حديث: الولد للفراش

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب إلحاق الولد بالفراش إذا لم ينفِه صاحبُه

عن أبي أمامة الباهلي يقول: سمعت رسول الله ﷺ يقول في خطبة عام حجة الواداع: «الولد للفراش وللعاهر الحجر».

حسن: رواه الترمذي (٢١٢٠) وأبو داود (٣٥٦٥) وابن ماجه (٢٠٠٧) وأحمد (٢٢٢٩٤) كلهم من حديث إسماعيل بن عياش قال: حدثنا شُرحيل بن مسلم قال: سمعت أبا أمامة الباهلي فذكر الحديث في سياق طويل وفيه هذا الجزء، إلا أن أبا داود لم يذكره.

عن أبي أمامة الباهلي يقول: سمعت رسول الله ﷺ يقول في خطبة عام حجة الواداع: «الولد للفراش وللعاهر الحجر».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه:

نص الحديث:


عن أبي أمامة الباهلي يقول: سمعت رسول الله ﷺ يقول في خطبة عام حجة الوداع: «الولد للفراش وللعاهر الحجر».

شرح المفردات:


● الولد: المقصود هنا النسب والحقوق المترتبة عليه.
● للفراش: أي للزوج صاحب الفراش (الزوجية الشرعية).
● العاهر: الزاني أو من ليس له فراش شرعي.
● الحجر: الحجارة أو الحرمان من النسب، ويراد به الحرمان من الولد وعدم انتسابه له.

شرح الحديث:


هذا الحديث العظيم أعلنه النبي ﷺ في حجة الوداع، وهي مناسبة عظيمة اجتمع فيها المسلمون من كل مكان، مما يدل على أهمية هذا الحكم وعمومه.
معنى الحديث أن الولد يلحق بصاحب الفراش الشرعي (الزوج) وينسب إليه، ولو كان هناك شك في كون الولد منه، وذلك حفظًا للأنساب وصونًا للأعراض. أما الزاني (العاهر) فلا حق له في الولد ولا ينتسب إليه، بل هو محروم منه، وكأنه لا شيء له سوى الحجارة (أي لا شيء يُذكر).

الدروس المستفادة:


1- حماية الأنساب: الإسلام يحفظ الأنساب ويصونها من الاختلاط، وهذا من مقاصد الشريعة العظيمة.
2- إلحاق الولد بالزوج: إذا كان هناك فراش شرعي (زواج صحيح) فإن الولد يلحق بالزوج وينسب إليه، ولو كان هناك ريبة أو شك، وذلك دفعًا للفساد وسترًا للعورات.
3- حرمان الزاني من النسب: الزاني لا حق له في الولد ولا ينتسب إليه، وهذا عقاب له على جريمته وزجره عن الفاحشة.
4- العدل والإنصاف: هذا الحكم فيه عدل بين الأطراف، حيث يحفظ حق الزوج والولد، ويحرم الجاني من أي حق.

معلومات إضافية:


- هذا الحديث أصل عظيم من أصول النسب في الفقه الإسلامي، وقد أجمع عليه العلماء.
- المقصود بالفراش هو الزوجية الشرعية، فإذا ادعى رجل أن الولد منه وكانت المرأة تحت زوج، فإن الولد للزوج ولا يُنسب إلى المدعي.
- الحديث يدل على تحريم الزنا وتحذير الناس من عواقبه الوخيمة، حيث يحرم الزاني من نسب ولده لو حصلت زنا.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يبصرنا بشرعه، وأن يحفظنا من الفواحش ما ظهر منها وما بطن.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذي (٢١٢٠) وأبو داود (٣٥٦٥) وابن ماجه (٢٠٠٧) وأحمد (٢٢٢٩٤) كلهم من حديث إسماعيل بن عياش قال: حدثنا شُرحيل بن مسلم قال: سمعت أبا أمامة الباهلي فذكر الحديث في سياق طويل وفيه هذا الجزء، إلا أن أبا داود لم يذكره.
وإسناده حسن من أجل الكلام في إسماعيل بن عياش فإنَّ روايته عن أهل الشام أعدل وأصح، وهذا منها.
وفي الباب ما رُوي من قصة رباح، قال: زوّجني أهلي أمةً لهم روميَّةً. فوقعتُ عليها، فولدتْ غلامًا أسودَ مثلي، فسمّيتُه عبد الله، ثم وقعت عليها فولدت غلامًا أسود مثلي فسمّيتُه عبد الله، ثم طبنَ لها غلامٌ لأهلي رومي، يقال له: يُوحنَّه فراطَنها بلسانه. فولدتْ غلامًا كأنه وزغة من الوزغات. فقلت لها: ما هذا؟ فقالت: هذا ليُوحنَّه. فرفعنا إلى عثمان قال: فسألهما، فاعترفا، فقال لهما: أترضيان أن أقضي بينكما بقضاء رسول الله ﷺ؟ إنَّ رسول الله ﷺ قضى أن الولد للفراش. وأحسبه قال: فجلدها وجلده، وكانا مملوكين.
رواه أبو داود (٢٢٧٥) وأحمد (٤١٦) والبخاري في التاريخ الكبير (٣/ ٣١٥) كلهم من حديث مهدي بن ميمون، حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب، عن الحسن بن سعد مولى الحسن بن علي، عن رباح فذكره.
وإسناده ضعيف من أجل رباح فإنه «مستور» ترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٣/ ٤٨٨) فقال: كوفي روى عن عثمان بن عفان. وروى عنه الحسن بن سعد. سمعت أبي يقول ذلك.
وكذا ذكره أيضا المزي في «تهذيب الكمال». وقال: «ذكره ابن حبان في الثقات». وزاد ابن حجر في تهذيبه: «وبقية كلامه: لا أدري من هو، ولا ابن من هو؟».
وهذا وهمٌ من ابن حجر، فإن الذي قال فيه ابن حبان في «الثقات» (٨/ ٢٤٢) «رباح شيخ يروي عن ابن المبارك، عداده في أهل الكوفة. روى عنه إبراهيم بن موسى الفراء، لست أعرفه، ولا أباه، إن لم يكن رباح بن خالد فلا أدري من هو؟» فهذا رجل آخر متأخر عن رباح المترجم عندنا. فلعل الذي قصد به المزي سقط من نسخة ابن حبان، أو هو أيضا وهم كما وهم ابن حجر.
وعلى كل حال فرباح هذا لا يزال في عداد المستورين.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب

معلومات عن حديث: الولد للفراش

  • 📜 حديث: الولد للفراش

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الولد للفراش

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الولد للفراش

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الولد للفراش

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب