حديث: رب مبلغ أوعى من سامع

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قتل النفس بغير حق من أكبر الكبائر

عن أبي بكرة، قال: خطبنا النبي ﷺ يوم النحر، فذكر الحديث وفي آخره: قال: «اللهم اشهد، فليبلغ الشاهد الغائب، فرب مبلغ أوعى من سامع، فلا ترجعوا بعدي كفارًا، يضرب بعضكم رقاب بعض».

متفق عليه: رواه البخاري في الحج (١٧٤١) ومسلم في القسامة (٣١: ١٦٧٩) كلاهما من طريق أبي عامر عبد الملك بن عمر، حدثنا قرة بن خالد، حدثنا محمد بن سيرين، أخبرني عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبي بكرة، فذكره.

عن أبي بكرة، قال: خطبنا النبي ﷺ يوم النحر، فذكر الحديث وفي آخره: قال: «اللهم اشهد، فليبلغ الشاهد الغائب، فرب مبلغ أوعى من سامع، فلا ترجعوا بعدي كفارًا، يضرب بعضكم رقاب بعض».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
فحديث أبي بكرة رضي الله عنه من الأحاديث العظيمة التي تضمنت وصية جامعة من النبي ﷺ لأمته، وقد ورد في الصحيحين وغيرهما. وإليك الشرح المفصل له:

الحديث بنصه الكامل:


عن أبي بكرة نفيع بن الحارث رضي الله عنه قال: خطبنا النبي ﷺ يوم النحر (أي يوم عيد الأضحى) فقال: «أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟» قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، قَالَ: «أَلَيْسَ يَوْمَ النَّحْرِ؟» قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: «أَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟» قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، فَقَالَ: «أَلَيْسَ ذُو الْحِجَّةِ؟» قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: «أَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟» قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، قَالَ: «أَلَيْسَتْ بِالْبَلْدَةِ؟» قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: «فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ بَيْنَكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ، فَإِنَّ الشَّاهِدَ عَسَى أَنْ يُبَلِّغَ مَنْ هُوَ أَوْعَى لَهُ مِنْهُ». ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ اشْهَدْ، فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ، فَرُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ، فَلَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ».

1. شرح المفردات:


● يوم النحر: هو يوم عيد الأضحى (العاشر من ذي الحجة).
● البلدة: يقصد بها مكة المكرمة.
● حرمة: حرمة وعدم جواز انتهاكها.
● أوعى: أكثر فهماً ووعياً وحفظاً.
● كفاراً: هنا لا تعني الكفر بالله، بل الكفر بالنعمة أو الردة عن الدين أو التكفير بغير حق، والمراد التحذير من القتال بين المسلمين.
● يضرب بعضكم رقاب بعض: أي يقتل بعضكم بعضاً.

2. شرح الحديث:


بدأ النبي ﷺ خطبته في يوم عيد الأضحى بأسئلة استنكارية ليجذب انتباه الصحابة ويؤكد على عظمة الزمان (يوم النحر وشهر ذي الحجة) والمكان (مكة المكرمة). ثم بين أن حرمة دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم كحرمة هذا اليوم وهذا الشهر وهذا البلد، أي أنها عظيمة لا يجوز انتهاكها.
ثم طلب ﷺ من الحاضرين أن يبلغوا الغائبين، لأن البلاغ قد يصل إلى من هو أكثر فهماً ووعياً ممن سمعه مباشرة. واستشهد بالله على هذا البلاغ تأكيداً لأهميته.
ثم ختم ﷺ بتحذير شديد من الرجوع بعد موته إلى حال الكفر، وذلك بقتال بعضهم بعضاً، مما يؤدي إلى سفك الدماء وهلاك الأمة.

3. الدروس المستفادة:


● عظمة حرمة الدماء والأموال والأعراض: فالمسلم أخو المسلم، لا يحل دمه ولا ماله ولا عرضه.
● أهمية البلاغ والتعليم: فالدعوة وتبليغ العلم من أعظم الواجبات، وقد ينتفع بالعلم من بلغه أكثر ممن سمعه.
● التحذير من الفتنة والقتال بين المسلمين: فإن من أعظم الكبائر القتل بغير حق، والفتنة التي تؤدي إلى التقاتل.
● التأكيد على وحدة الأمة: ووجوب المحافظة على كيانها وعدم التفرق والاختلاف.
● الحكمة في التعليم: باستخدام الأسئلة والتكرار لتثبيت المعلومة.

4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من جوامع كلم النبي ﷺ، فقد جمع فيه أصولاً عظيمة من أصول الدين.
- فيه دليل على أن الخطبة في الأعياد سنة، وأنها تلقى بحضرة الجماعة.
- الحديث يدل على تحريم الردة بعد الإسلام، لأن القتال على الدين من موجبات الكفر.
- يستفاد منه وجوب إنكار المنكر والتحذير من الفتن، وأن من لم يحضر العلم قد يكون أوعى ممن حضر إذا بلغه.
نسأل الله أن يجعلنا من الواعين لهذا الدين، الحافظين لحرمات المسلمين، وأن يحفظ بلاد المسلمين من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الحج (١٧٤١) ومسلم في القسامة (٣١: ١٦٧٩) كلاهما من طريق أبي عامر عبد الملك بن عمر، حدثنا قرة بن خالد، حدثنا محمد بن سيرين، أخبرني عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبي بكرة، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 35 من أصل 140 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: رب مبلغ أوعى من سامع

  • 📜 حديث: رب مبلغ أوعى من سامع

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: رب مبلغ أوعى من سامع

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: رب مبلغ أوعى من سامع

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: رب مبلغ أوعى من سامع

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب