حديث: المرأة خلقت من ضلع لن تستقيم لك على طريقة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الوصية بالنساء خيرا ومداراتهن

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إن المرأة خُلقت من ضلع. لن تستقيم لك على طريقة. فإن استمتعت بها استمتعت بها، وبها عوج، وإن ذهبت تقيمها
كَسَرتها، وكسرها طلاقها».

متفق عليه: رواه مسلم في الرضاع (١٤٦٨/ ٦١) من طرق عن سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، فذكره، واللفظ له.

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إن المرأة خُلقت من ضلع. لن تستقيم لك على طريقة. فإن استمتعت بها استمتعت بها، وبها عوج، وإن ذهبت تقيمها
كَسَرتها، وكسرها طلاقها».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو يضع لنا دستوراً حكيماً للتعامل مع الطبيعة النفسية للمرأة وفهم تكوينها، مما يؤدي إلى استقرار الحياة الزوجية وسعادتها.

أولاً. شرح المفردات:


● خُلقت من ضلع: إشارة إلى أصل خلق حواء أم البشر من ضلع آدم عليه السلام كما ورد في الصحيح.
● لن تستقيم لك على طريقة: أي لن تتمكن من أن تجعلها مستقيمة تماماً كما تريد في كل شيء.
● استمتعت بها: أي انهمكت في العيش معها والاستفادة من صحبتها.
● بها عوج: أي مع وجود بعض الميل أو عدم الاستقامة في طباعها.
● كسرتها: أي إذا حاولت إجبارها على التغيير الكامل قسراً.
● كسرها طلاقها: أي أن نتيجة هذا الكسر والإجبار هو الوصول إلى الطلاق والفراق.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بحقيقة نفسية واجتماعية عميقة، وهي:
1- أصل الخلقة: الإشارة إلى خلق المرأة من ضلع آدم تذكرنا بطباعها الفطرية التي فطرها الله عليها، والتي تتميز بالرحمة والعاطفة والرقة، ولكنها قد تحمل في بعض الأحيان شيئاً من "العوج" الطبيعي في التفكير أو التصرف، وهو ليس نقصاً بل تنوعاً في الطباع يكمل بين الزوجين.
2- استحالة الاستقامة المطلقة: تحذير للرجل من محاولة تغيير طبيعة المرأة بالكامل وجعلها نسخة منه في التفكير والتصرف، فهذا مستحيل لأن الله خلقها بتلك الطبيعة لحكمة.
3- فن التعامل: التعليم النبوي أن تستمر في الاستمتاع بزوجتك ومعاشرتها بالمعروف مع تقبل ذلك "العوج" الطبيعي، فالحياة الزوجية الناجحة قائمة على التسامح والتغاضي عن الهفوات الصغيرة.
4- تحذير من العواقب: إذا أصر الرجل على "تقويم" هذا العوج بالقوة والإجبار، فإن النتيجة ستكون "كسرها" نفسياً ومعنوياً، وأقصى هذا الكسر هو الطلاق والفراق.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- تقبل الطبيعة الفطرية: على الزوج أن يتفهم طبيعة المرأة النفسية والعاطفية التي خلقها الله عليها، ولا يحاول كسرها أو إعادة تشكيلها كلياً.
2- فن التغاضي: من أعظم أسرار السعادة الزوجية التغاضي عن الهفوات الصغيرة وعدم تكبيرها.
3- الرفق في المعاملة: التوجيه النبوي بالرفق واللين في معاملة النساء، كما قال صلى الله عليه وسلم: «استوصوا بالنساء خيراً».
4- الحكمة في حل الخلافات: أن الخلافات الزوجية تحل بالحكمة والموعظة الحسنة، لا بالإجبار والإكراه.
5- التحذير من الطلاق: أن الطلاق هو آخر الحلول وأبغض الحلال، وأنه نتيجة طبيعية لسوء المعاملة وعدم التفاهم.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث لا يعني انتقاصاً من المرأة، بل هو بيان لطبيعتها التي خلقها الله عليها ليكمل بها الرجل.
- العوج هنا ليس عيباً، بل هو من التنوع الذي يجعل الحياة الزوجية قائمة على التكامل لا التماثل.
- الحديث توجيه للرجل بشكل خاص لأنه الطرف الذي غالباً ما يملك حق القوامة فيمكن أن يسيء استخدامها.
أسأل الله أن يرزقنا الفهم والحكمة في تطبيق سنة نبينا صلى الله عليه وسلم، وأن يجعل بيوتنا عامرة بالمودة والرحمة.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الرضاع (١٤٦٨/ ٦١) من طرق عن سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، فذكره، واللفظ له.
ورواه البخاري في النكاح (٥١٨٤) من وجه آخر عن أبي الزناد بإسناده إلا أنه لم يذكر «وكسرها طلاقها».
ورُوي من وجهين آخرين عن عائشة قالت: قال رسول اللَّه ﷺ: «المرأة كالضلع إن أقمتها كسرتها، وهي يُستمتع بها على عوج فيها».
أحدهما رواه الإمام أحمد (٢٦٣٨٤) عن عامر بن صالح، قال: حدثني هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة فذكرته.
وعامر بن صالح هو ابن عبد اللَّه بن عروة بن الزبير بن العوام المدني، سكن بغداد، قال أحمد: ثقة، لم يكن صاحب كذب، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، ما أرى بحديثه بأسًا.
ولكن قال ابن معين: كذاب خبيث عدو اللَّه. وقال النسائي: ليس بثقة، وقال ابن عدي: عامة حديثه مسروق من الثقات وأفراد ينفرد بها.
وقال الدارقطني: لم يتبين أمره عند أحمد، وهو مدني، يترك عندي.
والثاني: رواه البزار -كشف الأستار (١٤٧٩) - من طريق عمرو بن أبي سلمة، عن زهير بن محمد، عن هشام بن عروة عن أبيه، عن عائشة.
وزهير بن محمد التميمي العنبري الخراساني، قدم الشام، وسكن الحجاز وثقه أحمد، ولكن قال أبو حاتم: «محله الصدق، وفي حفظه سوء، وكان حديثه بالشام أنكر من حديثه من العراق لسوء حفظه، فما حدث من حفظه فقيه أغاليط، وما حدّث من كتبه فهو صالح».
وهذا مما رواه عمرو بن أبي سلمة عنه وهو شامي.
ولحديث عائشة إسناد آخر وهو ما رواه صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة.
قال الدارقطني في «العلل» (٩/ ١٤٠): «والصحيح عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 114 من أصل 360 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: المرأة خلقت من ضلع لن تستقيم لك على طريقة

  • 📜 حديث: المرأة خلقت من ضلع لن تستقيم لك على طريقة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: المرأة خلقت من ضلع لن تستقيم لك على طريقة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: المرأة خلقت من ضلع لن تستقيم لك على طريقة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: المرأة خلقت من ضلع لن تستقيم لك على طريقة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب