حديث: لو كنت آمرا أحدا يسجد لأحد، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب حق الزوج على الزوجة

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «لو كنت آمرا أحدًا يسجد لأحد، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها».

حسن: رواه الترمذي (١١٥٩) والبيهقي (٧/ ٢٩١) وابن أبي الدنيا في العيال (٥٣٤) كلهم من حديث النضر بن شميل، أنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «لو كنت آمرا أحدًا يسجد لأحد، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم رواه الإمام الترمذي في سننه، وغيره، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لِأَحَدٍ، لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا».

أولاً. شرح المفردات:


● لَوْ كُنْتُ آمِرًا: أي لو كان يجوز لي شرعًا أن آمر.
● أَنْ يَسْجُدَ لِأَحَدٍ: السجود هو وضع الجبهة على الأرض تعظيمًا للمسجود له، وهو من أعلى أنواع الخضوع والعبادة، وهو خاص بالله تعالى لا يجوز صرفه لغير الله.
● لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا: أي لأوصيتها وفرضت عليها ذلك، لبيان عظم حقه.

ثانيًا. شرح الحديث:


يبيّن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث حرمة السجود لغير الله تعالى، وأنه لا يجوز لأحد أن يسجد لأحدٍ من المخلوقات، لأن السجود من أعظم أنواع العبادة التي لا تصلح إلا لله وحده.
ثم يأتي بصيغة شرطية (لو) التي تفيد امتناع الشيء لامتناع غيره، فيقول: لو كان هذا الفعل جائزًا أصلاً – وهو ليس بجائز – لأمرت به المرأة لزوجها.
والغرض من هذا الأسلوب البلاغي ليس بيان جواز السجود، بل التغليظ في بيان عظم حق الزوج على زوجته. فالنبي صلى الله عليه وسلم يستعمل أعلى درجات التعظيم الممنوعة (السجود) ليوضح أن حق الزوج على زوجته كبير جدًا لدرجة أنه لو كان هناك تعظيم يساويه لكان هذا السجود.
فهو تشبيه لبيان القدر، وليس للإذن بالفعل، كما يقال: "لو كان الكذب حلالًا لقلت كذا"، مع أن الكذب حرام، والقول لم يحدث، ولكن الغرض بيان عظمة الأمر.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- تحريم السجود لغير الله: هذا أصل عظيم من أصول التوحيد، فالسجود لا يكون إلا لله تعالى، وهو من أكبر الكبائر إذا صُرف لغير الله.
2- عظم حق الزوج على زوجته: يبين الحديث المكانة السامية للزوج وحقه العظيم على زوجته، حتى شبهه النبي صلى الله عليه وسلم بحق لا يعدله حق إلا حق الله تعالى.
3- الحكمة في خطاب النبي صلى الله عليه وسلم: حيث استعمل أسلوبًا بليغًا مؤثرًا يعلق في الذهن ويثبت المعنى، لتحقيق المقصود وهو الحث على طاعة الزوجين وحسن معاشرة المرأة لزوجها.
4- بيان تكريم المرأة: فليس في الحديث انتقاص من المرأة، بل هو بيان لتكليفها ومسؤوليتها تجاه ربها أولاً بتعظيم حقه تعالى، ثم تجاه زوجها بحسن الطاعة والوفاء، مما يؤدي إلى استقرار الأسرة والمجتمع.
5- الحث على القيام بحقوق الأزواج: فالحديث يحث النساء على طاعة أزواجهن وحسن معاشرتهم، ويدلهن على أن في ذلك أجرًا عظيمًا وسببًا لدخول الجنة.

رابعًا. معلومات إضافية:


- جاءت نصوص أخرى تؤكد هذا المعنى، مثل قوله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا صَلَّتِ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا، وَصَامَتْ شَهْرَهَا، وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا، وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا، قِيلَ لَهَا: ادْخُلِي الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتِ». (رواه أحمد)
- هذا الحق العظيم للزوق يقابله واجبات عظيمة عليه تجاه زوجته، من النفقة وحسن المعاشرة والرحمة والإحسان، كما قال تعالى: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [البقرة: 228].
نسأل الله أن يوفقنا جميعًا للفقه في دينه، والقيام بحقوقه وحقوق عباده.
والله تعالى أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذي (١١٥٩) والبيهقي (٧/ ٢٩١) وابن أبي الدنيا في العيال (٥٣٤) كلهم من حديث النضر بن شميل، أنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة فذكره. وإسناده حسن من أجل محمد بن عمرو وهو ابن علقمة الليثي فإنه حسن الحديث.
ورواه ابن حبان في صحيحه (٤١٦٢) من وجه آخر عن أبي أسامة قال: حدثنا محمد بن عمرو بإسناده وجاء فيه: دخل رسول اللَّه حائطا من حوائط الأنصار، فإذا فيه جملان يضربان ويُرعدان، فاقترب رسول اللَّه ﷺ منهما. فوضعا جرانهما بالأرض. فقال من معه: سجد له، فقال رسول اللَّه ﷺ: «ما ينبغي لأحد أن يسجد لأحد، ولو كان ينبغي أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها لما عظّم اللَّه عليها من حقه».
ومن هذا الوجه رواه أيضًا البزار -كشف الأستار- (٢٤٥١) مختصرًا وقال: رواه عن محمد بن عمرو أبو أسامة والنضر بن شميل.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 136 من أصل 360 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لو كنت آمرا أحدا يسجد لأحد، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها

  • 📜 حديث: لو كنت آمرا أحدا يسجد لأحد، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لو كنت آمرا أحدا يسجد لأحد، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لو كنت آمرا أحدا يسجد لأحد، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لو كنت آمرا أحدا يسجد لأحد، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب