حديث: الموصِلات ملعونات

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن وصل شعر المرأة، وإن أمرَ به زوجها

عن عائشة أن امرأة من الأنصار زوّجت ابنتها، فتمعَّط شعرُ رأسِها، فجاءت إلى النبي ﷺ فذكرت ذلك له، فقالتْ: إنّ زوجها أمرني أن أصل في شعَرها. فقال: «لا، إنه قد لُعِن الموصِلات».

متفق عليه: رواه البخاري في النكاح (٥٢٠٥)، ومسلم في اللباس والزينة (١٨٨: ٢١٢٣) كلاهما من طريق إبراهيم بن نافع، أخبرني الحسن بن مسلم بن ينّاق، عن صفية بنت شيبة، عن عائشة، فذكرته.

عن عائشة أن امرأة من الأنصار زوّجت ابنتها، فتمعَّط شعرُ رأسِها، فجاءت إلى النبي ﷺ فذكرت ذلك له، فقالتْ: إنّ زوجها أمرني أن أصل في شعَرها. فقال: «لا، إنه قد لُعِن الموصِلات».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح الحديث الشريف:

الحديث:


عن عائشة رضي الله عنها أن امرأة من الأنصار زوّجت ابنتها، فتمعَّط شعر رأسها، فجاءت إلى النبي ﷺ فذكرت ذلك له، فقالت: إن زوجها أمرني أن أصل في شعرها. فقال: «لا، إنه قد لُعِن الموصِلات».

1. شرح المفردات:


● زوّجت ابنتها: أي قامت بتزويج ابنتها للرجل.
● فتمعَّط شعر رأسها: أي تساقط شعر رأسها وأصبح خفيفًا أو أصلع بسبب المرض أو غيره.
● أصل في شعرها: أي تضيف شعرًا صناعيًا أو طبيعيًا (كشعر امرأة أخرى) إلى شعر ابنتها ليكثر ويطول.
● لُعِن الموصِلات: أي الذين يصلون الشعر بشعر آخر، وقد استحقوا اللعنة بسبب هذا الفعل.

2. شرح الحديث:


تخبرنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن امرأة من الأنصار قامت بتزويج ابنتها، لكن شعر ابنتها تساقط وأصبح خفيفًا، فجاءت الأم إلى النبي ﷺ تشكو له ذلك، وذكرت أن زوج ابنتها طلب منها أن تصل شعر ابنتها (أي تضيف إليه شعرًا آخر) ليكثر ويبدو جميلاً. فرفض النبي ﷺ هذا الطلب بشدة، وقال: «لا»، ثم بين سبب الرفض بأن الله قد لعن الموصلات، أي اللواتي يصلن الشعر بشعر آخر.
والمراد بالوصْل هنا هو إضافة شعر غريب (سواء كان طبيعيًا من إنسان آخر أو صناعيًا) إلى شعر المرأة الأصلي بهدف التجميل والخداع، وهو ما يعرف اليوم بـ "الباروكة" أو "التركيبات" أو "الوصلات". وهذا الفعل محرّم لأنه يتضمن الغش والتزييف، كما أنه يشبه فعل الكافرات في الجاهلية، وقد وردت أحاديث أخرى في ذم الواصلة والمستوصلة.

3. الدروس المستفادة منه:


- تحريم وصل الشعر بشعر آخر، سواء كان طبيعيًا أو صناعيًا، لأنه من الغش والخداع، وقد لعن النبي ﷺ فاعله.
- وجوب الصدق والأمانة في المعاملات، وخصوصًا بين الزوجين، فلا يجوز للمرأة أن تخدع زوجها بمظهر زائف.
- النهي عن التشبه بالكافرات أو بأهل الجاهلية الذين كانوا يفعلون هذه الأفعال.
- حرص الصحابة على سؤال النبي ﷺ في أمور دينهم ودنياهم، وحرصه ﷺ على توجيههم إلى ما فيه صلاحهم.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهما أصح الكتب بعد القرآن.
- اللعنة في الحديث تعني الطرد من رحمة الله، وهذا يدل على عظم الجرم.
- استثنى العلماء من هذا التحريم إذا كان الشعر من نفس المرأة (مثل أن تصل شعرها بشعرها السابق إذا سقط) أو إذا كان لضرورة علاجية (مثل مرض السرطان)، ولكن بشروط ألا يكون فيه غش وخداع.
- ينبغي للمرأة المسلمة أن ترضى بما قسم الله لها، وتتجنب الوسائل المحرمة في التجميل، وأن تلتزم بالزينة الشرعية.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، ويبصرنا بشرعه، ويبعدنا عن مواطن الغضب واللعنة. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في النكاح (٥٢٠٥)، ومسلم في اللباس والزينة (١٨٨: ٢١٢٣) كلاهما من طريق إبراهيم بن نافع، أخبرني الحسن بن مسلم بن ينّاق، عن صفية بنت شيبة، عن عائشة، فذكرته. واللفظ للبخاري.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 147 من أصل 360 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الموصِلات ملعونات

  • 📜 حديث: الموصِلات ملعونات

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الموصِلات ملعونات

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الموصِلات ملعونات

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الموصِلات ملعونات

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب