حديث: اختصم سعد بن أبي وقاص وعبد بن زمعة في غلام
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب إلحاق الولد بالفراش إذا لم ينفِه صاحبُه
متفق عليه: رواه مالك في الأقضية (٢٢) عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة فذكرته.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
الحديث:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: اختصم سعد بن أبي وقاص وعبد بن زمعة في غلام. فقال سعد: هذا يا رسولَ الله، ابن أخي عتبة بن أبي وقاص عَهد إليَّ أنه ابنه. انظر إلى شبهه، وقال عبد بن زمعة: هذا أخي يا رسول الله، وُلِدَ على فراش أبي من وليدته. فنظر رسول الله ﷺ إلى شبهه فرأى شبَها بينًا بعُتْبة فقال: «هو لك يا عبد بن زمعة، الولد للفراش، وللعاهر الحجر واحتجبي منه يا سودة بنت زمعة» فلم تره قط، وفي رواية زيادة: «هو أخوك يا عبد».
1. شرح المفردات:
● اختصم: تخاصم وتنازع.
● عبد بن زمعة: هو عبد الله بن زمعة بن قيس، صحابي جليل.
● غلام: طفل أو ولد.
● عهد إلي: أوصاني وأخبرني.
● وليدته: أمته التي يملكها.
● شبهه: مشابهته في الخلقة.
● الفراش: الزوجة أو السرير المشروع، ويقصد به الزوج.
● العاهر: الزاني.
● الحجر: الحجارة أو الحرمان من النسب.
● احتجبي: استتري وابتعدي عن نظر الرجال الأجانب.
2. شرح الحديث:
أ. القصة:
تنازع سعد بن أبي وقاص وعبد بن زمعة في نسب غلام. ادعى سعد أن الغلام ابن أخيه عتبة بن أبي وقاص بناء على وصية منه وشبه بينهما. بينما ادعى عبد بن زمعة أن الغلام أخوه لأنه ولد على فراش أبيه (أي من أمته التي هي تحت ملكه).
ب. حكم النبي ﷺ:
- نظر النبي ﷺ إلى شبه الغلام فرأى شبهاً واضحاً بعتبة بن أبي وقاص، لكنه لم يعتمد على الشبه في الحكم.
- حكم النبي ﷺ بأن الغلام لعبد بن زمعة قائلاً: "هو لك يا عبد بن زمعة".
- ثم بين القاعدة الشرعية: "الولد للفراش" أي أن الولد يلحق بمن كان على فراشه (الزوج) وليس بالزاني.
● "وللعاهر الحجر" أي أن الزاني محروم من النسب ولا حق له في الولد.
- ثم أمر النبي ﷺ سودة بنت زمعة (وهي أخت عبد بن زمعة) بالاحتجاب من هذا الغلام لأنه ليس محرماً لها، إذ حكم بنسبته لزمعة وليس لعتبة.
3. الدروس المستفادة منه:
1- إثبات النسب بالفراش: من قواعد الإسلام الثابتة أن الولد يلحق بالزوج وإن كان هناك شبه بغيره، حفظاً للأنساب وصوناً للأعراض.
2- الشبه لا يثبت النسب: الشبه وحده ليس دليلاً كافياً لإثبات النسب، بل الأصل هو الفراش الشرعي.
3- الزاني محروم من النسب: لا حق للزاني في الولد حتى لو كان biologically ابنه، حفظاً لكرامة الأسر وشرعية الأنساب.
4- الاحتياط في العلاقات الأسرية: أمر النبي ﷺ سودة بالاحتجاب من الغلام لأنه ليس محرماً لها، مما يدل على وجوب ستر الفروج وصيانة المحارم.
5- حكمة النبي ﷺ في القضاء: حيث جمع بين النظر في الشبه وتطبيق القاعدة الشرعية.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث أصل في باب "الولد للفراش" وهو متفق عليه بين العلماء.
- القاعدة "الولد للفراش وللعاهر الحجر" أصبحت قاعدة فقهية ثابتة في كتب المذاهب الأربعة.
- الحديث يدل على أن الشبه قد يكون سبباً للريبة لكنه لا يقدم على النص الشرعي.
- استدل العلماء به على أن اللعان (إذا أنكر الزوج الولد) يقطع النسب حتى ولو كان الشبه واضحاً.
- الحديث показывает حرص الإسلام على حفظ الأنساب وعدم اختلاطها، وهو من مقاصد الشريعة الكبرى.
الخاتمة:
هذا الحديث من الأحاديث العظيمة التي تبين حكمة النبي ﷺ في القضاء وتطبيق الشرع، وتحفظ نظام الأسرة والمجتمع من الفوضى والاختلاط. وهو درس في تقديم النص الشرعي على كل ما سواه، حتى لو كان هناك شبه ظاهر.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
وعُتبة هذا مات كافرًا، وهو الذي كسرَ رباعيةَ النبيّ ﷺ يوم أحد، فدعا عليه النبيُّ ﷺ أن لا يحولَ الحولُ حتى يموتَ كافرًا. فما حال عليه الحولُ حتى مات كافرًا.
وفي معناه ما رويَ عن عبد الله بن الزبير قال: كانت لزمعة جارية يطؤها هو، وكان يظن بآخر يقع عليها. فجاءت بولدٍ شبه الذي كان يظن به، فمات زمعةُ وهي حُبلى، فذكرتْ ذلك سودةُ لرسول الله ﷺ فقال رسول الله ﷺ: «الولد للفراش، واحتجبي منه يا سودة فليس لك بأخ».
رواه النسائي (٣٤٨٥) عن إسحاق بن إبراهيم، أنبأنا جرير، عن منصور، عن مجاهد، عن يوسف بن الزبير مولى لهم، عن عبد الله بن الزبير فذكره.
ويوسف بن الزبير المكي المدني الأسدي مولى آل الزبير قال ابن جرير: «مجهول، لا يحتج به» وذكره ابن حبان في «الثقات» وقال الحافظ في التقريب: «مقبول» أي عند المتابعة وإلا فليِّنُ الحديث. وإني لم أقف على متابعته.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب
- 1 رجل وجد مع امرأته رجلاً أيقتله فتقتلونه
- 2 من وجد مع امرأته رجلاً فليتلاعنا
- 3 من وجد مع امرأته رجلاً فتكلم جلدتموه أو قتل قتلتموه
- 4 البينة أو حد في ظهرك
- 5 أول لعان في الإسلام بين هلال بن أمية وامرأته
- 6 أبصروها فإن جاءت به أبيض سبطًا قضيئ العينين
- 7 من رأى مع امرأته رجلاً أيقتله فتقتلونه أم كيف يفعل؟
- 8 اللَّاعِنُ وَالْمَلْعُونَةُ لَا يَجْتَمِعَانِ فِي النَّارِ أَبَدًا
- 9 المتلاعنان أيُفَرَّق بينهما؟
- 10 فرق النبي بين أخوي بني العجلان وقال الله يعلم أن...
- 11 إنها موجبة عند الخامسة في المتلاعنين
- 12 لا مال لك إن صدقت عليها أو كذبت
- 13 اللهم بين في قصة المتلاعنين
- 14 من وجد مع امرأته رجلاً أيقتله؟
- 15 أمسك المرأة عندك حتى تلد
- 16 فرق رسول الله ﷺ بين أخوي العجْلان
- 17 ثلاث تطليقات عند رسول الله ﷺ فأنفذها
- 18 اللاعن بين عويمر وبين امرأته
- 19 فرق رسول الله بين المتلاعنين وألحق الولد بالأم
- 20 من أنكر ولده وهو يدعى إليه
- 21 سبب نزول آية الملاعنة
- 22 ولدت امرأتي غلامًا أسود
- 23 لا يجوز لرجل أن ينتفي من ولد وُلِدَ على فراشه
- 24 اختصم سعد بن أبي وقاص وعبد بن زمعة في غلام
- 25 ولدت امرأتي غلامًا أسود وإنا لم يكن فينا أسود قط
- 26 معنى الولد للفراش وللعاهر الحجر
- 27 الولد للفراش وللعاهر الحجر
- 28 قضى رسول الله ﷺ بالولد للفراش
- 29 لا دعوة في الإسلام، ذهب أمر الجاهلية
- 30 الولد للفراش
- 31 ادعاء نسب لا يعرفه أو جحده وإن دق
- 32 أيما امرأة أدخلت على قوم من ليس منهم
- 33 من انتفى من ولده ليفضحه في الدنيا فضحه الله يوم...
معلومات عن حديث: اختصم سعد بن أبي وقاص وعبد بن زمعة في غلام
📜 حديث: اختصم سعد بن أبي وقاص وعبد بن زمعة في غلام
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: اختصم سعد بن أبي وقاص وعبد بن زمعة في غلام
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: اختصم سعد بن أبي وقاص وعبد بن زمعة في غلام
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: اختصم سعد بن أبي وقاص وعبد بن زمعة في غلام
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








