حديث: من وجد مع امرأته رجلاً فتكلم جلدتموه أو قتل قتلتموه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في اللعان

عن عبد الله قال: إنا ليلة الجمعة في المسجد. إذ جاء رجل من الأنصار فقال: لو أن رجلا وجد مع امرأته رجلا فتكلَّم جلدتُموه، أو قتل قتلتموه، وإن سكت سكت على غيظ. والله! لأسألن عنه رسولَ الله ﷺ. فلما كان من الغد أتى رسول الله ﷺ فسأله، فقال: لو أن رجلًا وجد مع امرأته رجلا فتكلَّم جلدتموه، أو قتل قتلتموه، أو سكت سكت على غيظ. فقال: «اللهم افتح» وجعل يدعو. فنزلت آية اللعان: ﴿وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ﴾ [النور: ٦] هذه الآيات. فابتلي به ذلك الرجل من بين الناس. فجاء هو وامرأته إلى رسول الله ﷺ فتلاعنا، فشهد الرجل أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين. ثم لعن الخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين. فذهبت لتلعن. فقال لها رسول الله ﷺ: «مه» فأبت فلعنتْ. فلما أدبرا قال: «لعلها أن تجيء به أسود جعدا» فجاءت به أسود جعدا.

صحيح: رواه مسلم في اللعان (١٤٩٥) من طريق الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله (هو ابن مسعود) فذكره.

عن عبد الله قال: إنا ليلة الجمعة في المسجد. إذ جاء رجل من الأنصار فقال: لو أن رجلا وجد مع امرأته رجلا فتكلَّم جلدتُموه، أو قتل قتلتموه، وإن سكت سكت على غيظ. والله! لأسألن عنه رسولَ الله ﷺ. فلما كان من الغد أتى رسول الله ﷺ فسأله، فقال: لو أن رجلًا وجد مع امرأته رجلا فتكلَّم جلدتموه، أو قتل قتلتموه، أو سكت سكت على غيظ. فقال: «اللهم افتح» وجعل يدعو. فنزلت آية اللعان: ﴿وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ﴾ [النور: ٦] هذه الآيات. فابتلي به ذلك الرجل من بين الناس. فجاء هو وامرأته إلى رسول الله ﷺ فتلاعنا، فشهد الرجل أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين. ثم لعن الخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين. فذهبت لتلعن. فقال لها رسول الله ﷺ: «مه» فأبت فلعنتْ. فلما أدبرا قال: «لعلها أن تجيء به أسود جعدا» فجاءت به أسود جعدا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإني أسأل الله التوفيق والسداد في شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.

أولاً. شرح المفردات:


● فتكلَّم جلدتموه: أي إذا أخبر بالزنا دون بينة كاملة.
● أو قتل قتلتموه: إن قتل الزاني أو زوجته قُتل قصاصًا.
● سكت على غيظ: صبر مع وجود الغضب والأذى النفسي.
● اللهم افتح: دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بفتح باب الحل الشرعي.
● تلاعنا: أديا صيغة اللعان الشرعية.
● أسود جعدًا:形容 الطفل الذي ولد نتيجة الزنا، وكانت صفاته غير مطابقة لصفات الرجل.

ثانيًا. شرح الحديث:


يحكي الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قصة رجل من الأنصار وجد مع امرأته رجلاً آخر، فاحتار في أمره: إن أخبر الناس دون بينة عُوقب بالجلد لقذفه، وإن قَتَلَ قُتِلَ قصاصًا، وإن سكتَ يحمل غيظًا وألمًا. فذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم مستفتيًا، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بأن يفتح الله عليه بحلٍّ شرعي، فأنزل الله تعالى آيات اللعان في سورة النور (الآيات 6-9)، والتي شرعت حكم اللعان لمن اتهم زوجته بالزنا دون بينة.
ثم إن ذلك الرجل خاصم امرأته إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقاما بإجراء اللعان: أشهد الرجل أربع شهادات بالله أنه صادق في اتهامه، ثم ختم باللعنة على نفسه إن كان كاذبًا. وعندما أرادت المرأة أن تلعن، نهاها النبي صلى الله عليه وسلم لعلها تراجع نفسها، لكنها أصرت ولعنت، ففرق النبي صلى الله عليه وسلم بينهما، وأسقط الحد عنها. ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم أن نتيجة اللعان ستظهر، فجاء الولد على غير صفات الرجل، مما يؤكد صدق الرجل في اتهامه.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- رحمة الإسلام وعدالته: شرع اللعان حلًّا لمشكلة اجتماعية عصيبة، يحفظ حقوق الزوج ويجنب المرأة الحد إن لم تثبت التهمة.
2- التثبت في إثبات الزنا: يشترط للإثبات أربعة شهود، أو إقرار المرء على نفسه، أو اللعان، حفظًا للأعراض ودرءًا للعقوبات بالشبهات.
3- عناية الصحابة بالعلم والفتوى: حرص الأنصاري على سؤال النبي صلى الله عليه وسلم عند الحيرة.
4- إجابة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: حيث دعا "اللهم افتح" فأنزل الله حلًّا شرعيًّا.
5- عاقبة الكذب والزنا: حيث ظهرت على الولد علامات تدل على صدق اتهام الزوج.

رابعًا. معلومات إضافية:


- اللعان مشروع في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهو من خصائص هذه الأمة.
- بعد اللعان يجب التفرقة بين الزوجين، ولا تحل له بعد ذلك أبدًا.
- هذا الحديث من أعظم الأدلة على أن السنة تبين القرآن وتفصله، حيث بينت كيفية تطبيق آيات اللعان.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في اللعان (١٤٩٥) من طريق الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله (هو ابن مسعود) فذكره.
والرجل المبهم من الأنصار هو: عويمر العجلاني.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب

معلومات عن حديث: من وجد مع امرأته رجلاً فتكلم جلدتموه أو قتل قتلتموه

  • 📜 حديث: من وجد مع امرأته رجلاً فتكلم جلدتموه أو قتل قتلتموه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من وجد مع امرأته رجلاً فتكلم جلدتموه أو قتل قتلتموه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من وجد مع امرأته رجلاً فتكلم جلدتموه أو قتل قتلتموه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من وجد مع امرأته رجلاً فتكلم جلدتموه أو قتل قتلتموه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب