حديث: امرأتي لا تمنع يد لامس

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب حسن المعاشرة مع الأهل

عن ابن عباس قال: جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال: إن امرأتي لا تمنع يد لامس. فقال: «غَرِّبْها إن شئت». قال: إني أخاف أن تتبعها نفسي، قال: «استمتع بها».

حسن: رواه أبو داود (٢٠٤٩) والنسائي (٣٤٦٤) والبيهقي (٧/ ١٥٤) من طريق أبي داود - كلاهما عن حسين بن حُريث المروزي، ثنا الفضل بن موسى، عن الحسين بن واقد، عن عمارة بن أبي حفصة، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.

عن ابن عباس قال: جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال: إن امرأتي لا تمنع يد لامس. فقال: «غَرِّبْها إن شئت». قال: إني أخاف أن تتبعها نفسي، قال: «استمتع بها».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، والنسائي، وابن ماجه، وغيرهم، وهو حسن.
شرح الحديث:
* المفردات:
* لا تمنع يد لامس: أي لا تدفع أو ترفض من يمسها أو يعتدي عليها بالزنا، فهي سليطة لا تحفظ نفسها ولا عفافها.
* غَرِّبْها: من التغريب، أي أبعدها عنك ونفها من بلدك إلى بلد آخر كعقوبة لها وزجرًا عن فعلها.
* إني أخاف أن تتبعها نفسي: أي أخاف أن تحن نفسي إليها ولا أصبر على فراقها، فأندم على تطليقي أو تغريبها.
* استمتع بها: أي أبقها عندك وتمتع بمعاشرتها وحاول إصلاحها، وليس المقصود هنا "نكاح المتعة" المحرم، بل هو أمر بالتمسك بها والاستمرار في عصمتها.
* شرح الحديث إجمالاً:
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو سوء خلق زوجته وعدم غيرةها على نفسها، حيث إنها لا تدفع عن نفسها من يريد بها سوءًا، مما يدل على خفة دينها وعدم مبالاتها بحرمة الزنا.
فأشار عليه النبي صلى الله عليه وسلم بحل قاسٍ يناسب جرمها، وهو أن يبعدها بنفيه إياها عن البلد (تغريبها) لينقطع أذاها ويُزجر غيرها.
لكن الرجل كان يحبها ولم تكن نفسه مطمئنة لفراقها، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك.
فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم أن في قلب الرجل محبة لها ورغبة في بقائها، نصحه بالاحتفاظ بها ومحاولة إصلاحها، والأمل في أن تتوب وتستقيم، مع التمتع بحق الزوجية فيها.
* الدروس المستفادة والعبر:
1- الحكمة في المشورة: يظهر من فعل النبي صلى الله عليه وسلم حكمته البالغة في تقديم المشورة، حيث قدم الحل التدريجي، بدأ بالحل الجذري (التغريب) ثم انتقل إلى الحل التصالحي (الاستمتاع والإصلاح) عندما عرف ظرف الرجل وحبه لزوجته.
2- مراعاة الظروف النفسية: النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمره أمرًا جازمًا بالتغريب، بل قال: (إن شئت)، ثم لما رأى تعلقه بها عدل إلى المشورة الأنسب لحاله. وهذا درس في مراعاة أحوال الناس ونفوسهم عند الإفتاء والنصح.
3- السعي في الإصلاح بين الأزواج: الأصل في العلاقة الزوجية هو البقاء والإصلاح ما أمكن، وليس العجلة في الطلاق أو الفراق، خاصة إذا كان هناك أمل في الصلاح والإصلاح.
4- الغيرة على المحارم: الحديث يدل على وجوب غيرة الرجل على أهله، وأن من صفات المرأة الصالحة أن تكون غيورة على نفسها، حافظة لعفافها، تمنع نفسها من الريبة وتمنع الآخرين من الاعتداء.
5- التخفيف على المخطئ مع النصح: لم يوبخ النبي صلى الله عليه وسلم المرأة أو يذمها غيابيًا، بل سعى لحل يضمن استمرار الحياة الزوجية مع الأمل في توبتها واستقامتها.
* فوائد إضافية:
* يجوز للزوج أن ينفي زوجته العاصية إلى بلد آخر لتأديبها إذا كان في ذلك مصلحة راجحة.
* يستحب للزوج أن يصبر على زوجته ذات الخلق السيء إذا كان يحبها ويرجو إصلاحها، ولا يعجل بالفرقة.
* على الزوجة أن تتقي الله وتصون نفسها، وأن تكون عزيزة عفيفة، لا تُدْنِسُ نفسها ولا عرض زوجها.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢٠٤٩) والنسائي (٣٤٦٤) والبيهقي (٧/ ١٥٤) من طريق أبي داود - كلاهما عن حسين بن حُريث المروزي، ثنا الفضل بن موسى، عن الحسين بن واقد، عن عمارة بن أبي حفصة، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره. غير إن أبا داود قال: كتب إليّ حسينُ بن حريث المروزي - يعني أنه رواه عنه كتابة.
وإسناده حسن من أجل الحسين بن واقد فإنه وإن كان من رجال مسلم إلا أنه حسن الحديث. لا يرتقي إلى درجة «ثقة».
ورواه البيهقي من وجه آخر عن أبي عبد اللَّه الصفار الوزان، ثنا الحسين بن حريث بإسناده وفيه: «فاستمتع بها إذًا» وقال: ليس في رواية أبي داود: «إذًا».
وللحديث أسانيد أخرى منها:
ما رواه النسائي (٣٤٦٥) عن إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا النضر بن شُميل، قال: حدثنا حماد بن سلمة، قال: أنبأنا هارون بن رئاب، عن عبد اللَّه بن عبيد بن عمير، عن ابن عباس أن رجلًا قال: يا رسول اللَّه، إن تحتي امرأة لا ترد يد لامس. قال: «طلقها» قال: إني لا أصبر عنها. قال: «فأمسكها».
قال النسائي: «هذا خطأ، والصواب مرسل».
ومنها ما رواه أيضًا (٣٢٢٩) عن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا حماد بن سلمة وغيره، عن هارون بن رئاب، عن عبد اللَّه بن عبيد اللَّه بن عمير. وعبد الكريم عن عبد اللَّه بن عبيد اللَّه بن عمير عن ابن عباس. عبد الكريم يرفعه إلى ابن عباس، وهارون لم يرفعه، قالا: جاء رجلٌ إلى رسول اللَّه ﷺ فقال: إن عندي امرأة هي من أحبِّ الناس إلي، وهي لا تمنع يدَ لامسٍ. قال: «طلقها» قال: لا أصبر عنها. قال: «استمتع بها».
ومنها ما رواه أيضًا البيهقي من وجه آخر عن حماد بن سلمة، ثنا عبد الكريم بن أبي المخارق وهارون بن رئاب الأسدي، عن عبد اللَّه بن عبيد بن عمير الليثي، قال حماد: قال أحدُهما: عن ابن عباس أن رجلًا قال: يا رسول اللَّه، إن عندي بنت عم لي جميلة، وإنها لا ترد يد لامس. قال: «طلقها» قال: لا أصبر عنها، قال: «فأمسكها إذًا».
قال: «ورواه ابن عيينة عن هارون بن رئاب مرسلا».
وقال النسائي: «هذا الحديث ليس بثابت، وعبد الكريم ليس بالقوي، وهارون بن رئاب أثبت منه، وقد أرسل الحديث، وهارون ثقة، وحديثه أولى بالصواب من حديث عبد الكريم». انتهى.
قال الأعظمي: وهو كما قال، فإن عبد الكريم وهو ابن أبي المخارق ضعيف عند جمهور أهل العلم.
وأما هارون بن رئاب -بكسر الراء- التميمي فهو ثقة، وثّقه أحمد، وابن معين، والنسائي وغيرهم. روى عنه أبن عيينة وحماد بن سلمة وغيرهما مرسلًا إلا أن هذا المرسل يقوي رواية حسين بن حريث المروزي الذي سبق ذكره في أول الحديث لاختلاف مخارجهما كما هو المقرر في المصطلح الحديث.
فإذا ثبت هذا فقول النسائي: «هذا الحديث ليس بثابت». يحمل على الإسنادين الذين ساقهما، وإلا فالحديث حسن بالإسناد الأول كما مضى، وسكت عليه النسائي. وقد أطلق النووي عليه الصحة كما في «التلخيص» (٣/ ٢٢٥) لعله لوجود مجموع هذه الطرق. واللَّه تعالى أعلم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 109 من أصل 360 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: امرأتي لا تمنع يد لامس

  • 📜 حديث: امرأتي لا تمنع يد لامس

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: امرأتي لا تمنع يد لامس

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: امرأتي لا تمنع يد لامس

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: امرأتي لا تمنع يد لامس

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب