.
● ربا الجاهلية: الربا الذي كان متداولاً في الجاهلية.
● غير مبرح: أي ضرباً غير شديد ولا مؤذٍ.
● بالمعروف: أي بالعدل والإحسان دون تقصير أو إسراف.


ثانياً. شرح الحديث:


يذكر الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم في يوم عرفة أثناء حجة الوداع، حين مالت الشمس (أي عند الزوال)، أمر أن تُرحل له ناقته "القصواء"، فذهب إلى بطن الوادي في عرفة وخطب الناس.
وفي هذه الخطبة العظيمة، أكد النبي صلى الله عليه وسلم على عدة مبادئ أساسية:
1- حرمة الدماء والأموال: شبّه حرمة أموال المسلمين ودمائهم بحرمة الزمان والمكان (أي يوم عرفة وشهر ذي الحجة وبلد مكة)، مما يدل على عظم حرمتها وقداستها.
2- إبطال أمور الجاهلية: أعلن صلى الله عليه وسلم أن كل ما كان من عادات وتقاليد وأحكام الجاهلية قد أُلغيت وبطلت، ومن ذلك:
● الدماء: فقد وضع دماء الجاهلية، أي ألغى الثأر والقتال الذي كان قائماً في الجahلية، وبدأ بإلغاء أول دم كان معلوماً among المسلمين، وهو دم "ابن ربيعة بن الحارث" الذي قتلته قبيلة هذيل وهو صغير.
● الربا: وأعلن أن ربا الجاهلية موضوع كله، وبدأ بربا العباس بن عبد المطلب (عم النبي) لشهرته، تأكيداً على العدل وعدم المحاباة.
3- الوصية بالنساء: أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالنساء خيراً، وذكّر الرجال بأنهم أخذوا النساء بأمانة الله، واستحلوا الزواج بهن بكلمة الله (أي بالعقد الشرعي)، وذكر حقوق كل من الزوج والزوجة:
● حقوق الزوج: أن لا تُدخل الزوجة أحداً يكرهه الزوج إلى فراشه أو بيته.
● حقوق الزوجة: أن يُنفق عليها الزوج ويُكسوها بالمعروف، أي بالعدل والإحسان.


ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- قدسية الدماء والأموال: يحرم الاعتداء على مال المسلم أو دمه إلا بحق، وهذا تأكيد على صيانة حقوق الإنسان في الإسلام.
2- المساواة والعدل: إبطال دماء الجاهلية ورباها يدل على أن الإسلام يساوي بين الناس، ولا فرق بين شريف ووضيع في تطبيق العدل.
3- الرفق بالنساء: التوصية بالنساء والذكر بحقوقهن يدل على رفع مكانة المرأة في الإسلام وحمايتها من الظلم.
4- التشريع الحكيم: الضرب غير المبرح للزوجة في حال النشوز هو آخر العلاج، وشُرع بشروط صعبة جداً لضمان عدم الإساءة، مما يدل على رحمة الإسلام وعدله.


رابعاً. معلومات إضافية:


- هذه الخطبة كانت في حجة الوداع، وهي آخر خطبة للنبي صلى الله عليه وسلم، مما يدل على أهمية هذه المبادئ.
- الحديث رواه مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة.
- يستفاد من الحديث أن الإسلام جاء ليُطهّر المجتمع من عادات الجاهلية ويبني مجتمعاً تسوده العدالة والرحمة.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في ديننا، وأن يوفقنا لاتباع سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الحج (١٢١٨) من طريق حاتم بن إسماعيل، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر في الحديث الطويل في صفة حجة النبي ﷺ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 118 من أصل 360 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: حرمة الدماء والاموال في خطبة حجة الوداع

  • 📜 حديث: حرمة الدماء والاموال في خطبة حجة الوداع

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: حرمة الدماء والاموال في خطبة حجة الوداع

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: حرمة الدماء والاموال في خطبة حجة الوداع

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: حرمة الدماء والاموال في خطبة حجة الوداع

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب