حديث: لا ينظر الله إلى امرأة لا تشكر لزوجها
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب استحباب شكر المرأة لزوجها
صحيح: رواه النسائي في الكبرى (٩٠٨٦) عن عمرو بن منصور، قال: حدثنا محمد بن محبوب، قال: حدثنا سَرَّار بن مجشِّر بن قبيصة البصري -ثقة-، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن عبد اللَّه بن عمرو، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم فيه توجيه نبوي كريم للنساء، وبيان لأحد أهم حقوق الزوج على زوجته. دعونا نشرحه شرحاً وافياً بحسب الكتب المعتمدة عند أهل السنة والجماعة.
الحديث بلفظه كاملاً:
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَى امْرَأَةٍ لا تَشْكُرُ لِزَوْجِهَا، وَهِيَ لا تَسْتَغْنِي عَنْهُ».
(رواه الطبراني في "المعجم الكبير" وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح، وهو حسن في "صحيح الجامع").
أولاً. شرح المفردات:
* لا يَنْظُرُ اللَّهُ: النظر هنا ليس نظر العين، بل هو نظر الرحمة والرضا والقبول. أي لا يتقبل عملها ولا يكرمها برحمته وفضله في الدنيا والآخرة. وهو من صيغ الوعيد التي تبين عظم الجرم.
* تَشْكُرُ لِزَوْجِهَا: الشكر هنا ليس مجرد قول "شكراً"، بل هو شكر القلب واللسان والجوارح. فهو يشمل:
* شكر القلب: الاعتراف بفضله وإحسانه.
* شكر اللسان: الثناء عليه وذكر محاسنه.
* شكر الجوارح: طاعته في المعروف، وحفظه في نفسه وماله، وخدمته، وحسن عشرته.
* وَهِىَ لا تَسْتَغْنِي عَنْهُ: أي وهي في حالة حاجة إليه، تعتمد عليه في النفقة والسكن والمسكن والحماية والمعاش، ولا تستطيع الاستغناء عنه أو الاستقلال بذاتها في تدبير أمورها.
ثانياً. شرح الحديث:
يبيّن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عظم حق الزوج على زوجته، وأن من كمال إيمان المرأة وحسن عبادتها لله أن تقرّ بفضل زوجها وتشكره على معروفه وإحسانه لها.
وقوله: (وهي لا تستغني عنه) يزيد المعنى قوة وبياناً، فهو يشير إلى حالة التناقض التي تعيشها هذه المرأة: فهي تتلقى منه الخير والإنفاق والرعاية وتقبل معونته، ولكنها في المقابل تتجاهل حقه، وتجحد إحسانه، ولا ترد له الجميل بشكر أو طاعة أو معروف. إنها كمن يشرب من بئر ثم يرميه بحجر.
فالحديث يذم جحود النعمة وكفران الإحسان، وهما من الصفات الذميمة التي تمنع صاحبها من رحمة الله وفضله.
ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:
1- عظم حق الزوج: الحديث يضع حق الزوج في مكانة عالية جداً، لدرجة أن إهماله وعدم الشكر له سبب في حرمان المرأة من نظر الله تعالى ورحمته.
2- الشكر أساس العلاقة الزوجية: العلاقة بين الزوجين ليست علاقة مادية بحتة، بل هي علاقة قائمة على التكافل والمودة والرحمة، وأساس ذلك كله هو الشكر والتقدير المتبادل.
3- الترابط بين شكر الله وشكر الناس: من شكر الله تعالى شكرُ إحسان الناس، كما في الحديث: «مَنْ لَمْ يَشْكُرِ النَّاسَ لَمْ يَشْكُرِ اللَّهَ» (رواه الترمذي وحسنه). والزوج هو أولى الناس بالشكر لما يبذله من جهد وعطاء.
4- تحذير من كفران العشير: كفران إحسان الزوج (أي جحوده وإنكاره) من الذنوب العظيمة التي توعد عليها بالوعيد الشديد، كما في حديث آخر: «أُرِيتُ النَّارَ فَإِذَا أَكْثَرُ أَهْلِهَا النِّسَاءُ يَكْفُرْنَ». قيل: أَيَكْفُرْنَ بِاللَّهِ؟ قَالَ: «يَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ...» (متفق عليه).
5- الحث على القناعة والرضا: الحديث يحث المرأة على القناعة بما قسمه الله لها من زوج، والرضا بحاله، وشكر الله ثم شكر الزوج على ما يقدمه، وعدم النظر إلى ما عند الآخرين.
رابعاً. تنبيهات مهمة:
* هذا الخطاب موجه للمرأة التي يعاملها زوجها بالمعروف، ويقوم بحقوقها الواجبة. أما إذا قصر الزوج في حقوقها أو أساء إليها، فلها أن تطالبه بحقها بالمعروف، ولها من الحقوق ما لها.
* الشكر المطلوب هو في حدود الطاعة بالمعروف، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. فما أمرها به من معصية فلا تطيعه فيه، ولكن ترفضه بأدب وحكمة.
* المقصود من الحديث ليس التخويف والتشديد فقط، بل التربية على مكارم الأخلاق وحسن العشرة، والتي تؤدي إلى استقرار الأسرة وسعادتها، وبالتالي سعادة المجتمع.
نسأل الله أن يوفقنا جميعاً لشكره وشكر الناس، وأن يرزق الأزواج والزوجات المودة والرحمة والقبول.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
قال النسائي: «سَرَّار بن مجشِّر هذا ثقة بصري، هو ويزيد بن زريع يُقَدَّمان في سعيد بن أبي عروبة، لأن سعيدا كان تغير في آخر عمره، فمن سمع منه قديما فحديثه صحيح». انتهى.
قال الأعظمي: سعيد بن أبي عروبة لم يتفرد به، بل تابعه أيضًا عمر بن إبراهيم، رواه الحاكم (٢/ ١٩٠) وعنه البيهقي (٧/ ٢٩٤) عن بكر بن محمد بن حمدان المروزي، ثنا إسماعيل القاضي، ثنا شاذ بن فياض، ثنا عمر بن إبراهيم، عن قتادة، بإسناده مثله.
وقال الحاكم: صحيح الإسناد. ولكن قال البيهقي: «هكذا أتى به مرفوعا، والصحيح أنه من قول عبد اللَّه بن عمرو غير مرفوع».
وهو يقصد به ما رواه النسائي في الكبرى (٩٠٨٨) من وجه آخر عن شعبة، عن قتادة بإسناده من
قول عبد اللَّه بن عمرو.
ولكن النسائي نفسه رجَّح المرفوع، فإنه صحَّح أولا إسناد سعيد بن أبي عروبة، ثم ذكر له موافقته لعمر بن إبراهيم على رفعه، ولكن الحسن بدلا من سعيد بن المسيب.
وقد وجدنا أن عمر بن إبراهيم هذا روى عن قتادة، عن سعيد بن المسيب عند الحاكم. وعمر ابن إبراهيم هذا وثّقه أحمد بن حنبل وابن معين، وقال عبد الصمد بن عبد الوارث: ثقة وفوق الثقة. فوجب قول زيادتهما، والحكم لحديثهما.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 139 من أصل 360 حديثاً له شرح
- 114 المرأة خلقت من ضلع لن تستقيم لك على طريقة
- 115 لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها...
- 116 ولولا حواء لم تخن أنثى زوجها
- 117 المرأة خُلقت من ضِلع فإن أقمتها كسرتها
- 118 حرمة الدماء والاموال في خطبة حجة الوداع
- 119 كنت أشرب وأنا حائض ثم أناوله النبي فيضع فاه موضع...
- 120 سابقني النبي فسبقته ثم سابقني فسبقني فقال هذه بتلك
- 121 أتيت رسول الله بخزيرة قد طبختها له
- 122 رجل تزوج امرأة فلما قضى حاجته طلقها
- 123 في بضع أحدكم صدقة
- 124 صم وأفطر وقم ونم فإن لجسدك عليك حقًا
- 125 أعط كل ذي حق حقه
- 126 لا يجلد أحدكم امرأته جلد العبد ثم يجامعها
- 127 تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسيت
- 128 أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا
- 129 خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي
- 130 الشهر يكون تسعة وعشرين يومًا
- 131 إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت لعنتها الملائكة
- 132 لا تأذن في بيته إلا بإذنه
- 133 إذا دعا الرجل زوجته لحاجته فلْتأته وإن كانت على التنور
- 134 أجيبوا إذا دعاكم أزواجكم وإن كنتم على ظهر قتب
- 135 أين أنت من زوجك فإنما هو جنتك ونارك
- 136 لو كنت آمرا أحدا يسجد لأحد، لأمرت المرأة أن تسجد...
- 137 المرأة تسجد لزوجها لو كنت آمرًا أحدًا أن يسجد لأحد
- 138 لو أمرت أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد...
- 139 لا ينظر الله إلى امرأة لا تشكر لزوجها
- 140 خير نساء رَكبْن الإبل صالحو نساء قريش
- 141 أعلف فرسه وأستقي الماء وأخرز غربه وأعجن
- 142 سبحان الله ثلاثا وثلاثين والحمد لله ثلاثا وثلاثين والله أكبر...
- 143 كلّكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته
- 144 ني لأعلم إذا كنت عني راضية، وإذا كنت علي غضبي
- 145 هل تزوجت أبكرًا أم ثيبًا؟
- 146 كنا نتقي الكلام والانبساط إلى نسائنا هيبة أن ينزل فينا...
- 147 الموصِلات ملعونات
- 148 كان النبي لا يطرق أهله لا يدخل إلا غدوة أو...
- 149 أمهلوا حتى ندخل ليلًا كي تمتشط الشعثة
- 150 يكره أن يأتي الرجل أهله طروقًا
- 151 أكثر أهل النار النساء لكفرهن العشير
- 152 تصدقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار
- 153 جعلن يتصدقن من حليهن يلقين في ثوب بلال من أقرطتهن...
- 154 يا معشر النساء تصدقن وأكثرن الاستغفار
- 155 ما رأيت من نواقص عقول ودين أذهب بقلوب ذوي الألباب...
- 156 ما رأيت منه يوما خيرا قط
- 157 امرأة تؤذي زوجها تقول لها زوجته من الحور العين
- 158 إذا استأذنت امرأة أحدكم المسجد فلا يمنعها
- 159 أذن لكن أن تخرجن لحوائجكن
- 160 المرأة تنعت المرأة لزوجها كأنه ينظر إليها
- 161 لا تباشر المرأة المرأة ولا الرجل الرجل
- 162 لا يباشر الرجل الرجل ولا المرأة المرأة
- 163 النهي عن مباشرة الرجل الرجل في ثوب واحد
معلومات عن حديث: لا ينظر الله إلى امرأة لا تشكر لزوجها
📜 حديث: لا ينظر الله إلى امرأة لا تشكر لزوجها
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لا ينظر الله إلى امرأة لا تشكر لزوجها
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لا ينظر الله إلى امرأة لا تشكر لزوجها
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لا ينظر الله إلى امرأة لا تشكر لزوجها
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








