حديث: من قتل لتكون العزة لله أو لغير الله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الترهيب من قتل المؤمن

عن عبد الله بن مسعود، عن النبي ﷺ قال: «يجيء الرجل آخذًا بيد الرجل، فيقول: يا رب! هذا قتلني، فيقول الله له: لم قتلته؟ فيقول: قتلته لتكون العزة لك. فيقول: فإنها لي، ويجيء الرجل آخذًا بيد الرجل فيقول: إن هذا قتلني. فيقول الله له: لم قتلته؟ فيقول: لتكون العزة لفلان. فيقول: إنها ليست لفلان فيبوء بإثمه».

صحيح: رواه النسائي (٣٩٩٧) والبيهقي (٨/ ١٩١) كلاهما من حديث معتمر، عن أبيه، عن الأعمش، عن شقيق بن سلمة، عن عمرو بن شرحبيل، عن عبد الله بن مسعود فذكره.

عن عبد الله بن مسعود، عن النبي ﷺ قال: «يجيء الرجل آخذًا بيد الرجل، فيقول: يا رب! هذا قتلني، فيقول الله له: لم قتلته؟ فيقول: قتلته لتكون العزة لك. فيقول: فإنها لي، ويجيء الرجل آخذًا بيد الرجل فيقول: إن هذا قتلني. فيقول الله له: لم قتلته؟ فيقول: لتكون العزة لفلان. فيقول: إنها ليست لفلان فيبوء بإثمه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الشريف:
عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يَجِيءُ الرَّجُلُ آخِذًا بِيدِ الرَّجُلِ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ! هَذَا قَتَلَنِي، فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ: لِمَ قَتَلْتَهُ؟ فَيَقُولُ: قَتَلْتُهُ لِتَكُونَ الْعِزَّةُ لَكَ. فَيَقُولُ: فَإِنَّهَا لِي، وَيَجِيءُ الرَّجُلُ آخِذًا بِيدِ الرَّجُلِ فَيَقُولُ: إِنَّ هَذَا قَتَلَنِي. فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ: لِمَ قَتَلْتَهُ؟ فَيَقُولُ: لِتَكُونَ الْعِزَّةُ لِفُلَانٍ. فَيَقُولُ: إِنَّهَا لَيْسَتْ لِفُلَانٍ فَيَبُوءُ بِإِثْمِهِ».


1. شرح المفردات:


● يَجِيءُ: يأتي.
● آخِذًا بِيدِ الرَّجُلِ: أي يجيء القاتل ومعه المقتول، وهو يمسك بيده، ليحاجه ويشهد عليه بين يدي الله يوم القيامة.
● لِتَكُونَ الْعِزَّةُ لَكَ: أي قتلته دفعاً عن دينك، ونصرةً لك، وإعلاءً لكلمتك.
● فَإِنَّهَا لِي: أي العزة الحقيقية هي لي وحدي، وأنا أهلها، وقد قبلت قتلك له بنية صادقة.
● لِتَكُونَ الْعِزَّةُ لِفُلَانٍ: أي قتله دفاعاً عن زعيم، أو قبيلة، أو حزب، أو مذهب، أو أي شيء آخر غير الله تعالى.
● فَيَبُوءُ بِإِثْمِهِ: أي يتحمل وزر جريمته ويدخل النار به. والبُوء: الحمل والتحمل.


2. شرح الحديث:


يصور لنا النبي صلى الله عليه وسلم مشهداً عظيماً من مشاهد يوم القيامة، حيث يقف الخلائق بين يدي الله تعالى للحساب. وفي هذا المشهد، يأتي المقتول آخذاً بيد قاتله، يشكو ظلامته إلى الله، فيقول: يا رب، هذا الرجل هو من قتلني.
فيسأل الله تعالى القاتل سؤالاً للعرض والبيان: "لماذا قتلته؟" فيجيب القاتل.
● الحالة الأولى: أن يقول القاتل: "قتلته لتكون العزة لك"، أي أن نيته كانت خالصة لله، يريد أن يكون الدين كله لله، وأن تكون كلمة الله هي العليا. فيقبل الله منه ذلك، ويقول: "فإنها لي"، أي أن العزة الحقيقية هي لي وحدي، وقد قبلت قصدك ونيتك الصادقة، فينجو من عقوبة القتل.
● الحالة الثانية: أن يقول القاتل: "قتلته لتكون العزة لفلان"، أي أنه قتله دفاعاً عن عصبية جاهلية، أو حمية قبلية، أو تعصباً لحزب أو جماعة أو ملك أو أي شيء من أمور الدنيا، لم يُرد بها وجه الله. فيرفض الله تعالى ذلك، ويقول: "إنها ليست لفلان"، أي أن العزة لا تكون لأحد سوى الله، فمن قتل لغير الله فقد أشرك في نيته. وعندها "يَبُوءُ بِإِثْمِهِ"، أي يتحمل إثم القتل كاملاً ويبوء به في النار.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- الإخلاص شرط لقبول العمل: الحديث يوضح أن الأعمال لا تقبل إلا بالإخلاص لله تعالى. فالقصاص العادل في القتال والجهاد مشروع، ولكن قبوله عند الله مرتبط بنية صاحبه، هل كانت لله وحده أم لغيره.
2- تحريم القتل والتعصب للعصبيات: يحذر الحديث من القتل بدافع العصبية للقبيلة، أو الحزب، أو الوطن، أو غير ذلك من روابط الجاهلية. فمن قتل لغير الله فهو في النار.
3- عظمة يوم القيامة: يبين الحديث جانباً من عدل الله تعالى، حيث يقف القاتل والمقتول بين يديه ليحكم بينهما بالحق.
4- أن العزة لله جميعاً: يؤكد الحديث أن مصدر العزة الحقيقية هو الله تعالى، فمن أراد العزة فليطلبها بطاعة الله، لا بمعصيته والقتل في سبيل غيره. قال تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا} [فاطر: 10].
5- خطورة القتل: الحديث يذكر بعقوبة القتل العظيمة، وأنها لا تُغتفر إلا بنية صادقة لله في حالات القتال المشروع (كالجهاد في سبيل الله)، وإلا فإنها من الكبائر.


4. معلومات إضافية:


● مصدر الحديث: رواه الإمام مسلم في صحيحه، والإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح.
● القتال في الإسلام: القتال في الإسلام ليس هدفه توسيع النفوذ أو تحقيق مصالح دنيوية، بل إنما شرع لإعلاء كلمة الله ودفع العدوان عن المستضعفين.
● التعصب: يحذر الإسلام من كل أنواع التعصب (للقبيلة، اللون، الجنس، الحزب...) ويجعل التقوى هي معيار التفاضل الوحيد بين الناس.
نسأل الله أن يخلص نياتنا، ويحفظ دماء المسلمين، وأن يجعلنا ممن يقاتلون في سبيله لإعلاء كلمته.
والله تعالى أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي (٣٩٩٧) والبيهقي (٨/ ١٩١) كلاهما من حديث معتمر، عن أبيه، عن الأعمش، عن شقيق بن سلمة، عن عمرو بن شرحبيل، عن عبد الله بن مسعود فذكره. وإسناده صحيح.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 21 من أصل 140 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من قتل لتكون العزة لله أو لغير الله

  • 📜 حديث: من قتل لتكون العزة لله أو لغير الله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من قتل لتكون العزة لله أو لغير الله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من قتل لتكون العزة لله أو لغير الله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من قتل لتكون العزة لله أو لغير الله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب