حديث: المرأة تنعت المرأة لزوجها كأنه ينظر إليها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب لا تباشر المرأة المرأة

عن عبد اللَّه بن مسعود قال: قال النبي ﷺ: «لا تُباشر المرأةُ المرأةَ، فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها».

صحيح: رواه البخاري في النكاح (٥٢٤٠) عن محمد بن يوسف، حدثنا سفيان، عن منصور، عن أبي وائل، عن عبد اللَّه بن مسعود فذكره ورواه أيضًا (٥٢٤١) من وجه آخر عن أبي وائل مثله.

عن عبد اللَّه بن مسعود قال: قال النبي ﷺ: «لا تُباشر المرأةُ المرأةَ، فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا وإياك بالعلم النافع.
الحديث الذي طلبت شرحه هو حديث صحيح رواه الإمام البخاري في صحيحه (رقم 5242) والإمام مسلم في صحيحه (رقم 2140) عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تُباشر المرأةُ المرأةَ، فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها».

أولاً. شرح المفردات:


* لا تُباشر: المباشرة هنا تعني اللمس والملامسة الجسدية الكاملة، كأن تضمها إليها أو تمسح على جسدها. ويراد بها هنا الخلوة والاختلاط المحرم الذي يمكن من الاطلاع على العورات والتفاصيل الخاصة.
* المرأةُ المرأةَ: أي لا تقم امرأة بمباشرة امرأة أخرى (أجنبية عنها) على هذه الصورة.
* فَتَنْعَتَها: أي فتصفها وتذكر محاسنها وخلالها وخَلقها وخُلُقها بتفصيل دقيق.
* لزوجها: أي لزوج المرأة التي تصف صاحبتها.
* كأنه ينظر إليها: أي أن وصفها يكون دقيقاً وشاملاً لدرجة أن الزوج يتخيلها وكأنه يراها بعينه، مما يثير الفتنة في نفسه.

ثانياً. شرح الحديث:


ينهى النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الشريف عن أمرين خطيرين:
1- النهي عن مباشرة المرأة للمرأة الأجنبية: والمقصود هنا ليس مجرد المصافحة أو السلام، بل الاختلاط والتلامس الذي يؤدي إلى الاطلاع على ما لا يجوز الاطلاع عليه من جسد المرأة الأجنبية (التي ليست من محارمها)، كأن تستحم معها أو تخلو بها وتكشف عن مفاتنها. فلكل امرأة عورة يجب سترها، ولا يجوز كشفها إلا لزوجها أو لمحارمها.
2- النهي عن وصف المرأة الأجنبية لزوجها: لأن هذا الوصف الدقيق ("كأنه ينظر إليها") يوقع في قلب الزوج صوراً وخيالات عن تلك المرأة، مما يثير قلبه ويغريه بها، ويولد في نفسه الشهوة والفتنة، وقد يدفعه هذا إلى سؤال عن تلك المرأة أو التطلع لرؤيتها، وهذا باب من أبواب الشر والفساد الذي يؤدي إلى قطيعة الأرحام ووهن العلاقة الزوجية، وربما أدى إلى الوقوع في المحرمات.
فالحديث يحذر من وسيلة من وسائل الفتنة، وهي نقل الصور والأخبار عن النساء الأجنبيات بين الرجال، والتي أصبحت في عصرنا أسهل بكثير مع وسائل التواصل والتقنية، فيجب الحذر منها.

ثالثاً. الدروس المستفادة والفقه في الحديث:


1- حرمة الاختلاط المحرم: يحرم على المرأة أن تخلو أو تباشر امرأة أخرى أجنبية عنها (ليست من محارمها) إذا كان ذلك سيؤدي إلى كشف العورة أو الاطلاع على المفاتن.
2- سد ذرائع الفتنة: الشرع الحكيم يغلق الأبواب التي تؤدي إلى الوقوع في المعاصي والفتن، ووصف المرأة لزوجها باب عظيم من أبواب الفتنة.
3- الحفاظ على عفة المجتمع: يهدف الحديث إلى بناء مجتمع عفيف، تتحصن فيه البيوت، ويصان فيه نظر الرجل عن التطلع إلى ما لا يحل له.
4- حرمة إثارة الشهوة بالوصف: يحرم على المرأة أن تصف امرأة أخرى لزوجها بما يثير اهتمامه وشهوته نحوها، وهذا من الغش والخيانة للزوجة ولصاحبتها.
5- الفرق بين الوصف المحرم والوصف المباح: ليس المقصود تحريم أي ذكر للمرأة على الإطلاق، فلو سأل الزوج عن صفة معينة لأمر ضروري (كاستشارتها في عمل، أو سؤال عن خلقة لمعرفة شخص ما) دون إثارة أو تفصيل في المفاتن، فلا بأس في ذلك بالقدر الذي تدعو إليه الحاجة.
6- العورة المغلظة: يؤخذ من الحديث أن عورة المرأة على المرأة هي مثل عورتها على الرجل الأجنبي، أي جميع بدنها ما عدا الوجه والكفين في أرجح أقوال العلماء، فلا يجوز لها كشفه أمام امرأة أخرى.

رابعاً. معلومات إضافية:


* هذا الحديث أصل عظيم من أصول الأدب الإسلامي في العلاقة بين الزوجين، وفي كيفية تعامل النساء مع بعضهن.
* ينطبق الحكم الوارد في الحديث على وصف الرجل للرجل لزوجته، فهو أشد تحريماً وأعظم فتنة.
* في عصرنا، تدخل في هذا النهي الصور والفيديوهات التي تنتشر بين النساء ثم يعرضنها على أزواجهن، أو يرسلنها لهم، فهذا من أعظم المنكرات وأكبر أسباب الفتنة.
نسأل الله أن يحفظنا وإياك من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يرزقنا العفاف والغنى. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في النكاح (٥٢٤٠) عن محمد بن يوسف، حدثنا سفيان، عن منصور، عن أبي وائل، عن عبد اللَّه بن مسعود فذكره ورواه أيضًا (٥٢٤١) من وجه آخر عن أبي وائل مثله.
وزاد النسائي من طريق مسروق، عن ابن مسعود: «ولا الرجلُ الرجلَ».
وفي حديث سعيد ذكر القيد وهو «الثوب الواحد» كما سيأتي وفي الحديث تحريم ملاقاة بشرتي المرأتين وكذلك الرجلين بغير حائل في ثوب واحد، لأن ذلك قد يُفضي إلى لمس عورة بعضهم من بعض، أو إثارة الشهوة بينهما. وفي النهاية يؤدي إلى التقاء ختان بعضهم من بعض.
وقوله: «تنعتها لزوجها» وذلك خشية أن يعجب الزوج الوصف المذكور، فيطلِّق زوجته، أو يفتن بالموصوفة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 160 من أصل 360 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: المرأة تنعت المرأة لزوجها كأنه ينظر إليها

  • 📜 حديث: المرأة تنعت المرأة لزوجها كأنه ينظر إليها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: المرأة تنعت المرأة لزوجها كأنه ينظر إليها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: المرأة تنعت المرأة لزوجها كأنه ينظر إليها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: المرأة تنعت المرأة لزوجها كأنه ينظر إليها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب