حديث: ما رأيت من نواقص عقول ودين أذهب بقلوب ذوي الألباب منكن

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب نهي النساء عن كفر العشير

عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم، انصرف من الصبح يوما فأتى النساء في المسجد، فوقف عليهن، فقال: «يا معشر النساء، ما رأيت من نواقص عقول ودين أذهب بقلوب ذوي الألباب منكن، وإني قد رأيت أنكن أكثر أهل النار يوم القيامة، فتقربن إلى الله ما استطعتن»، وكان في النساء امرأة عبد الله بن مسعود، فأتت إلى عبد الله بن مسعود فأخبرته بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخذت حليا لها، فقال ابن مسعود: أين تذهبين بهذا الحلي؟ فقالت: أتقرب به إلى الله ورسوله لعل الله أن لا يجعلني من أهل النار، فقال: ويلك، هلم تصدقي به علي وعلى ولدي، فأنا له موضع، فقالت: لا والله، حتى أذهب به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فذهبت تستأذن على النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: هذه زينب تستأذن يا رسول الله، فقال: «أي الزيانب هي؟» فقالوا: امرأة عبد الله بن مسعود، فقال: «ائذنوا لها»، فدخلت على النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، إني سمعت منك مقالة، فرجعت إلى ابن مسعود فحدثته، وأخذت حليا أتقرب به إلى الله وإليك، رجاء أن لا يجعلني الله من أهل النار، فقال لي ابن مسعود: تصدقي به علي وعلى ولدي فإنا له موضع، فقلت: حتى أستأذن النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «تصدقي به عليه، وعلى بنيه فإنهم له موضع» ثم قالت: يا رسول الله، أرأيت ما سمعت منك حين وقفت علينا: «ما رأيت من نواقص عقول قط ولا دين أذهب بقلوب ذوي الألباب منكن»، قالت: يا رسول الله، فما نقصان ديننا وعقولنا؟ فقال: «أما ما ذكرت من نقصان دينكن فالحيضة التي تصيبكن، تمكث إحداكن ما شاء الله أن تمكث لا تصلي ولا تصوم، فذلك من نقصان دينكن، وأما ما ذكرت من نقصان عقولكن، فشهادتكن إنما شهادة المرأة نصف شهادة»

صحيح: رواه أحمد (٨٨٦٢) عن سليمان بن داود الهاشمي، أخبرنا إسماعيل بإسناده مطولا، وفيه قصة زينب زوج ابن مسعود، وليس فيه: «تكثرن اللعن، وتكفرن العشير».

عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم، انصرف من الصبح يوما فأتى النساء في المسجد، فوقف عليهن، فقال: «يا معشر النساء، ما رأيت من نواقص عقول ودين أذهب بقلوب ذوي الألباب منكن، وإني قد رأيت أنكن أكثر أهل النار يوم القيامة، فتقربن إلى الله ما استطعتن»، وكان في النساء امرأة عبد الله بن مسعود، فأتت إلى عبد الله بن مسعود فأخبرته بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخذت حليا لها، فقال ابن مسعود: أين تذهبين بهذا الحلي؟ فقالت: أتقرب به إلى الله ورسوله لعل الله أن لا يجعلني من أهل النار، فقال: ويلك، هلم تصدقي به علي وعلى ولدي، فأنا له موضع، فقالت: لا والله، حتى أذهب به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فذهبت تستأذن على النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: هذه زينب تستأذن يا رسول الله، فقال: «أي الزيانب هي؟» فقالوا: امرأة عبد الله بن مسعود، فقال: «ائذنوا لها»، فدخلت على النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، إني سمعت منك مقالة، فرجعت إلى ابن مسعود فحدثته، وأخذت حليا أتقرب به إلى الله وإليك، رجاء أن لا يجعلني الله من أهل النار، فقال لي ابن مسعود: تصدقي به علي وعلى ولدي فإنا له موضع، فقلت: حتى أستأذن النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «تصدقي به عليه، وعلى بنيه فإنهم له موضع» ثم قالت: يا رسول الله، أرأيت ما سمعت منك حين وقفت علينا: «ما رأيت من نواقص عقول قط ولا دين أذهب بقلوب ذوي الألباب منكن»، قالت: يا رسول الله، فما نقصان ديننا وعقولنا؟ فقال: «أما ما ذكرت من نقصان دينكن فالحيضة التي تصيبكن، تمكث إحداكن ما شاء الله أن تمكث لا تصلي ولا تصوم، فذلك من نقصان دينكن، وأما ما ذكرت من نقصان عقولكن، فشهادتكن إنما شهادة المرأة نصف شهادة»

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه:

أولاً. شرح المفردات:


● نواقص عقول ودين: نقص في العقل والدين.
● أذهب بقلوب ذوي الألباب: تؤثر بشدة على أصحاب العقول الراجحة.
● أكثر أهل النار: الأغلبية العددية في النار.
● تقربن إلى الله: تزددن من الطاعات والقربات.
● حليا لها: ما تتحلى به المرأة من ذهب أو فضة.
● هلم: تعالِي أو أقبلي.
● موضع: أهلٌ للاستفادة منه ومستحق له.


ثانياً. شرح الحديث:


1- الموقف الأول: انصراف النبي صلى الله عليه وسلم من صلاة الصبح وخطابه للنساء:
- نبّه النبي النساء إلى نقصٍ في العقل والدين، وبيّن أن هذا النقص قد يؤثر على قلوب العقلاء.
- أخبرهن بأنهن أكثر أهل النار؛ لما يكثر منهن من الغيبة والنميمة واللعن وغيرها من الذنوب التي قد لا يلتفتن إليها.
- حثهن على التقرب إلى الله بكثرة الطاعات؛ ليعوّضن هذا النقص ويبتعدن عن النار.
2- رد فعل امرأة عبد الله بن مسعود:
- تأثرت بالحديث، وأرادت أن تتقرب إلى الله بالصدقة بحليها.
- أراد زوجها أن يتصدق بها هو وأولاده؛ لكونه فقيراً وأهلًا للصدقة.
- أصرت على أن تستأذن النبي صلى الله عليه وسلم أولاً.
3- لقاؤها بالنبي صلى الله عليه وسلم:
- أقر النبي تصدقها بالحلي على زوجها وأولاده؛ لكونهم مستحقين.
- سألته عن معنى نقصان العقل والدين الذي ذكره، فبيّن لها ذلك.
4- تفسير نقصان الدين:
- بسبب الحيض، حيث تمتنع المرأة عن الصلاة والصيام أيام حيضها، وهذا نقصان في كمية العبادة مقارنة بالرجل.
5- تفسير نقصان العقل:
- لأن شهادة المرأة في الإسلام تعدل نصف شهادة الرجل في بعض الحالات، كما في قوله تعالى: {فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ} [البقرة: 282]. وهذا النقص تكويني وليس ذمّاً، بل هو من حكمة الله في تقسيم الأدوار.


ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- حرص الصحابيات على الفهم والعمل: كما ظهر من سؤال امرأة ابن مسعود وتصدقها.
2- جواز صدقة المرأة على زوجها وأولادها إذا كانوا فقراء: وهذا من صلة الرحم والإحسان إلى الأهل.
3- النقصان المذكور ليس ذماً للمرأة: بل هو بيان لحكم الله تعالى وتقديره، وهو نقصان نسبي وليس مطلقاً.
4- الحث على الصدقة والتقرب إلى الله: خاصة من الأشياء الثمينة التي تُحبّها النفس.
5- أهمية الاستئذان في الأمور التي تحتاج إلى بيان شرعي: كما فعلت المرأة حين استأذنت النبي قبل التصرف في حليها.


رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه أحمد ومسلم، وهو من الأحاديث الصحيحة المتعلقة بأحوال النساء.
- ليس المقصود من الحديث تحقير المرأة، بل بيان طبيعتها التي خلقها الله عليها، وتذكيرها بما يعوّض هذا النقص من الطاعات.
- المرأة يمكنها أن تعوّض نقص العبادة أثناء الحيض بالذكر والدعاء وقراءة القرآن دون مسّ المصحف، وغير ذلك من القربات.

أسأل الله أن يجعلنا من المتقربين إليه بما يرضيه، وأن يعيذنا من النار، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٨٨٦٢) عن سليمان بن داود الهاشمي، أخبرنا إسماعيل بإسناده مطولا، وفيه قصة زينب زوج ابن مسعود، وليس فيه: «تكثرن اللعن، وتكفرن العشير».
ورواه مسلم في الإيمان (٨٠) من طريق إسماعيل (هو ابن جعفر) عن عمرو بن أبي عمرو، عن المقبري، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ ولم يذكر مسلم لفظه وإنما أحال فيه على حديث ابن عمر السابق.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 155 من أصل 360 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما رأيت من نواقص عقول ودين أذهب بقلوب ذوي الألباب منكن

  • 📜 حديث: ما رأيت من نواقص عقول ودين أذهب بقلوب ذوي الألباب منكن

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما رأيت من نواقص عقول ودين أذهب بقلوب ذوي الألباب منكن

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما رأيت من نواقص عقول ودين أذهب بقلوب ذوي الألباب منكن

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما رأيت من نواقص عقول ودين أذهب بقلوب ذوي الألباب منكن

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب