حديث: أذن لكن أن تخرجن لحوائجكن

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الإذن للنساء في الخروج إلى المسجد وقضاء حوائجهن

عن عائشة قالت: خرجت سودة بنت زمعة ليلًا، فرآها عمر فعرفها، فقال: إنّك واللَّه يا سودة، ما تخفَيْنَ علينا، فرجعتْ إلى النبي ﷺ فذكرتْ ذلك له، وهو في حجرتي يتعشّى، وإنّ في يده لعَرْقًا فأُنزل عليه، فرُفع عنه، وهو يقول: «قد أذِنَ لكُنّ أن تخرُجْن لحوائجكنّ».

متفق عليه: رواه البخاري في النكاح (٥٢٣٧) من طريق علي بن مُسهر -ومسلم في السلام (١٧: ٢١٧٠) من طريق أبي أسامة- كلاهما عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته، واللفظ للبخاري.

عن عائشة قالت: خرجت سودة بنت زمعة ليلًا، فرآها عمر فعرفها، فقال: إنّك واللَّه يا سودة، ما تخفَيْنَ علينا، فرجعتْ إلى النبي ﷺ فذكرتْ ذلك له، وهو في حجرتي يتعشّى، وإنّ في يده لعَرْقًا فأُنزل عليه، فرُفع عنه، وهو يقول: «قد أذِنَ لكُنّ أن تخرُجْن لحوائجكنّ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا بما ندرس من سنة نبيه ﷺ.
هذا الحديث رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهو من الأحاديث التي تُبيّن سماحة الإسلام ومراعاته لفطرة المرأة وحاجاتها، مع الحفاظ على الآداب الشرعية.

أولاً. شرح المفردات:


● سودة بنت زمعة: هي أم المؤمنين، إحدى زوجات النبي ﷺ.
● لَيْلًا: في وقت الليل.
● فَرَآهَا عُمَر: رأها عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو في الطريق.
● فَعَرَفَهَا: تعرّف عليها لمعرفته بها.
● مَا تَخْفَيْنَ عَلَيْنَا: أي أن هيئتك معروفة لنا ولا تستطيعين إخفاء نفسك عنا إذا خرجت.
● فِي حُجْرَتِي: في غرفتي (غرفة عائشة رضي الله عنها).
● يَتَعَشَّى: يأكل العشاء.
● عَرْقًا: العظم الذي عليه لحم.
● فَأُنْزِلَ عَلَيْهِ: أي نزل عليه الوحي.
● رُفِعَ عَنْهُ: انقطع عنه الوحي.
● قَدْ أَذِنَ لَكُنَّ: أباح لكنَّ وأجاز لكنَّ.

ثانياً. شرح الحديث:


تخرج أم المؤمنين سودة بنت زمعة رضي الله عنها ليلاً لقضاء حاجة لها، فرآها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الطريق، فعرفها على الرغم من خروجها ليلاً، فقال لها: "إنك والله يا سودة ما تخفين علينا"، يقصد أن هيئتها ومعالمها معروفة، فلا فائدة من خروجها في هذا الوقت ظناً منها أنه سيواريها، فعادت إلى النبي ﷺ وهي مغمومة من كلام عمر، وأخبرته بما حدث.
وكان النبي ﷺ في تلك اللحظة في بيت عائشة رضي الله عنها، يتناول طعام العشاء، وفي يده عظم فيه لحم، فنزل عليه الوحي - وهو أعظم حالات الاتصال بالملأ الأعلى - فسكن وترك الطعام، ثم رفع عنه الوحي، وأول ما نطق به بعد انقطاع الوحي هو تبشير النساء بالإذن لهن في الخروج لقضاء حوائجهن، مما يدل على أن هذه كانت مناسبة لنزول حكم شرعي.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- جواز خروج المرأة لقضاء حاجتها: أباح الإسلام للمرأة الخروج من بيتها لقضاء حوائجها الضرورية، كشراء حاجات البيت، أو زيارة والدَيها، أو التطبيب، ونحو ذلك.
2- مراعاة الآداب الشرعية عند الخروج: خروج المرأة مشروط بالالتزام بالحجاب الشرعي الساتر، وعدم الخلوة بالأجنبي، وعدم التطيب، وأن يكون الخروج لحاجة معتبرة.
3- حرص الصحابة على تطبيق الشرع: موقف عمر رضي الله عنه نابع من غيرته على نساء المسلمين وحرصه على تطبيق الآداب الشرعية، ولم يكن تعنتاً أو تضييقاً.
4- حسن تبليغ الشريعة: النبي ﷺ لم يؤنب سودة على خروجها، بل جاءه الوحي بالإذن بالخروج، مما يدل على يسر الإسلام وسماحته.
5- مكانة أمهات المؤمنين: الحديث يدل على علو منزلة أمهات المؤمنين وحرصهن على تطبيق الشرع، حتى إن سودة رضي الله عنها استشعرت أن كلام عمر قد يكون له وجهة شرعية فرجعت تستفتي النبي ﷺ.
6- نزول الوحي لأجل حوائج الأمة: نزول الوحي بسبب حادثة سودة يدل على عناية الله تعالى بأمور المسلمين ورفع الحرج عنهم.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل في باب خروج النساء، وذكر الفقهاء شروط خروج المرأة مستندين إلى هذا الحديث وغيره.
- يستفاد من الحديث أن خروج المرأة لا يشترط أن يكون في النهار فقط، بل يجوز في الليل إذا دعت الحاجة، مع زيادة التحفظ.
- الحديث يدل على أن المرأة إذا التزمت الحجاب الشرعي، فإن خروجها جائز ولا حرج فيه.
- فيه دليل على أن نساء النبي ﷺ كن قدوة في التمسك بالشرع وطلب العلم والاستفتاء في أمور الدين.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يرزقنا العمل بسنة النبي ﷺ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في النكاح (٥٢٣٧) من طريق علي بن مُسهر -ومسلم في السلام (١٧: ٢١٧٠) من طريق أبي أسامة- كلاهما عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته، واللفظ للبخاري.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 159 من أصل 360 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أذن لكن أن تخرجن لحوائجكن

  • 📜 حديث: أذن لكن أن تخرجن لحوائجكن

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أذن لكن أن تخرجن لحوائجكن

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أذن لكن أن تخرجن لحوائجكن

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أذن لكن أن تخرجن لحوائجكن

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب