لا تتبع النظرة النظرة

حديث: لا تتبع النظرة النظرة

عن ابن بريدة، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه ﷺ «يا علي، لا تُتبع النظرةَ النظرةَ، فإن لك الأولى، وليست لك الآخرة».

حسن: رواه أبو داود (٢١٤٨) والترمذي (٢٧٧٧) والحاكم (٢/ ١٩٤) والبيهقي (٧/ ٩٠) وأحمد (٢٢٩٧٤) والطحاوي في مشكله (١٨٦٦) كلهم من حديث شريك، عن أبي ربيعة، عن ابن بريدة، عن أبيه فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فسأقوم بشرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا مستندًا إلى كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

نص الحديث:

عن ابن بريدة، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «يا علي، لا تُتبع النظرةَ النظرةَ، فإن لك الأولى، وليست لك الآخرة».
رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن.

1. شرح المفردات:

● لا تُتبع: لا تجعل النظرة الثانية تالية للأولى ومترتبة عليها.
● النظرةَ النظرةَ: النظرة الأولى والنظرة الثانية.
● فإن لك الأولى: النظرة الأولى قد تعرض للإنسان بغير قصد فلا إثم فيها.
● وليست لك الآخرة: النظرة الثانية التي يتعمدها الإنسان بعد الأولى هي المحرمة.

2. شرح الحديث:

يوجه النبي ﷺ هذا النصح والتحذير إلى ابن عمه وصهره علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهو خطاب له ولغيره من الأمة.
● «لا تُتبع النظرةَ النظرةَ»: النهي هنا عن أن يجعل المسلم النظرة الثانية متعمدة بعد الأولى. فالنظرة الأولى قد تقع من الإنسان عفواً أو بغير قصد، فأما أن يتعمد النظر مرة ثانية بعد ذلك، فهذا هو الممنوع.
● «فإن لك الأولى»: أي أن النظرة الأولى التي تحدث بدون قصد أو بدافع الفجاءة، يعفى عنها ولا إثم على صاحبها، لأن القلب قد يخطفها خطفًا.
● «وليست لك الآخرة»: أي أن النظرة الثانية المتعمدة التي يختارها الإنسان باختياره وإرادته بعد الأولى، هذه هي النظرة المحرمة التي يأثم عليها المسلم، لأنها تدل على تمكن النظر من القلب وإرادته.

3. الدروس المستفادة منه:

1- حماية القلب والعين من الفتنة: الحديث يدعو إلى غض البصر، الذي هو أحد أسباب حفظ الفرج، كما قال الله تعالى: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ} [النور: 30]. والنظرة الثانية هي بداية الخطر على القلب.
2- الفرق بين الخطرة والنظرة المتعمدة: يفرق الشارع بين الخواطر الأولى التي تعرض للقلب ولا يؤاخذ عليها العبد، وبين ما يستمر فيه ويتعمد النظر إليه. فالأولى معفو عنها، والثانية محرمة.
3- التربية النبوية على الاستعفاف: النبي ﷺ يربي أصحابه على خلق العفة والحياء، ويوجههم إلى تجنب كل ما يؤدي إلى الفتنة، حتى ولو كان مجرد نظر.
4- النصيحة الخاصة والعامة:رغم أن الخطاب كان موجهًا إلى علي رضي الله عنه، إلا أن الحكم عام لكل مسلم، لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
5- رحمة الله بعباده: من رحمة الله تعالى أن جعل النظرة الأولى غير مؤثمة إذا كانت غير متعمدة، تخفيفًا على العباد ومعرفةً لطبيعة النفس البشرية.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث أصل في باب غض البصر، ويستدل به العلماء على تحريم تكرر النظر إلى المرأة الأجنبية أو إلى ما يحرم النظر إليه.
- النظرة الأولى التي لا إثم فيها هي التي تكون بدون قصد، أما إذا كانت بقصد التلذذ، فحتى الأولى قد تكون محرمة.
- بعض العلماء فسر "الأولى" بأنها النظرة التي يبادر الإنسان إلى صرف بصره عنها، و"الآخرة" هي التي يثبت فيها بصره.
- ينبغي للمسلم أن يعلم أن النظرة سهم من سهام إبليس، وقد تؤدي إلى عواقب وخيمة على القلب والدين، لذا وجب الحذر منها.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢١٤٨) والترمذي (٢٧٧٧) والحاكم (٢/ ١٩٤) والبيهقي (٧/ ٩٠) وأحمد (٢٢٩٧٤) والطحاوي في مشكله (١٨٦٦) كلهم من حديث شريك، عن أبي ربيعة، عن ابن بريدة، عن أبيه فذكره.
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث شريك.
وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم».
قال الأعظمي: فيه شريك هو ابن عبد اللَّه النخعي سيئ الحفظ، وشيخه أبو ربيعة الإيادي واسمه عمر بن ربيعة قال فيه أبو حاتم: «منكر الحديث» ولكن قال ابن معين: كوفي ثقة، انظر الجرح والتعديل (٣/ ١٠٩) فالخلاصة فيه أنه منكر الحديث إذا تفرد، وهو لم يتفرد هنا فقد رواه الإمام أحمد (٢٣٠٢١) عن أحمد بن عبد الملك، حدثنا شريك، عن أبي إسحاق وأبي ربيعة الإيادي بإسناده
مثله.
ولكن علّتُه شريك هو سيئ الحفظ كما قلت: ولذا قال الترمذي لا نعرفه إلا من حديث شريك، ولكن يشهد له ما يدل على أنه لم يهم في هذا الحديث.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 104 من أصل 360 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تتبع النظرة النظرة

📜 حديث: لا تتبع النظرة النظرة

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لا تتبع النظرة النظرة

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لا تتبع النظرة النظرة

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لا تتبع النظرة النظرة

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية