حديث: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الوصية بالنساء خيرا ومداراتهن

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «من كان يؤمن باللَّه واليوم الآخر، فإذا شهد أمرًا فليتكلم بخير أو ليسكت، واستوصوا بالنساء، فإن المرأة خُلقت من ضلع. وإنّ أعوج شيء في الضلع أعلاه إن ذهبت تقيمه كَسَرته، وإن تركته لم يزل أعوج، استوصوا بالنساء خيرًا».

متفق عليه: رواه البخاري في النكاح (٥١٨٥ - ٥١٨٦)، ومسلم في الرضاع (٦٠: ١٤٦٨) كلاهما من طريق حسين بن علي الجُعفي، عن ميسرة، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «من كان يؤمن باللَّه واليوم الآخر، فإذا شهد أمرًا فليتكلم بخير أو ليسكت، واستوصوا بالنساء، فإن المرأة خُلقت من ضلع. وإنّ أعوج شيء في الضلع أعلاه إن ذهبت تقيمه كَسَرته، وإن تركته لم يزل أعوج، استوصوا بالنساء خيرًا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فحديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، يحوي وصيتين عظيمتين من النبي صلى الله عليه وسلم، لكل منهما مجالها وأهميتها.

أولاً. شرح المفردات:


● يؤمن بالله واليوم الآخر: الإيمان الكامل الذي يدفع إلى مراقبة الله في كل قول وعمل.
● فإذا شهد أمراً: حضر مجلساً أو شهد حديثاً أو موقفاً.
● فليتكلم بخير أو ليسكت: الخير يشمل كل كلمة طيبة نافعة، والسكوت عن الشر.
● استوصوا بالنساء: أوصيكم بالنساء خيراً، والمراد الرفق بهن وحسن المعاشرة.
● خُلقت من ضلع: إشارة إلى خلق حواء من ضلع آدم عليه السلام كما في الصحيح.
● أعوج شيء في الضلع أعلاه: الجزء الأعلى من الضلع هو الأكثر اعوجاجاً.
● كسرته: إذا حاولت تقويمه بقوة انكسر.
● لم يزل أعوج: بقي على حاله من الاعوجاج.

ثانياً. شرح الحديث:


ينقسم الحديث إلى قسمين:
القسم الأول: وصية عامة في آداب الكلام:
"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فإذا شهد أمراً فليتكلم بخير أو ليسكت"
- هذا تأكيد على عظمة مسئولية الكلام، فالمؤمن يزن كلماته بميزان الإيمان.
- الخياران فقط: الكلام الطيب النافع، أو السكوت الذي هو سلامة.
- فيه حث على تحري الصدق والموعظة الحسنة والنصيحة، والتحذير من الغيبة والنميمة والكذب.
القسم الثاني: وصية خاصة بالنساء:
"استوصوا بالنساء خيراً فإن المرأة خلقت من ضلع..."
- يبدأ بالأمر بالوصية بالنساء خيراً، أي الرفق بهن وحسن العشرة.
- ثم يضرب المثل بالضلع الأعوج لبيان طبيعة المرأة النفسية:
* الضلع الأعوج لا يستقيم بشكل كامل، وكذلك المرأة لها طبيعة خاصة.
* محاولة إجبارها على التغير الكامل قد يؤدي إلى "كسرها" أي انهيار العلاقة أو طلاق.
* القبول بطبيعتها مع التوجيه اللين هو المنهج الأمثل.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- مراقبة الله في الكلام: الكلمة مسئولة، والمؤمن يتعهد لسانه.
2- السكوت من الذهب: عندما لا يكون الكلام خيراً، فالسكوت أولى.
3- الرفق بالنساء: الوصية النبوية بالمعاملة الحسنة للزوجات والبنات والأخوات.
4- فقه التعامل مع المرأة: فهم طبيعتها النفسية والعاطفية وعدم محاولة كسرها بالتغيير القسري.
5- التعايش مع الاختلاف: القبول ببعض الخصائص الطبيعية التي لا يمكن تغييرها كلياً.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يجمع بين العبادة (ضبط اللسان) والمعاملة (حسن العشرة).
- نهج النبي صلى الله عليه وسلم في الوصية بالنساء كان عملياً، فقد كان أرحم الناس بهن.
- ليس في الحديث انتقاص من المرأة، بل بيان لطبيعتها التي خلقها الله عليها، مع التأكيد على وجوب إكرامها.
- ينبغي للزوج أن يتفهم طبيعة زوجته ويعاشرها بالمعروف، كما أمر الله تعالى.
أسأل الله أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يهدينا لأحسن الأخلاق والأقوال والأعمال.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في النكاح (٥١٨٥ - ٥١٨٦)، ومسلم في الرضاع (٦٠: ١٤٦٨) كلاهما من طريق حسين بن علي الجُعفي، عن ميسرة، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، فذكره. واللفظ لمسلم.
ورواه مسلم من وجه آخر عن ابن شهاب، قال: حدثني ابن المسيب، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إن المرأة كالضِّلع إذا ذهبت تقيمها كسرتها، وإن تركتها استمتعت بها وفيها عوج».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 113 من أصل 360 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت

  • 📜 حديث: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب