حديث: من قتل لتكون العزة لله أو لغير الله
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب الترهيب من قتل المؤمن
صحيح: رواه النسائي (٣٩٩٧) والبيهقي (٨/ ١٩١) كلاهما من حديث معتمر، عن أبيه، عن الأعمش، عن شقيق بن سلمة، عن عمرو بن شرحبيل، عن عبد الله بن مسعود فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الشريف:
عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يَجِيءُ الرَّجُلُ آخِذًا بِيدِ الرَّجُلِ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ! هَذَا قَتَلَنِي، فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ: لِمَ قَتَلْتَهُ؟ فَيَقُولُ: قَتَلْتُهُ لِتَكُونَ الْعِزَّةُ لَكَ. فَيَقُولُ: فَإِنَّهَا لِي، وَيَجِيءُ الرَّجُلُ آخِذًا بِيدِ الرَّجُلِ فَيَقُولُ: إِنَّ هَذَا قَتَلَنِي. فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ: لِمَ قَتَلْتَهُ؟ فَيَقُولُ: لِتَكُونَ الْعِزَّةُ لِفُلَانٍ. فَيَقُولُ: إِنَّهَا لَيْسَتْ لِفُلَانٍ فَيَبُوءُ بِإِثْمِهِ».
1. شرح المفردات:
● يَجِيءُ: يأتي.
● آخِذًا بِيدِ الرَّجُلِ: أي يجيء القاتل ومعه المقتول، وهو يمسك بيده، ليحاجه ويشهد عليه بين يدي الله يوم القيامة.
● لِتَكُونَ الْعِزَّةُ لَكَ: أي قتلته دفعاً عن دينك، ونصرةً لك، وإعلاءً لكلمتك.
● فَإِنَّهَا لِي: أي العزة الحقيقية هي لي وحدي، وأنا أهلها، وقد قبلت قتلك له بنية صادقة.
● لِتَكُونَ الْعِزَّةُ لِفُلَانٍ: أي قتله دفاعاً عن زعيم، أو قبيلة، أو حزب، أو مذهب، أو أي شيء آخر غير الله تعالى.
● فَيَبُوءُ بِإِثْمِهِ: أي يتحمل وزر جريمته ويدخل النار به. والبُوء: الحمل والتحمل.
2. شرح الحديث:
يصور لنا النبي صلى الله عليه وسلم مشهداً عظيماً من مشاهد يوم القيامة، حيث يقف الخلائق بين يدي الله تعالى للحساب. وفي هذا المشهد، يأتي المقتول آخذاً بيد قاتله، يشكو ظلامته إلى الله، فيقول: يا رب، هذا الرجل هو من قتلني.
فيسأل الله تعالى القاتل سؤالاً للعرض والبيان: "لماذا قتلته؟" فيجيب القاتل.
● الحالة الأولى: أن يقول القاتل: "قتلته لتكون العزة لك"، أي أن نيته كانت خالصة لله، يريد أن يكون الدين كله لله، وأن تكون كلمة الله هي العليا. فيقبل الله منه ذلك، ويقول: "فإنها لي"، أي أن العزة الحقيقية هي لي وحدي، وقد قبلت قصدك ونيتك الصادقة، فينجو من عقوبة القتل.
● الحالة الثانية: أن يقول القاتل: "قتلته لتكون العزة لفلان"، أي أنه قتله دفاعاً عن عصبية جاهلية، أو حمية قبلية، أو تعصباً لحزب أو جماعة أو ملك أو أي شيء من أمور الدنيا، لم يُرد بها وجه الله. فيرفض الله تعالى ذلك، ويقول: "إنها ليست لفلان"، أي أن العزة لا تكون لأحد سوى الله، فمن قتل لغير الله فقد أشرك في نيته. وعندها "يَبُوءُ بِإِثْمِهِ"، أي يتحمل إثم القتل كاملاً ويبوء به في النار.
3. الدروس المستفادة والعبر:
1- الإخلاص شرط لقبول العمل: الحديث يوضح أن الأعمال لا تقبل إلا بالإخلاص لله تعالى. فالقصاص العادل في القتال والجهاد مشروع، ولكن قبوله عند الله مرتبط بنية صاحبه، هل كانت لله وحده أم لغيره.
2- تحريم القتل والتعصب للعصبيات: يحذر الحديث من القتل بدافع العصبية للقبيلة، أو الحزب، أو الوطن، أو غير ذلك من روابط الجاهلية. فمن قتل لغير الله فهو في النار.
3- عظمة يوم القيامة: يبين الحديث جانباً من عدل الله تعالى، حيث يقف القاتل والمقتول بين يديه ليحكم بينهما بالحق.
4- أن العزة لله جميعاً: يؤكد الحديث أن مصدر العزة الحقيقية هو الله تعالى، فمن أراد العزة فليطلبها بطاعة الله، لا بمعصيته والقتل في سبيل غيره. قال تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا} [فاطر: 10].
5- خطورة القتل: الحديث يذكر بعقوبة القتل العظيمة، وأنها لا تُغتفر إلا بنية صادقة لله في حالات القتال المشروع (كالجهاد في سبيل الله)، وإلا فإنها من الكبائر.
4. معلومات إضافية:
● مصدر الحديث: رواه الإمام مسلم في صحيحه، والإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح.
● القتال في الإسلام: القتال في الإسلام ليس هدفه توسيع النفوذ أو تحقيق مصالح دنيوية، بل إنما شرع لإعلاء كلمة الله ودفع العدوان عن المستضعفين.
● التعصب: يحذر الإسلام من كل أنواع التعصب (للقبيلة، اللون، الجنس، الحزب...) ويجعل التقوى هي معيار التفاضل الوحيد بين الناس.
نسأل الله أن يخلص نياتنا، ويحفظ دماء المسلمين، وأن يجعلنا ممن يقاتلون في سبيله لإعلاء كلمته.
والله تعالى أعلم.
تخريج الحديث
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 21 من أصل 140 حديثاً له شرح
- 1 لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا...
- 2 كفر بعد إسلام، أو زنا بعد إحصان، أو قتل نفس...
- 3 لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث
- 4 من قال لا إله إلا الله تعوذا من القتل لا...
- 5 أليس يشهد أن لا إله إلا الله ويصلي
- 6 ما بال هذا؟
- 7 عن ابن عباس في تفسير قتل النفس التي حرم الله
- 8 وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ
- 9 قتل مؤمن متعمدًا جزاؤه جهنم خالدًا فيها
- 10 إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا
- 11 لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب...
- 12 أكبر الكبائر الإشراك بالله وقتل النفس وعقوق الوالدين
- 13 من جاء يعبد الله لا يشرك به شيئًا فله الجنة
- 14 فما بال المقتول؟ قال: «إنه كان حريصا على قتل صاحبه»
- 15 من أمن رجلًا على دمه فقتله يحمل لواء غدر يوم...
- 16 من قتل مؤمنا متعمدًا لم يقبل الله منه صرفًا ولا...
- 17 من مات كافرًا أو قتل مؤمنًا متعمدًا
- 18 من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة.
- 19 تحريم الاقتتال بين المسلين
- 20 قتال المسلم كفر، وسبابه فسق
- 21 من قتل لتكون العزة لله أو لغير الله
- 22 المقتول يأتي يوم القيامة بقاتله فيقول: يا رب سل هذا...
- 23 المقتول متعلقا بالقاتل يقول: يا رب سل هذا فيم قتلني
- 24 قتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا
- 25 لا تقتل نفس ظلما، إلا كان على ابن آدم الأول...
- 26 أول ما يقضى بين الناس في الدماء
- 27 أن تدعو لله ندًا وهو خلقك
- 28 عقوق الأمهات ووأد البنات ومنع وهات
- 29 اجتنبوا السبع الموبقات
- 30 أكبر الكبائر: قول الزور أو قال: وشهادة الزور
- 31 ملحد في الحرم ومبتغ في الإسلام سنة الجاهلية
- 32 النهي عن سب المسلمين
- 33 استنصت الناس لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض
- 34 ويلكم أو ويحكم لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب...
- 35 رب مبلغ أوعى من سامع
- 36 فليبلغ الشاهد الغائب، لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب...
- 37 فمن قالها فقد عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه، وحسابه...
- 38 أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله
- 39 أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا...
- 40 حرم ماله ودمه وحسابه على الله
- 41 لا تقتله فإن قتلته فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله
- 42 أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله
- 43 من قتل نفسًا معاهدًا لم يرح رائحة الجنة
- 44 من قتل نفسًا معاهدة فلا يرح رائحة الجنة
- 45 من قتل معاهدا في غير كنهه حرم الله عليه الجنة
- 46 من قتل رجلا لهم عهد لم يرح رائحة الجنة
- 47 حرمة دم المستأمن
- 48 إنه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة
- 49 من رمى مؤمنا بكفر فهو كقتله
- 50 من جزع من جرح فقطع يده فمات حرمت عليه الجنة
معلومات عن حديث: من قتل لتكون العزة لله أو لغير الله
📜 حديث: من قتل لتكون العزة لله أو لغير الله
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من قتل لتكون العزة لله أو لغير الله
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من قتل لتكون العزة لله أو لغير الله
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من قتل لتكون العزة لله أو لغير الله
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








