حديث: من طلب بدم الجاهلية من أهل الإسلام

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من قتل غير قاتله

عن أبي شريح قال: قال رسول الله ﷺ: «إن أعتى الناس على الله من قتل غير قاتله، ومن طلب بدم الجاهلية من أهل الإسلام، ومن بصّر عينيه في المنام ما لم تُبصر».

حسن: رواه أحمد (١٦٣٧٨) والطبراني في الكبير (٢٢/ ١٩١) وابن أبي عاصم في الديات (٢٢٥) والدارقطني (٣/ ٩٦) والحاكم (٤/ ٣٤٩) كلهم من حديث عبد الرحمن بن إسحاق، عن الزهري، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي شريح فذكره.

عن أبي شريح قال: قال رسول الله ﷺ: «إن أعتى الناس على الله من قتل غير قاتله، ومن طلب بدم الجاهلية من أهل الإسلام، ومن بصّر عينيه في المنام ما لم تُبصر».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه أبو شريح رضي الله عنه، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة:

نص الحديث:


عن أبي شريح قال: قال رسول الله ﷺ: «إن أعتى الناس على الله من قتل غير قاتله، ومن طلب بدم الجاهلية من أهل الإسلام، ومن بصّر عينيه في المنام ما لم تُبصر».


1. شرح المفردات:


● أعتى الناس: أي أشدهم عتوًا وعصيانًا ومخالفة لأمر الله تعالى.
● قتل غير قاتله: أي قتل شخصًا بريئًا لم يقترف جريمة القتل.
● طلب بدم الجاهلية: المطالبة بالثأر لقتلى الجاهلية وفق عاداتها القبلية.
● بصّر عينيه في المنام ما لم تُبصر: أي ادعى رؤية شيء في المنام لم يره حقيقةً، كذبًا ونفاقًا.


2. شرح الحديث:


يبيّن النبي ﷺ في هذا الحديث ثلاثة أنواع من الأشخاص الذين هم في غاية العصيان والتمرد على شرع الله، وهم:
أولًا: "من قتل غير قاتله"
وهو الذي يقتل شخصًا بريئًا لم يقترف جريمة توجب قتله، أو يقتله بدعوى الثأر لشخص آخر لم يقتله هذا البريء. وهذا من أعظم الظلم والعدوان، وقد حرّم الله القتل بغير حق، فقال تعالى: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا} [النساء:93].
ثانيًا: "من طلب بدم الجاهلية من أهل الإسلام"
أي من يطالب بالثأر لقتلى الجاهلية وفق عاداتها القبلية الباطلة، بعد أن جاء الإسلام وألغى هذه التقاليد وأقام العدل بالقصاص الشرعي. فالإسلام جاء لينقض أحكام الجاهلية وينهى عن التحاكم إليها، قال تعالى: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة:50].
ثالثًا: "من بصّر عينيه في المنام ما لم تُبصر"
وهو الذي يكذب ويختلق رؤى في المنام لم يرها حقيقةً، إما لتحقيق مصلحة دنيوية أو للادعاء بالكرامات أو لنشر الفتنة. وهذا من النفاق والكذب على الله ورسوله، وقد حذّر النبي ﷺ من الكذب في الرؤى كما في الحديث: «من تحلم بحلم لم يره كُلِّف أن يعقد بين شعيرتين ولن يفعل» (رواه البخاري).


3. الدروس المستفادة:


- تحريم القتل بغير حق، وأنه من كبائر الذنوب.
- وجوب التحاكم إلى شرع الله وترك عادات الجاهلية وتقاليدها الباطلة.
- تحريم الكذب في الرؤى والأحلام، وأنه من صفات المنافقين.
- التذكير بشدة عقوبة الله للمعتدين والمتكبرين على شرعه.


4. معلومات إضافية:


- الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حسن.
- "العتو" هو التمرد والعصيان، وأعتى الناس أي أشدهم تمردًا على الله.
- الإسلام جاء لينفي العصبيات القبلية والثأر الجاهلي، ويقيم العدل بالقصاص الشرعي: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ} [البقرة:179].
نسأل الله أن يجنبنا هذه الذنوب العظيمة، وأن يوفقنا لطاعته واتباع سنّة نبيه ﷺ. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٦٣٧٨) والطبراني في الكبير (٢٢/ ١٩١) وابن أبي عاصم في الديات (٢٢٥) والدارقطني (٣/ ٩٦) والحاكم (٤/ ٣٤٩) كلهم من حديث عبد الرحمن بن إسحاق، عن الزهري، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي شريح فذكره.
قال الحاكم: «صحيح الإسناد إلا أن يونس بن عبد رواه عن الزهري بإسناد آخر».
قال الأعظمي: إسناده حسن من أجل عبد الرحمن بن إسحاق بن عبد الله بن الحارث المدني فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث. وقد تابعه يونس بن يزيد رواه أحمد (١٦٣٧٦) مطولا في خطبة يوم الفتح، وابن أبي عاصم في الديات (٢٢٧) والحاكم (٤/ ٣٤٩) والبيهقي (٨/ ٧١) كلهم من طريق يونس بن يزيد، عن الزهري، عن مسلم بن يزيد أحد بني سعد بن بكر أنه سمع أبا شريح الخزاعي فذكر الحديث مطولا ومختصرا.
وجاء فيه: أذن لنا رسول الله ﷺ يوم الفتح في قتال بني بكر حتى أصبنا عنهم ثأرنا وهو بمكة، ثم أمر رسول الله ﷺ برفع السيف. فلقي رهط منا الغد رجلًا من هُذيل في الحرم يؤم رسول الله ﷺ ليُسلم. وكان قد وترهم في الجاهلية. وكانوا يطلبونه فقتلوه .... ثم قال رسول الله ﷺ: «وإني والله لأَدِيَنَّ هذا الرجل الذي قتلتم» فوداه رسول الله ﷺ. وفيه: ورجل طلب بذهل في الجاهلية.
ومسلم بن بزيد من رجال «التعجيل» (١٠٣٦) وإن الحافظ ابن حجر أشار إلى هذا الحديث وفيه قال الزهري: حدثني مسلم أن أبا شريح الخزاعي أخبره.
وهذا تأكيد الزهري بأنه سمع هذا الحديث من الشيخين عطاء بن يزيد الليثي ومسلم بن يزيد.
إلا أن البخاري قال في «التاريخ الكبير» (٧/ ٢٧٧): «وجعل بعض الناس حديثه عن عطاء بن يزيد ولا يصح». ثم روى الحديث من طريق يونس، عن ابن شهاب، ومن طريق عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري. ثم قال: والأول أصح. وقد أعله البعض من أجل اختلافه على الزهري. والجمع ممكن.
وقوله: بذهل الجاهلية: الذهل هو الثأر.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 55 من أصل 140 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من طلب بدم الجاهلية من أهل الإسلام

  • 📜 حديث: من طلب بدم الجاهلية من أهل الإسلام

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من طلب بدم الجاهلية من أهل الإسلام

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من طلب بدم الجاهلية من أهل الإسلام

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من طلب بدم الجاهلية من أهل الإسلام

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب