حديث: فما بال المقتول؟ قال: «إنه كان حريصا على قتل صاحبه»

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الترهيب من قتل المؤمن

عن الأحنف بن قيس قال: ذهبت لأنصر هذا الرجل فلقيني أبو بكرة فقال: أين تريد؟ قلت: أنصر هذا الرجل. قال: أرجع، فإني سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار، فقلت: يا رسول الله! هذا القاتل، فما بال المقتول؟ قال: «إنه كان حريصًا على قتل صاحبه».

متفق عليه: رواه البخاري في الإيمان (٣١) ومسلم في الفتن (٢٨٨٨) كلاهما من حديث حماد بن زيد، حدثنا أيوب ويونس، عن الحسن، عن الأحنف بن قيس فذكره.

عن الأحنف بن قيس قال: ذهبت لأنصر هذا الرجل فلقيني أبو بكرة فقال: أين تريد؟ قلت: أنصر هذا الرجل. قال: أرجع، فإني سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار، فقلت: يا رسول الله! هذا القاتل، فما بال المقتول؟ قال: «إنه كان حريصًا على قتل صاحبه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم من الأحاديث التي تحذر من الفتنة واقتتال المسلمين، وهو وارد في الصحيحين وغيرهما. وإليك الشرح المفصل له:

أولاً. شرح المفردات:


● الأحنف بن قيس: صحابي جليل، معروف بحلمه وعقله.
● لأنصر هذا الرجل: يقصد الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه في موقعة الجمل.
● أبو بكرة: هو الصحابي الجليل نفيع بن الحارث الثقفي، مولى رسول الله ﷺ.
● بسيفيهما: أي يتقاتلان بالسلاح.
● حريصًا على قتل صاحبه: شديد الرغبة والعزيمة في قتل أخيه المسلم.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبر الصحابي الجليل الأحنف بن قيس أنه همَّ بالخروج لنصرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه في الفتنة التي وقعت بين المسلمين (في موقعة الجمل)، فاعترضه الصحابي أبو بكرة رضي الله عنه ناصحاً له بالرجوع وعدم الخروج للقتال.
واستدل أبو بكرة بحديث سمعه من النبي ﷺ يحذر فيه من قتال المسلم لأخيه المسلم، ويبين أن عاقبة ذلك وخيمة، حيث أن كلاً من القاتل والمقتول في النار. فاستغرب الأحنف هذا الحكم، خاصة على المقتول، فبين له النبي ﷺ أن سبب دخول المقتول النار هو نيته السيئة وشدة حرصه على قتل أخيه المسلم، فاستحق العقاب بنيته الفاسدة даже قبل أن يقتل.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- تحريم قتال المسلم: الحديث أصل عظيم في تحريم قتال المسلم لأخيه المسلم، وأنه من الكبائر التي توعَّد عليها بالنار.
2- خطورة النية الفاسدة: أن الإنسان يُحاسَب على نيته، فالمقتول الذي خرج بنية القتل استحق العقاب بنيته السيئة، حتى لو لم يتحقق قتله.
3- الحكمة من النهي عن الفتنة: الحديث يحذر من الدخول في الفتن والاقتتال بين المسلمين، ويدعو إلى كف الأيدي ودرء الفتنة ما أمكن.
4- فضل أبي بكرة رضي الله عنه: حيث امتثل لأمر النبي ﷺ وامتنع عن القتال في الفتنة، ونصح غيره بذلك.
5- أن القتل في الفتنة ليس كالقتل في غيرها: ففي الفتنة يقتل المسلم أخاه المسلم عن جهل أو تأويل، ومع ذلك فهو وعيد شديد.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدخل في باب النهي عن الفتنة ووجوب السكينة وعدم التعجل في القتال بين المسلمين.
- العلماء استدلوا به على أن القتال في الفتنة ليس من الجهاد في سبيل الله، بل هو من المعاصي الكبيرة.
- الحديث يبين أن الإثم يقع على الطرفين إذا كان القتال بغير حق، وأن كلاً منهما متعدٍّ.
- هذا الحديث من الأحاديث التي تحفظ دماء المسلمين وتنهى عن التهاون في إراقة الدماء.
أسأل الله أن يحفظ بلاد المسلمين من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يجمع كلمتهم على الحق والهدى.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الإيمان (٣١) ومسلم في الفتن (٢٨٨٨) كلاهما من حديث حماد بن زيد، حدثنا أيوب ويونس، عن الحسن، عن الأحنف بن قيس فذكره.
ورواه مسلم من حديث محمد بن جعفر غندر، عن شعبة، عن منصور، عن ربعي بن حراش، عن أبي بكرة عن النبي ﷺ: «إذا المسلمان حمل أحدهما على أخيه السلاح، فهما في حر جهنم،
فإذا قتل أحدهما صاحبه دخلاها جميعا» ولكن قال البخاري (٧٠٨٣) وقال غندر حدثنا شعبة، عن منصور، عن ربعي بن حراش، عن أبي بكرة، عن النبي ﷺ. ولم يرفعه سفيان عن منصور.
يقول النووي رحمه الله تعالى في شرح مسلم: «واعلم أن الدماء التي جرت بين الصحابة، ﵃ ليست بداخلة في هذا الوعيد. ومذهب أهل السنة والحق إحسان الظن بهم، والإمساك عما شجر بينهم، وتأويل قتالهم أنهم مجتهدون».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 14 من أصل 140 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: فما بال المقتول؟ قال: «إنه كان حريصا على قتل صاحبه»

  • 📜 حديث: فما بال المقتول؟ قال: «إنه كان حريصا على قتل صاحبه»

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: فما بال المقتول؟ قال: «إنه كان حريصا على قتل صاحبه»

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: فما بال المقتول؟ قال: «إنه كان حريصا على قتل صاحبه»

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: فما بال المقتول؟ قال: «إنه كان حريصا على قتل صاحبه»

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب