حديث: من جاء يعبد الله لا يشرك به شيئًا فله الجنة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الترهيب من قتل المؤمن

عن أبي أيوب أن رسول الله ﷺ قال: «من جاء يعبد الله، لا يشرك به شيئًا، ويقيم الصلاة، ويؤتي الزكاة، ويصوم رمضان، ويجتنب الكبائر فإن له الجنة» وسألوه ما الكبائر؟ قال: «الإشراك بالله، وقتل النفس المسلمة، وفرار يوم الزحف».

حسن: رواه النسائي (٤٠٠٩) وأحمد (٢٣٥٠٢) والطحاوي في مشكله (٨٩٦) كلهم من طرق عن بقية بن الوليد، حدثني بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، حدثنا أبو رُهم السمعي، أن أبا أيوب حدثه فذكر الحديث.

عن أبي أيوب أن رسول الله ﷺ قال: «من جاء يعبد الله، لا يشرك به شيئًا، ويقيم الصلاة، ويؤتي الزكاة، ويصوم رمضان، ويجتنب الكبائر فإن له الجنة» وسألوه ما الكبائر؟ قال: «الإشراك بالله، وقتل النفس المسلمة، وفرار يوم الزحف».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه والعمل بها.
هذا حديث عظيم من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، يبين طريق النجاة والفوز بالجنة. وإليك الشرح المفصل له:

الحديث بلفظه:


عن أبي أيوب رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: «مَنْ جَاءَ يَعْبُدُ اللهَ، لا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَيُقِيمُ الصَّلاةَ، وَيُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَيَصُومُ رَمَضَانَ، وَيَجْتَنِبُ الْكَبَائِرَ فَإِنَّ لَهُ الْجَنَّةَ». فَسُئِلَ: وَمَا الْكَبَائِرُ؟ قَالَ: «الإِشْرَاكُ بِاللهِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الْمُسْلِمَةِ، وَالْفِرَارُ يَوْمَ الزَّحْفِ».


1. شرح المفردات:


● يَعْبُدُ اللهَ: يتذلل له بالطاعة محبةً وتعظيماً.
● لا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا: لا يصرف شيئاً من أنواع العبادة لغير الله تعالى.
● يُقِيمُ الصَّلاةَ: يؤديها على وجه الكمال بشروطها وأركانها وواجباتها في أوقاتها.
● يُؤْتِي الزَّكَاةَ: يدفعها طيبة بها نفسه لمستحقيها.
● يَصُومُ رَمَضَانَ: يتم صيام شهر رمضان إيماناً واحتساباً.
● يَجْتَنِبُ الْكَبَائِرَ: يبتعد عن الذنوب العظيمة التي فيها وعيد شديد.
● الْفِرَارُ يَوْمَ الزَّحْفِ: الهروب من ساحة القتال حين تتقابل الصفوف وتلتحم الحرب.


2. شرح الحديث:


يحدد النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث خمسة أركان عظيمة هي أساس الفوز بالجنة والنجاة من النار، يجمع بين القيام بالواجبات واجتناب المحرمات:
1- الإخلاص والتوحيد (يَعْبُدُ اللهَ، لا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا): هذا هو الأساس الذي تقوم عليه جميع الأعمال، فمن أشرك بالله حبط عمله. وهو شرط لقبول أي عبادة.
2- إقامة الصلاة: وهي عمود الدين، أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، وهي الصلة بين العبد وربه.
3- إيتاء الزكاة: وهي حق المال الذي يؤدي إلى تطهير النفس من الشح وتزكية المال ونمائه، وإغناء الفقراء.
4- صوم رمضان: وهو عبادة عظيمة تزكي النفس وتقوي الإرادة وتذكر الغني بحال الجائع، وهو شهر مغفرة الذنوب.
5- اجتناب الكبائر: وهو جانب الترك للمحرمات، فكما أن فعل الواجبات سبب للجنة، فاجتناب الكبائر سبب كذلك.
ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم أمثلة للكبائر التي سأله عنها الصحابة، وذكر ثلاثاً من أعظمها:
● الإشراك بالله: لأنه أعظم الظلم، وهو الذنب الذي لا يغفر إذا مات صاحبه عليه.
● قتل النفس المسلمة: لأنه إزهاق لأعظم حرمة بعد التوحيد، وهو من الموبقات.
● الفرار يوم الزحف: لأنه جبن يؤدي إلى هزيمة المسلمين وإضعاف شوكتهم، وهو من كبائر الذنوب.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- المنهج المتكامل للنجاة: يجمع الحديث بين أركان الإسلام العملية (الصلاة، الزكاة، الصوم) وأركان الإيمان الاعتقادية (التوحيد) والأخلاقية (اجتناب الكبائر). وهذا منهج متكامل للإنسان.
2- التيسير ورفع الحرج: الحديث يبشر كل من التزم بهذه الأركان واجتنب الكبائر بالجنة، مما يدل على سعة رحمة الله تعالى وأن باب التوبة مفتوح.
3- التحذير من الكبائر: ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أمثلة للكبائر لتحذير الأمة منها، وليعلم أن اجتنابها من أسباب دخول الجنة.
4- تفاضل الذنوب: ليس كل ذنب سواء، فالكبائر أعظم إثماً من الصغائر، ويجب على المسلم أن يخاف منها أشد الخوف.
5- فضل الجهاد وذم الفرار: ذكر الفرار من الزحف في سياق الكبائر يدل على the great importance of jihad and the seriousness of fleeing from it, as it affects the entire Muslim community.


4. معلومات إضافية:


● مصدر الحديث: رواه الإمام أحمد في مسنده، واللفظ له، وأخرجه البخاري ومسلم بمعناه.
● الكبائر: الكبائر هي كل ذنب توعد الله عليه بنار أو لعنة أو غضب أو عذاب. وقد اختلف العلماء في عددها، ولكنها تشمل ما ورد فيه وعيد شديد. من أشهر ما ورد في بيانها حديث: «اجتنبوا السبع الموبقات...» وذكر منها: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنات، والتولي يوم الزحف.
● الصغائر: هي ما دون الكبائر من الذنوب، وقد تكفرها الطاعات واجتناب الكبائر، كما قال تعالى: {إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ} [النساء: 31].
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الموحدين المصلين
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي (٤٠٠٩) وأحمد (٢٣٥٠٢) والطحاوي في مشكله (٨٩٦) كلهم من طرق عن بقية بن الوليد، حدثني بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، حدثنا أبو رُهم السمعي، أن أبا أيوب حدثه فذكر الحديث.
وإسناده حسن من أجل بقية بن الوليد، وقد توبع في أصل الحديث. رواه ابن حبان في صحيحه (٣٢٤٧) والحاكم (١/ ٢٣) من حديث فُضيل بن سليمان، حدثنا موسى بن عقبة، حدثنا عبد الله بن سلمان الأغرّ، عن أبيه، عن أبي أيوب فذكر الحديث. إلا أن ابن حبان لم يذكر السؤال عن الكبائر. وفي الحاكم: عبيد الله بن سلمان.
قال الحاكم: «صحيح على شرط الشيخين، ولا أعرف له علة» وتعقبه الذهبي فقال: «عبيد الله بن سلمان الأغر خرج له البخاري فقط». وعبد الله وعبيد الله كلاهما يرويان عن أبيه سلمان الأغر، إلا أن عبد الله من رجال مسلم، وعبيد الله من رجال البخاري فتنبه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 13 من أصل 140 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من جاء يعبد الله لا يشرك به شيئًا فله الجنة

  • 📜 حديث: من جاء يعبد الله لا يشرك به شيئًا فله الجنة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من جاء يعبد الله لا يشرك به شيئًا فله الجنة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من جاء يعبد الله لا يشرك به شيئًا فله الجنة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من جاء يعبد الله لا يشرك به شيئًا فله الجنة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب