حديث: يا معشر النساء تصدقن وأكثرن الاستغفار

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب نهي النساء عن كفر العشير

عن عبد اللَّه بن عمر، عن رسول اللَّه ﷺ أنه قال: «يا معشر النساء، تصدَّقْنَ وأكثِرْنَ الاستغفارَ، فإني رأيتكنّ أكثرَ أهل النار»، فقالت امرأة منهنّ، جزْلة: ومالنا يا رسول اللَّه، أكثر أهل النار؟ قال: «تُكثرن اللعن، وتكفُرْنَ العشيرَ» الحديث.

صحيح: رواه مسلم في الإيمان (٧٩) عن محمد بن رُمح بن المهاجر المصريّ، أخبرنا الليث (هو ابن سعد)، عن ابن الهاد، عن عبد اللَّه بن دينار، عن عبد اللَّه بن عمر، فذكره.

عن عبد اللَّه بن عمر، عن رسول اللَّه ﷺ أنه قال: «يا معشر النساء، تصدَّقْنَ وأكثِرْنَ الاستغفارَ، فإني رأيتكنّ أكثرَ أهل النار»، فقالت امرأة منهنّ، جزْلة: ومالنا يا رسول اللَّه، أكثر أهل النار؟ قال: «تُكثرن اللعن، وتكفُرْنَ العشيرَ» الحديث.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف:
الحديث:
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، تَصَدَّقْنَ وَأَكْثِرْنَ الِاسْتِغْفَارَ، فَإِنِّي رَأَيْتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ»، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ جَزْلَةٌ: وَمَا لَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَكْثَرُ أَهْلِ النَّارِ؟ قَالَ: «تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ».
(رواه الإمام مسلم في صحيحه)


1. شرح المفردات:


● يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ: أي يا جماعة النساء. (النداء للمجموع)
● تَصَدَّقْنَ: الأمر بالصدقة، وهي إخراج المال تقربًا إلى الله تعالى.
● أَكْثِرْنَ الِاسْتِغْفَارَ: أكثِرْنَ من طلب المغفرة من الله تعالى بقول: "أستغفر الله".
● جَزْلَةٌ: المرأة العاقلة الفصيحة ذات الرأي والحكمة، التي تجرؤ على السؤال بوقار وأدب.
● تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ: تكثرن من الدعاء على الآخرين بطلب البعد عن رحمة الله.
● تَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ: أي تجحدن معروف الزوج وتنكرن حقه، وليس المقصود الكفر بالله تعالى.


2. شرح الحديث:


يوجه النبي صلى الله عليه وسلم خطابًا خاصًّا إلى النساء، فيأمرهن بأمرين عظيمين هما: الصدقة وكثرة الاستغفار. ثم يبين السبب الذي دعاه إلى هذه الوصية الخاصة، وهو أنه رأى في المنام -وهو رؤيا صادقة من وحي الله- أن النساء يشكلن الأكثرية في أهل النار.
فلم تفهم إحدى النساء -وهي ذات عقل ورجاحة- سبب ذلك، فسألت بأدب: "وما لنا أكثر أهل النار؟" أي ما الذنب الذي يجعلنا كذلك؟
فأجابها النبي صلى الله عليه وسلم ببيان سببيْن رئيسيْن:
1- «تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ»: أي تكثرن من لعن الناس والديانة عليهم، واللعنة هي الطرد والإبعاد عن رحمة الله، وهذا من كبائر الذنوب.
2- «وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ»: أي تنكرن إحسان الزوج وتجحدن فضله، وقد يكون ذلك بالتأفف من معروفه، أو بذمه أمام الآخرين، أو بعدم شكره على ما يبذله من جهد، مع أن الإسلام أوصى بحسن العشرة بين الزوجين.


3. الدروس المستفادة منه:


1- العدل الإلهي والرحمة النبوية: لم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم هذه الحقيقة لإخافة النساء فحسب، بل لتحذيرهن ودفعهن إلى العلاج، وهو التصدق والاستغفار، مما يدل على شفقة النبي صلى الله عليه وسلم ورحمته بأمته.
2- أهمية الصدقة والاستغفار: هذان العملان من أعظم ما يكفر الذنوب ويرفع الدرجات ويقي من النار. فالصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، والاستغفار سبب لمغفرة الذنود ودخول الجنان.
3- خطورة اللسان: أكثر ذنوب النساء -في هذا السياق- تتعلق باللسان، من لعن وكفران للجميل. وهذا تحذير عام للرجال والنساء من آفات اللسان.
4- ضرورة شكر الزوج والإقرار بفضله: على المرأة أن تقدر زوجها وتشكره على معروفه، ولا تنكر فضله، فإن هذا من كمال الدين وحسن الخلق.
5- جواز سؤال العالم عما يُشكل: كما فعلت المرأة الجزلَة، بشرط أن يكون السؤال بأدب وطلب للفهم.
6- أن رؤيا الأنبياء حق: فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بما رآه، وهو وحي من الله يبلغه به.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث لا يعني أن كل امرأة في النار، ولا أن عدد النساء في النار أكثر من الرجال مطلقًا، بل المقصود أن من دخل النار من النساء أكثر ممن دخلها من الرجال، أما أهل الجنة ففيهم الرجال والنساء.
- العلاج النبوي (الصدقة والاستغفار) ينطبق على الجميع، وهو سبب للنجاة من النار.
- ينبغي للمرأة أن تحفظ لسانها من اللعن والسب والشتم، وأن تكون شاكرة لزوجها، مقدرة لجهوده.
- الحديث يدل على عظم حق الزوج على الزوجة، وأن كفران هذا الحق من الذنوب العظيمة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الإيمان (٧٩) عن محمد بن رُمح بن المهاجر المصريّ، أخبرنا الليث (هو ابن سعد)، عن ابن الهاد، عن عبد اللَّه بن دينار، عن عبد اللَّه بن عمر، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 154 من أصل 360 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يا معشر النساء تصدقن وأكثرن الاستغفار

  • 📜 حديث: يا معشر النساء تصدقن وأكثرن الاستغفار

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يا معشر النساء تصدقن وأكثرن الاستغفار

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يا معشر النساء تصدقن وأكثرن الاستغفار

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يا معشر النساء تصدقن وأكثرن الاستغفار

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب