حديث: من أشد الناس عتوًا رجل ضرب غير ضاربه
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب من قتل غير قاتله
حسن: رواه ابن أبي عاصم في الديات (٢٢٨) واللفظ له، وأبو يعلى (٤٤٧٥٧) والدارقطني (٣/ ١٣١) والحاكم (٤/ ٣٤٩) والبيهقي (٨/ ٢٩ - ٣١) كلهم من حديث عبيد الله بن عبد المجيد، نا عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب، قال: سمعت مالك بن محمد بن عبد الرحمن، يحدث عن عمرة، عن عائشة فذكرته في حديث أطول منه.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم يحمل تحذيراً شديداً من ثلاث جرائم كبرى، سأشرحه لكم بفضل الله تعالى وفقاً للخطوات المطلوبة:
أولاً. شرح المفردات:
● عَتْوًا: التمرد والعصيان والاستكبار، وأصله الارتفاع والعلو في الشر.
● ضَرَبَ غَيْرَ ضَارِبِهِ: أي أن يضرب إنساناً بريئاً لم يضربه أو يؤذه.
● قَتَلَ غَيْرَ قَاتِلِهِ: أن يقتل شخصاً لم يكن هو القاتل الحقيقي.
● تَوَلَّى غَيْرَ أَهْلِ نِعْمَتِهِ: أن يوالى ويعادي غير من يستحق الولاء، ويجحد جميل محسنه.
● صَرْفٌ: النوافل والتطوعات من العبادات.
● عَدْلٌ: الفرائض والواجبات.
ثانياً. شرح الحديث:
ذكرت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها وجدت هذا النص مكتوباً على قائم سيف النبي صلى الله عليه وسلم، وهو تحذير من ثلاث جرائم عظيمة:
1- "رجل ضرب غير ضاربه": أي أن يعتدي على بريء لم يقم بأي أذى، فينتقم منه بدلاً من المعتدي الحقيقي. وهذا من الظلم والجور.
2- "ورجل قتل غير قاتله": أن يقتل شخصاً لم يقترف جريمة القتل، إما بدافع الثأر الجاهلي، أو الاتهام الباطل، أو القتل العشوائي.
3- "ورجل تولى غير أهل نعمته": أن يخذل محسنه ويناصر أعداءه، ويجحد الجميل ويقابل الإحسان بالإساءة. وأعظم ذلك أن يعادي الله ورسوله والمؤمنين بعد أن أنعم الله عليه بالإيمان.
ثم جاء الوعيد الشديد: "فمن فعل ذلك فقد كفر بالله ورسوله" أي أتى فعلاً من أفعال الكفر، أو كفر النعمة، وقد يكون كفراً أكبر يخرج من الملة إذا تضمن إنكاراً لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.
"لا يُقبل منه صرف ولا عدل": أي لا تقبل منه نوافل العبادات ولا فرائضها، لفساد نيته واستهانته بحرمات الله. وهذا وعيد شديد على هذه الجرائم.
ثالثاً. الدروس المستفادة:
1. تحريم الظلم والاعتداء على الأبرياء، وأن الإسلام يضمن سلامة الإنسان وعرضه ودمه.
2. تحريم القتل بغير حق، وأن القتل خطره عظيم وعقوبته شديدة.
3. وجوب رد الجميل ومقابلة الإحسان بالإحسان، وخصوصاً في حق الله تعالى ونعمه العظيمة.
4. التحذير من جحود النعم ونكران المعروف، فإنه من صفات الكفار.
5. بيان عظم هذه الجرائم وأنها قد تصل إلى درجة الكفر.
6. أهمية العدل واجتناب الظلم في كل الأحوال.
رابعاً. معلومات إضافية:
- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن ماجه في سننه، وقال الشيخ الألباني: "إسناده صحيح".
- بعض العلماء حمل الوعيد في الحديث على من استحل هذه الأفعال، أو على من فعلها متعمداً معتقداً جوازها.
- القاعدة الشرعية: "لا تزر وازرة وزر أخرى" تؤكد تحريم العقوبة الجماعية والانتقام من الأبرياء.
- الحديث يربي في المسلم الرحمة والعدل والوفاء، ويحذره من الغدر والجحود والظلم.
نسأل الله تعالى أن يجنبنا الظلم والعدوان، وأن يوفقنا للشكر على نعمه، والوفاء بحقوقه وحقوق عباده.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وإسناده حسن من أجل مالك بن محمد بن عبد الرحمن فإنه حسن الحديث. انظر كتاب الفرائض باب أهل الملتين لا يتوارثان.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 56 من أصل 140 حديثاً له شرح
- 31 ملحد في الحرم ومبتغ في الإسلام سنة الجاهلية
- 32 النهي عن سب المسلمين
- 33 استنصت الناس لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض
- 34 ويلكم أو ويحكم لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب...
- 35 رب مبلغ أوعى من سامع
- 36 فليبلغ الشاهد الغائب، لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب...
- 37 فمن قالها فقد عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه، وحسابه...
- 38 أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله
- 39 أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا...
- 40 حرم ماله ودمه وحسابه على الله
- 41 لا تقتله فإن قتلته فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله
- 42 أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله
- 43 من قتل نفسًا معاهدًا لم يرح رائحة الجنة
- 44 من قتل نفسًا معاهدة فلا يرح رائحة الجنة
- 45 من قتل معاهدا في غير كنهه حرم الله عليه الجنة
- 46 من قتل رجلا لهم عهد لم يرح رائحة الجنة
- 47 حرمة دم المستأمن
- 48 إنه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة
- 49 من رمى مؤمنا بكفر فهو كقتله
- 50 من جزع من جرح فقطع يده فمات حرمت عليه الجنة
- 51 فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم...
- 52 قاتل النفس لا يكفر، ولله وليديه فاغفر
- 53 قتل تسعة وتسعين نفسًا فهل له توبة
- 54 من السائق؟ قالوا: عامر
- 55 من طلب بدم الجاهلية من أهل الإسلام
- 56 من أشد الناس عتوًا رجل ضرب غير ضاربه
- 57 قتل رجل من النضير رجلاً من قريظة
- 58 من أصاب من ذلك شيئا فستره الله عليه إن شاء...
- 59 دم امرئ مسلم لا يحل إلا بإحدى ثلاث
- 60 من تصدق به فهو كفارة له
- 61 من قتل نفسا بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعا
- 62 قتلته دخلت النار
- 63 اعف، فإنك مثله
- 64 ما رفع إلى النبي أمر فيه القصاص إلا أمر بالعفو
- 65 لا يحث في خطبته على الصدقة، وينهى عن المثلة
- 66 عبد أبق نذر إن قدر عليه أن يقطع يده
- 67 قضى بالقصاص في السن
- 68 طلبوا العفو فأبوا، فأتوا النبي ﷺ فأمرهم بالقصاص
- 69 «إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره»
- 70 قتل اليهودي الجارية التي عليها أوضاح بالمدينة
- 71 لا قود إلا بالسيف
- 72 لا يُقتل مسلم بكافر
- 73 المدينة حرام ما بين عائر إلى كذا
- 74 من زعم أن عندنا شيئا نقرأه إلا كتاب الله
- 75 المؤمنون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم
- 76 دية الكافر نصف دية المسلم
- 77 لا يتوارث أهل ملتين، ولا تنكح المرأة على عمتها
- 78 من قتل عبده قتلناه
- 79 قتل عبده متعمدًا فجلده النبي مائة ونفاه سنة
- 80 علي بالرجل فطلب فلم يقدر عليه
معلومات عن حديث: من أشد الناس عتوًا رجل ضرب غير ضاربه
📜 حديث: من أشد الناس عتوًا رجل ضرب غير ضاربه
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من أشد الناس عتوًا رجل ضرب غير ضاربه
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من أشد الناس عتوًا رجل ضرب غير ضاربه
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من أشد الناس عتوًا رجل ضرب غير ضاربه
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








