حديث: من قتل مؤمنا متعمدًا لم يقبل الله منه صرفًا ولا عدلًا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الترهيب من قتل المؤمن

عن خالد بن دِهقان قال: كنا في غزوة القسطنطينية بذلقية، فأقبل رجل من أهل فلسطين من أشرافهم وخيارهم، يعرفون ذلك له، يقال له هانئ بن كلثوم بن شريك الكناني، فسلم على عبد الله بن أبي زكريا وكان يعرف له حقه فقال لنا خالد: فحدثنا عبد الله بن أبي زكريا قال: سمعت أم الدرداء تقول: سمعت أبا الدرداء يقول: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «كل ذنب عسى الله أن يغفره، إلا من مات مشركًا، أو من قتل مؤمنا متعمدًا» فقال هانئ بن كلثوم: سمعت محمود بن الربيع يحدث عن عبادة بن الصامت، أنه سمعه يحدث عن رسول الله ﷺ أنه قال: «من قتل مؤمنا فاغتبط بقتله لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلًا» قال لنا خالد: ثم حدثني ابن أبي زكريا،
عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، عن رسول الله ﷺ أنه قال: «لا يزال المؤمن معنقًا صالحًا ما لم يصب دمًا حرامًا، فإذا أصاب دمًا حرامًا بلّح» وحدّث هانئ بن كلثوم، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت، عن رسول الله ﷺ مثله سواء.

صحيح: رواه أبو داود (٤٢٧٠) وصحّحه ابن حبان (٥٩٨٠) والحاكم (٤/ ٣٥١) والبيهقي (٨/ ٢١) وابن أبي عاصم في الديات (٢٩) كلهم من حديث خالد بن دهقان فذكره.

عن خالد بن دِهقان قال: كنا في غزوة القسطنطينية بذلقية، فأقبل رجل من أهل فلسطين من أشرافهم وخيارهم، يعرفون ذلك له، يقال له هانئ بن كلثوم بن شريك الكناني، فسلم على عبد الله بن أبي زكريا وكان يعرف له حقه فقال لنا خالد: فحدثنا عبد الله بن أبي زكريا قال: سمعت أم الدرداء تقول: سمعت أبا الدرداء يقول: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «كل ذنب عسى الله أن يغفره، إلا من مات مشركًا، أو من قتل مؤمنا متعمدًا» فقال هانئ بن كلثوم: سمعت محمود بن الربيع يحدث عن عبادة بن الصامت، أنه سمعه يحدث عن رسول الله ﷺ أنه قال: «من قتل مؤمنا فاغتبط بقتله لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلًا» قال لنا خالد: ثم حدثني ابن أبي زكريا،
عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، عن رسول الله ﷺ أنه قال: «لا يزال المؤمن معنقًا صالحًا ما لم يصب دمًا حرامًا، فإذا أصاب دمًا حرامًا بلّح» وحدّث هانئ بن كلثوم، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت، عن رسول الله ﷺ مثله سواء.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن الحديث الذي طلبتم شرحه حديث عظيم، يجمع بين طياته تحذيرًا شديدًا من أمرين عظيمين هما الشرك بالله وقتل المؤمن المتعمد، وهما من الكبائر التي توعد الله ورسوله عليها بأشد الوعيد.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● عسى الله أن يغفره: "عسى" من الله واجبة، أي أن الله تعالى يغفر كل ذنب إلا ما استثناه.
● مشركًا: أي مات على الكفر وعدم الإيمان بالله وحده.
● متعمدًا: القصد والعمد في القتل دون خطأ أو شبهة.
● فاغتبط بقتله: أي فرح وتهلل بفعله ذلك واعتقد أنه على صواب.
● صرفًا ولا عدلًا: "الصرف" هي النافلة من الأعمال، و"العدل" هي الفريضة، أي لا يقبل الله منه فرضًا ولا نفلًا.
● معنقًا صالحًا: "معنقًا" أي ساعيًا في الخير مسرعًا فيه، و"صالحًا" أي مستقيمًا على الطاعة.
● بلّح: أي فسد وأصابه الهلاك والدمار، وشابه في ذلك الشجرة إذا يبس ثمرها وتلف.

ثانيًا. شرح الحديث:


يحتوي هذا الأثر على عدة أحاديث نبوية شريفة تتعلق بخطورة القتل العمد للمؤمن والشرك بالله:
1- الحديث الأول: عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال:
«كل ذنب عسى الله أن يغفره، إلا من مات مشركًا، أو من قتل مؤمنا متعمدًا»
هذا الحديث يبين أن مغفرة الله تعالى واسعة تشمل كل الذنوب إلا ذنبين عظيمين:
● الشرك بالله: وهو أعظم الذنوب على الإطلاق، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48].
● قتل المؤمن متعمدًا: وهو من الكبائر التي توعد الله عليها بالنار، قال تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا} [النساء: 93].
2- الحديث الثاني: عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال:
«من قتل مؤمنا فاغتبط بقتله لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا»
هذا أشد وعيدًا، حيث أن القاتل إذا فرح بقتله ولم يتب منه، فإن الله لا يقبل منه أي عمل صالح، لا فرضًا ولا نفلًا، لأن توبته مشروطة بالندم والإقلاع، والفرح بالمعصية دليل على عدم الندم.
3- الحديث الثالث: عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال:
«لا يزال المؤمن معنقًا صالحًا ما لم يصب دمًا حرامًا، فإذا أصاب دمًا حرامًا بلّح»
هذا يبين أن المؤمن يظل في خيرية واستقامة ما لم يرتكب جريمة القتل، فإذا قتل نفسًا محرمة، فقد أفسد دينه وحبط عمله، وأصابه الهلاك والدمار في الدنيا والآخرة.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- عظم جريمة القتل: فإنها تهلك صاحبها وتفسد دينه، وتقطعه عن الله تعالى.
2- خطورة الفرح بالمعصية: فإنه يدل على قسوة القلب وعدم المبالاة بحرمات الله.
3- أهمية التوبة النصوح: من ارتكب هذه الجريمة يجب عليه أن يبادر بالتوبة الصادقة والندم والإقلاع، وعليه أن يحاول إرضاء أهل المقتول أو تحمل العقوبة الدنيوية.
4- الشرك أعظم الذنوب: فهو لا يغفر لصاحبه إذا مات عليه.
5- الحث على حفظ النفس: فإن الإسلام قد جعل حرمة الدماء من أعظم الحرمات.

رابعًا. معلومات إضافية:


- رواة هذه الأحاديث من الصحابة الكرام والتابعين الثقات، مما يدل على اهتمام السلف بنشر هذه التحذيرات.
- هذه الأحاديث تتفق مع ما جاء في القرآن الكريم من threats شديد على قتل النفس بغير حق.
- ينبغي للمسلم أن يحذر من مجرد الاقتراب من هذه الجريمة، وأن يعلم أن الله سيحاسبه على كل نفس أزهقها بغير حق.
نسأل الله تعالى أن يحفظ دماء المسلمين، وأن يعيذنا من الشرك والقتل، وأن يتوب على من تاب من عباده. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤٢٧٠) وصحّحه ابن حبان (٥٩٨٠) والحاكم (٤/ ٣٥١) والبيهقي (٨/ ٢١) وابن أبي عاصم في الديات (٢٩) كلهم من حديث خالد بن دهقان فذكره.
واللفظ لأبي داود، واختصره البعض، وإسناده صحيح. وخالد بن دهقان القرشي مولاهم أبو المغيرة الدمشقي ثقة، وثّقه ابن معين والدارمي وأبو زرعة ودحيم وغيرهم. وقال الحاكم: صحيح الإسناد.
وقوله: بلّح: أي بلح الرجل إذا انقطع من الإعياء، فلم يقدر أن يتحرك. وقد أبلحه السير فانقطع فيه، يريد به وقوعه في الهلاك بإصابة الدم الحرام.
قال خالد بن دهقان: سألت يحيى بن يحيى الغسّاني عن قوله: «فاغتبط بقتله» قال: الذين يقاتلون في الفتنة فيقتل أحدهم فيرى أنه على هدى لا يستغفر الله، يعني من ذلك.
ذكره أبو داود (٤٢٧١) وقال: فاغتبط يصب دمه صبًا.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 16 من أصل 140 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من قتل مؤمنا متعمدًا لم يقبل الله منه صرفًا ولا عدلًا

  • 📜 حديث: من قتل مؤمنا متعمدًا لم يقبل الله منه صرفًا ولا عدلًا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من قتل مؤمنا متعمدًا لم يقبل الله منه صرفًا ولا عدلًا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من قتل مؤمنا متعمدًا لم يقبل الله منه صرفًا ولا عدلًا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من قتل مؤمنا متعمدًا لم يقبل الله منه صرفًا ولا عدلًا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب