حديث: من رمى مؤمنا بكفر فهو كقتله
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب غلظ تحريم قتل الإنسان نفسه
متفق عليه: رواه البخاري في الأدب (٦١٠٥) ومسلم في الإيمان (١١٠) كلاهما من حديث أبي قلابة، عن ثابت بن الضحاك، فذكر الحديث، واللفظ للبخاري، ولفظ مسلم مختصرًا، ولم يذكر قوله: «ولعن المؤمن .

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لحديث ثابت بن الضحاك - رضي الله عنه - عن النبي ﷺ، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
نص الحديث:
عن ثابت بن الضحاك، عن النبي ﷺ قال: «مَنْ حَلَفَ بِمِلَّةٍ غَيْرِ الإِسْلاَمِ كَاذِبًا فَهُوَ كَمَا قَالَ، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ عُذِّبَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ، وَلَعَنَ الْمُؤْمِنَ كَقَتْلِهِ، وَمَنْ رَمَى مُؤْمِنًا بِكُفْرٍ فَهُوَ كَقَتْلِهِ».
أولاً. شرح المفردات:
● حلف بملة غير الإسلام: أي أقسم أو تعهد بدين غير دين الإسلام، كمن يقول: "وحق اليهودية" أو "والنصرانية".
● كاذبًا: أي وهو يعلم أنه كاذب في يمينه.
● فهو كما قال: أي فهو في حكمه وحاله مثل ما حلف به، أي كافر مثلهم.
● قتل نفسه: أي انتحر وأزهق روحه بنفسه.
● عذب به: أي يعاقب في النار بنفس الأداة التي قتل بها نفسه.
● لعن المؤمن: أي سبه ودعا عليه بأن يبعده الله من رحمته.
● رمى مؤمنًا بكفر: أي اتهمه أو نَسَبَهُ إلى الكفر وهو بريء منه.
ثانيًا. شرح الحديث:
يحتوي هذا الحديث العظيم على ثلاثة تحذيرات كبرى من الذنوب العظيمة:
1. النهي عن الحلف بغير الله وبملة غير الإسلام:
قوله ﷺ: «مَنْ حَلَفَ بِمِلَّةٍ غَيْرِ الإِسْلاَمِ كَاذِبًا فَهُوَ كَمَا قَالَ»
● المعنى: هذا وعيد شديد لمن يحلف بغير دين الإسلام، كأن يحلف باليهودية أو النصرانية أو غيرها من الملل الكافرة. والمراد بـ "كاذبًا" أي وهو يعلم كذب يمينه. وقوله "فهو كما قال" أي صار حكمه وحاله مثل حال تلك الملة الكافرة التي حلف بها، وهذا تهديد شديد بأن هذا الفعل قد يخرج به من الإسلام، لأنه نوع من التعظيم لما يعظمه الكفار، وموافقة لهم في اعتقادهم.
● الحكم: هذا الفعل من كبائر الذنوب، وقد ذهب بعض العلماء إلى أنه كفر لأنه نوع من الشرك في التعظيم، وقال آخرون: هو حرام وشبهة كفر دون الكفر نفسه، ولكنه على كل حال من أعظم المحرمات.
2. الوعيد الشديد لمن قتل نفسه (الانتحار):
قوله ﷺ: «وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ عُذِّبَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ»
● المعنى: هذا وعيد صريح لمن يقتل نفسه متعمدًا، بأنه يعذب في نار جهنم بنفس الأداة التي قتل بها نفسه. فمن شنق نفسه يعذب بالشنق في النار، ومن طعن نفسه يعذب بالطعن، وهكذا.
● الحكم: الانتحار من كبائر الذنوب وهو حرام بإجماع المسلمين، وفاعله على خطر عظيم، لكنه تحت مشيئة الله -عز وجل- إن شاء غفر له وإن شاء عذبه. وهو لا يخرج الشخص من الإسلام، بل هو مؤمن عاصٍ، لكنه فعل من أفعال الكفار.
3. التحذير من لعن المؤمن واتهامه بالكفر:
قوله ﷺ: «وَلَعَنَ الْمُؤْمِنَ كَقَتْلِهِ، وَمَنْ رَمَى مُؤْمِنًا بِكُفْرٍ فَهُوَ كَقَتْلِهِ»
● المعنى الأول (لعن المؤمن): اللعن هو الطرد والإبعاد من رحمة الله. وقوله "كقتله" أي أن إثم لعن المؤمن وإبعاده من رحمة الله كإثم قتله، وهذا يدل على عظم جرم اللعن.
● المعنى الثاني (الرمي بالكفر): أي من اتهم مؤمنًا بالكفر وهو بريء منه، فإن إثمه كإثم قتله. لأن في هذا اتهامًا للعبد في دينه وعقيدته، وهو من أعظم الأذى.
● الحكم: هذان الفعلان من كبائر الذنوب. فلا يجوز للمسلم أن يلعن أخاه المسلم، ولا أن يتهمه بالكفر بمجرد ظن أو هوى، لأن في ذلك تعديًا على حرماته وتجرؤًا على الله -عز وجل- في الحكم على عباده.
ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:
1- عظم شأن الأيمان: يجب أن لا يحلف المسلم إلا بالله تعالى، والحلف بغير الله شرك أصغر على أقل الأحوال.
2- حرمة النفس: تؤكد على عظم حرمة النفس البشرية التي كرمها الله، فلا يجوز إزهاقها إلا بحق.
3- خطورة اليأس من رحمة الله: الانتحار نتيجة لليأس من روح الله ورحمته، وهو من أعظم الذنوب.
4- الحفاظ على أعراض المسلمين: التحذير من الاعتداء على أعراض المسلمين باللعن أو التكفير بغير حق.
5- العدل والإنصاف: وجوب التثبت وعدم التسرع في الحكم على الآخرين، خاصة في أمور الدين والعقيدة.
رابعًا. معلومات إضافية:
● درجة الحديث: حديث صحيح، رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما.
● السياق: جاء هذا الحديث في معرض التحذير من الذنوب العظيمة التي قد يستخف بها بعض الناس.
● الموقف العملي: على المسلم أن يحفظ لسانه من الحلف بغير الله، وأن يصبر على البلاء ولا ييأس من رحمة الله،
تخريج الحديث
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 49 من أصل 140 حديثاً له شرح
- 24 قتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا
- 25 لا تقتل نفس ظلما، إلا كان على ابن آدم الأول...
- 26 أول ما يقضى بين الناس في الدماء
- 27 أن تدعو لله ندًا وهو خلقك
- 28 عقوق الأمهات ووأد البنات ومنع وهات
- 29 اجتنبوا السبع الموبقات
- 30 أكبر الكبائر: قول الزور أو قال: وشهادة الزور
- 31 ملحد في الحرم ومبتغ في الإسلام سنة الجاهلية
- 32 النهي عن سب المسلمين
- 33 استنصت الناس لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض
- 34 ويلكم أو ويحكم لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب...
- 35 رب مبلغ أوعى من سامع
- 36 فليبلغ الشاهد الغائب، لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب...
- 37 فمن قالها فقد عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه، وحسابه...
- 38 أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله
- 39 أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا...
- 40 حرم ماله ودمه وحسابه على الله
- 41 لا تقتله فإن قتلته فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله
- 42 أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله
- 43 من قتل نفسًا معاهدًا لم يرح رائحة الجنة
- 44 من قتل نفسًا معاهدة فلا يرح رائحة الجنة
- 45 من قتل معاهدا في غير كنهه حرم الله عليه الجنة
- 46 من قتل رجلا لهم عهد لم يرح رائحة الجنة
- 47 حرمة دم المستأمن
- 48 إنه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة
- 49 من رمى مؤمنا بكفر فهو كقتله
- 50 من جزع من جرح فقطع يده فمات حرمت عليه الجنة
- 51 فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم...
- 52 قاتل النفس لا يكفر، ولله وليديه فاغفر
- 53 قتل تسعة وتسعين نفسًا فهل له توبة
- 54 من السائق؟ قالوا: عامر
- 55 من طلب بدم الجاهلية من أهل الإسلام
- 56 من أشد الناس عتوًا رجل ضرب غير ضاربه
- 57 قتل رجل من النضير رجلاً من قريظة
- 58 من أصاب من ذلك شيئا فستره الله عليه إن شاء...
- 59 دم امرئ مسلم لا يحل إلا بإحدى ثلاث
- 60 من تصدق به فهو كفارة له
- 61 من قتل نفسا بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعا
- 62 قتلته دخلت النار
- 63 اعف، فإنك مثله
- 64 ما رفع إلى النبي أمر فيه القصاص إلا أمر بالعفو
- 65 لا يحث في خطبته على الصدقة، وينهى عن المثلة
- 66 عبد أبق نذر إن قدر عليه أن يقطع يده
- 67 قضى بالقصاص في السن
- 68 طلبوا العفو فأبوا، فأتوا النبي ﷺ فأمرهم بالقصاص
- 69 «إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره»
- 70 قتل اليهودي الجارية التي عليها أوضاح بالمدينة
- 71 لا قود إلا بالسيف
- 72 لا يُقتل مسلم بكافر
- 73 المدينة حرام ما بين عائر إلى كذا
معلومات عن حديث: من رمى مؤمنا بكفر فهو كقتله
📜 حديث: من رمى مؤمنا بكفر فهو كقتله
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من رمى مؤمنا بكفر فهو كقتله
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من رمى مؤمنا بكفر فهو كقتله
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من رمى مؤمنا بكفر فهو كقتله
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








