حديث: يكره أن يأتي الرجل أهله طروقًا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي أن يطرق الرجل أهله ليلًا

عن جابر بن عبد اللَّه قال: كان النبي ﷺ يكره أن يأتي الرجل أهله طروقًا. وزاد في رواية: يتخوّنهم أو يلتمِسُ عثراتهم.

متفق عليه: رواه البخاري في النكاح (٥٢٤٣)، ومسلم في الإمارة (١٨٥: ١٩٢٨) كلاهما من طريق شعبة، حدثنا محارب بن دثار، قال: سمعت جابر بن عبد اللَّه، فذكره.

عن جابر بن عبد اللَّه قال: كان النبي ﷺ يكره أن يأتي الرجل أهله طروقًا. وزاد في رواية: يتخوّنهم أو يلتمِسُ عثراتهم.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا بما ندرس ونعلم.
الحديث الذي طلبت شرحه هو عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكره أن يأتي الرجل أهله طروقًا، وفي رواية: "يتخوّنهم أو يلتمس عثراتهم".

أولا:

شرح المفردات:
● طروقًا: الطَّرْق هو المجيء ليلاً، والمقصود هنا أن يأتي الرجل أهله (زوجته وأولاده) فجأة ليلاً بعد سفر أو غياب طويل دون إشعار مسبق.
● يتخوّنهم: من الخيانة، أي يتَّهمهم أو يظن بهم السوء، أو يتربص بهم ليكتشف عوراتهم.
● يلتمس عثراتهم: يبحث عن زلاتهم وهفواتهم وأخطائهم.


ثانيًا. شرح الحديث:


كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم النهي عن أن يقدم الرجل من سفر أو غياب على أهله فجأة ليلاً دون أن يُعلِمهم مسبقًا؛ لأن في ذلك سوء ظن بهم، وكأنه يريد أن يفاجئهم ليرى ما هم عليه، أو ليكتشف تقصيرًا أو خطأً.
والحكمة من النهي عن ذلك:
- حفظ مشاعر الزوجة والأولاد، وعدم إيقاعهم في الحرج أو الخوف.
- تجنب سوء الظن بهم، فالمسلم مأمور بحسن الظن بالآخرين، خاصة أهله.
- الحفاظ على الثقة بين الرجل وأهله، فالمفاجأة قد توحي بعدم الثقة أو الشك فيهم.
- مراعاة الأدب والرفق في المعاملة، وهو من أخلاق المسلم.
وفي الرواية الأخرى: "يتخوّنهم أو يلتمس عثراتهم"، أي أن هذا الفعل قد يؤدي إلى اتهامهم بالخيانة أو البحث عن عيوبهم، وهو ما نهى عنه الشرع.


ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- حسن الظن بالآخرين: خاصة بالأهل، فسوء الظن منكر يفسد العلاقات.
2- الرفق بالأسرة: فالأسرة تحتاج إلى معاملة رفيقة وحكيمة، وليس إلى مفاجآت قد تسبب الخوف أو القلق.
3- اجتناب التفتيش عن العيوب: فالمسلم لا يبحث عن زلات الناس، بل يسترهم ويغض الطرف عن هفواتهم.
4- التواصل والإشعار المسبق: من الأدب أن يخبر الرجل أهله بموعد قدومه؛ حتى يستعدوا لاستقباله، ويكون اللقاء في أجمل صورة.


رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة.
- بعض العلماء استثنى من ذلك إذا كان الرجل يخاف على أهله من تقصير أو تفريط، فيجوز له أن يأتي فجأة ليتفقد أحوالهم، لكن الأصل هو النهي.
- ينبغي للمسلم أن يطبق هذا الأدب مع جميع من يعيش معهم، وليس فقط مع الزوجة والأولاد.
أسأل الله أن يرزقنا حسن الخلق والرفق بأهلنا، وأن يجعل بيوتنا عامرة بالمودة والرحمة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في النكاح (٥٢٤٣)، ومسلم في الإمارة (١٨٥: ١٩٢٨) كلاهما من طريق شعبة، حدثنا محارب بن دثار، قال: سمعت جابر بن عبد اللَّه، فذكره. واللفظ للبخاري.
والزيادة لمسلم من رواية وكيع، عن سفيان (هو الثوري) عن محارب، به.
ورواه أيضًا من طريق عبد الرحمن -هو ابن مهدي- عن سفيان، به.
وقال: قال سفيان: «لا أدري هذا في الحديث أم لا؟» يعني «أن يتخونهم أو يلتمس عثراتهم».
قال الأعظمي: ووقعت هذه الزيادة أيضًا من رواية أبي نعيم -هو الفضل بن دكين- عن سفيان، به، من غير شك. أخرجه النسائي في الكبرى (٩٠٩٦) وهو الصحيح، فإن الشك يزول باليقين.
وقولهم: «يتخونهم. . .» قال الخطابي في معالم السنن (٢/ ٩٢): «معناه كيلا يطلع منهم على خيانة أو رية».
وفي الباب ما رُوي عن ابن عمر أن رسول اللَّه ﷺ نزل العقيق، فنهي عن طروق النساء الليلة التي يأتي فيها فعصاه فتيان، فكلاهما رأى ما يكره.
رواه أحمد (٥٨١٤) والبزار -كشف الأستار- (١٤٨٥) كلاهما من حديث خالد بن الحارث، عن محمد بن عجلان، عن نافع، عن ابن عمر فذكره.
ورجاله ثقات غير محمد بن عجلان فإنه ثقة إلا أنه اضطرب في حديث نافع كما قال يحيى بن معين: «كان ابن عجلان مضطرب الحديث في حديث نافع، ولم يكن له تلك القيمة عنده».
وذكره العقيلي في «الضعفاء» (٤/ ١١٨).
وكذلك لا يصح ما رُوي عن عبد اللَّه بن عباس، عن النبي ﷺ، قال: «لا تطرقوا النساء ليلًا».
رواه البزار - كشف الأستار (١٤٨٧) عن محمد بن المثنى، ثنا أبو عامر، ثنا زمعة، عن سلمة ابن وهرام، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.
وفيه زمعة بن صالح ضعيف. وبه أعله الهيثمي في المجمع (٤/ ٣٣٠) بعد أن عزاه للطبراني والبزار باختصار - وقال: «صالح بن معاوية ضعيف وقد وُثِّق. وسلمة بن وهرام روى عنه زمعة أحاديث مناكير».
ومن طريقه رواه الدارمي (٤٥٨) وجاء فيه: وأقبل رسول اللَّه ﷺ قافلًا، فانسل رجلان إلى أهليهما، وكلاهما وجد مع امرأته رجلًا.
وفي الباب ما روي عن سعيد بن المسيب مرسلًا. رواه الدارمي (٤٥٩).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 150 من أصل 360 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يكره أن يأتي الرجل أهله طروقًا

  • 📜 حديث: يكره أن يأتي الرجل أهله طروقًا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يكره أن يأتي الرجل أهله طروقًا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يكره أن يأتي الرجل أهله طروقًا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يكره أن يأتي الرجل أهله طروقًا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب