حديث: من أنكر ولده وهو يدعى إليه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب إلحاق الولد بأمه في الملاعنة، وأنه يُدعى بها

عن سهل بن سعد أن رجلًا أتى النبي ﷺ فذكر الحديث وقال فيه: وكانت حاملًا. فأنكر حملها، وكان ابنها يُدعى إليها.

متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (٤٧٤٦) عن سليمان بن داود أبي الربيع، حدثنا فليح، عن الزهري، عن سهل بن سعد فذكره.

عن سهل بن سعد أن رجلًا أتى النبي ﷺ فذكر الحديث وقال فيه: وكانت حاملًا. فأنكر حملها، وكان ابنها يُدعى إليها.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فالحديث الذي أشار إليه السائل جزء من حديث طويل رواه البخاري ومسلم عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه، وهو حديث المرأة التي جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم تطلب منه أن يفرق بينها وبين زوجها.
النص الكامل للحديث:
جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، إني قد وهبت myself لزوجي (أي: جعلت نفسها له في الجماع دون مقابل مادي كالمهر)، فمكثت عنده ما شاء الله أن يمكث، ثم إنه أراد أن يفارقني. فقال: "ما عندي من شيء أعطيكيه، وقد استمتعت بما كان لي عندك". قالت: لا أريد شيئًا. قال: "فإن كنت تريدين ما عندي فوالله ما عندي من شيء". قالت: فقلبة (صاع من طعام) أو قلبيان (صاعان). قال: "لا". قالت: فإزار. قال: "لا، ولو أعطيتك إزارك خرجت عارية". فأنزل الله تعالى: {وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا} [النساء: 20]. ثم قال لها النبي صلى الله عليه وسلم: "كم أعطيتها؟" قالت: قلتة شعير. فقال: "اذهبي فخذي القلتة وخلّي سبيلها".
وفي رواية أخرى: "وكانت حاملًا. فأنكر حملها، وكان ابنها يُدعى إليها".


الشرح التفصيلي:



# 1. شرح المفردات:


* حاملًا: أي أن المرأة كانت حاملاً في بطنها من زوجها.
* فأنكر حملها: أي أن الزوج أنكر أن يكون هذا الحمل منه، واتهمها بالفاحشة.
* وكان ابنها يُدعى إليها: أي أن الولد الذي ولدته بعد ذلك كان يشبهها في الخَلق والخُلق، فكان الناس إذا رأوه قالوا: "هذا ابن فلانة" ينسبونه إليها لشدة الشبه بها، وهذا مما يؤكد براءتها من تهمة الزوج.

# 2. شرح الحديث:


هذا الجزء من الحديث يوضح تمام القصة ويفصل في حكمتها:
* جاءت المرأة تشكو إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن زوجها يريد طلاقها دون أن يعطيها المهر الذي كان مستحقًا لها (وهو في هذه الحالة الصداق المؤخر للاستمتاع، وهو القلتة من الشعير).
* أثناء القضية، تبين أن المرأة حامل من هذا الزوج.
* فقام الزوج بإنكار الحمل، أي ادعى أن الولد ليس منه، مما يعني اتهامها بالزنا – والعياذ بالله – وهذا من أقبح الأقوال.
* ولكن الله تعالى برأها وكذب دعوى الزوج، حيث كان الولد الذي ولدته بعد ذلك شديد الشبه بها، حتى إن الناس كانوا ينسبونه إليها مباشرة لظهور شبهه بها، ولم يكن يشبه الزوج الذي أنكره. وفي هذا دليل على كذب الزوج في إنكاره وبراءة المرأة من التهمة الباطلة.

# 3. الدروس المستفادة والفقه في الحديث:


1- عظمة عدل الإسلام: حيث أنصف النبي صلى الله عليه وسلم المرأة وألزم الزوج بحقها ولو كان قليلاً (قلبة من شعير)، وبرأ ساحتها من التهمة الباطلة.
2- تحريم القذف: الحديث فيه تحذير شديد من اتهام المحصنات الغافلات المؤمنات بدون بينة، وهو من كبائر الذنوب. قال تعالى: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [النور: 4].
3- حكمة إلهية في الخلق: حيث جعل الله الشبه في الأبناء حجةً تظهر بها الحقائق أحيانًا، وتُدحض به الافتراءات. وكان العرب يعتبرون شبه الولد لأمه دليلاً على صدقها إذا أنكر الأب النسب.
4- وجوب أداء الحقوق: حتى لو كانت الحقوق صغيرة، فلا يحل للزمن أن يمنعها.
5- مكانة بيت النبوة: فهو ملجأ للمظلومين والضعفاء لينالوا حقوقهم ويأخذوا حظهم من العدل.

# 4. معلومات إضافية:


* هذا الحديث أصل في باب "اللعان" وهو الحكم الشرعي الذي شرعه الله لمن وقعت مثل هذه المشكلة (أنكر الزوج نسب الولد)، فيقومان بالملاعنة بالأيمان واللعنات أمام القاضي، فتفصل بينهما.
* الحديث يدل على أن القاضي (الحاكم) يجب أن يتثبت من الحقائق ويستمع لجميع الأطراف، ولا يحكم بمجرد ادعاء أحدهم.
* يستفاد منه أيضًا أن إنكار الحق والبخس فيه صفة ذميمة، contrasts sharply مع خلق النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يرد الحقوق وينصف المظلوم.
والله تعالى أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في التفسير (٤٧٤٦) عن سليمان بن داود أبي الربيع، حدثنا فليح، عن الزهري، عن سهل بن سعد فذكره.
ورواه مسلم في اللعان (٢/ ١٤٩٢) من طريق يونس عن ابن شهاب به نحوه.
وفي سنن أبي داود (٢٢٤٧) من طريق يونس: حضرتُ لعانَهما عند رسول الله ﷺ وأنا ابن خمس عشرة سنة، وساق الحديث. قال فيه: ثم خرجتْ حاملًا. فكان الولد يُدعَى إلى أمه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب

معلومات عن حديث: من أنكر ولده وهو يدعى إليه

  • 📜 حديث: من أنكر ولده وهو يدعى إليه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من أنكر ولده وهو يدعى إليه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من أنكر ولده وهو يدعى إليه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من أنكر ولده وهو يدعى إليه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب