حديث: من مات كافرًا أو قتل مؤمنًا متعمدًا
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب الترهيب من قتل المؤمن
حسن: رواه النسائي (٣٩٨٤) وأحمد (١٦٩٠٧) وابن أبي عاصم في الديات (٢٧) وصحّحه الحاكم (٤/ ٣٥١) كلهم من حديث صفوان بن عيسى، عن ثور، عن أبي عون، عن أبي إدريس، قال: سمعت معاوية يخطب - وكان قليل الحديث - قال: سمعته يخطب يقول: سمعت رسول الله ﷺ يقول: فذكر الحديث.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث الوعيد، رواه الإمام أحمد في مسنده، والنسائي في السنن الكبرى، وغيرهما، عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «كُلُّ ذَنْبٍ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَغْفِرَهُ إِلَّا الرَّجُلَ يَقْتُلُ الْمُؤْمِنَ مُتَعَمِّدًا، أَوِ الرَّجُلَ يَمُوتُ كَافِرًا».
### أولاً. شرح المفردات
● عَسَى: كلمة تفيد الرجاء والترجي، ولكنها هنا من الله تعالى فهي للتحقيق والوقوع، أي أن الله تعالى سوف يغفر كل ذنب إلا هذين.
● يَغْفِرَهُ: يتجاوز عنه، ويستر عليه، ويتوب على صاحبه.
● مُتَعَمِّدًا: القصد والعمد، بأن يقصده بالقتل بغير حق.
● يَمُوتُ كَافِرًا: أي يخرج من الدنيا على حالة الكفر والشرك بالله تعالى.
### ثانيًا. شرح الحديث
يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن سعة مغفرة الله تعالى ورحمته التي وسعت كل شيء، فهي تغفر كل ذنب وكل معصية، مهما عظمت، إلا ذنبين عظيمين لا يغفران:
1- قتل المؤمن عمدًا بغير حق: هذا من أكبر الكبائر وأعظم الجرائم. والمقصود بالمؤمن هنا هو المسلم الذي يعتقد عقيدة أهل السنة والجماعة. فمن قتل مسلمًا متعمدًا، وهو يعلم حرمة ذلك، ولم يتب منه توبة نصوحًا قبل الموت، فإن مصيره إلى جهنم خالدًا فيها، والعياذ بالله. وهذا يدل على عظم حرمة دم المسلم وأهمية حفظه.
2- الموت على الكفر: وهو أن يموت الإنسان وهو مشرك بالله، غير مؤمن به، أو جاحدٌ لشيء من أركان الإيمان المعروفة. فمن مات على هذه الحالة، فلا مغفرة له، ومصيره النار خالدًا فيها أبدًا. وهذا منصوص عليه في القرآن الكريم في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}.
فالحديث يقرر حقيقة عظيمة، وهي أن باب التوبة مفتوح لكل عاصٍ ما دامت الروح لم تبلغ الحلقوم، وأن رحمة الله واسعة، إلا أن يتعلق الذنب بحق آدمي (كالقصاص في القتل) ولم يحلله صاحبه، أو أن يموت الإنسان على الكفر فيغلق بذلك باب التوبة عليه.
### ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر
1- سعة مغفرة الله ورحمته: فمهما بلغت ذنوب العبد، فإن باب التوبة والمغفرة مفتوح له ما لم يغرغر.
2- عظم جريمة القتل: فهي من الذنوب التي تخرج بصاحبها من رحمة الله إذا لم يتب منها، ويجب على القاتل أن يبادر إلى التوبة النصوح ويستحل من أهل المقتول إن أمكن.
3- خطر الموت على الكفر: يحذر الحديث من سوء الخاتمة والموت على غير الإسلام، ويحث المسلم على الثبات على الدين وحسن الظن بالله والاستعداد للقائه.
4- الحث على حفظ أرواح المسلمين: فالحديث يؤكد على حرمة دم المسلم وأنه لا يُسفك إلا بحق.
5- الفرق بين حق الله وحق العباد: ذنوب حقوق الله تعالى التي بين العبد وربه يغفرها الله بالتوبة، أما حقوق العباد فلا بد من استحلالها من أصحابها أو أدائها.
### رابعًا. معلومات إضافية
- هذا الحديث لا يعني أن قاتل المؤمن لا تقبل توبته أبدًا، بل تقبل توبته بينه وبين الله، ولكن تبقى تبعات الحق الآدمي، فلا بد من أداء الحق لأهله أو استحلالهم، أو أن يعفو أولياء الدم.
- يجب التفريق بين الكفر الأصلي (من مات ولم يدخل في الإسلام أصلًا) والمرتد (من دخل الإسلام ثم خرج منه). وكلا الصنفين إذا ماتا على تلك الحالة فإن مصيرهما النار.
- هذا الحديث يبعث الأمل في نفوس العصاة، ويحذر في الوقت نفسه من الاستهانة بدماء المسلمين أو التهاون في أمر العقيدة.
نسأل الله تعالى أن يثبتنا على الإيمان، وأن يحسن خواتيمنا، وأن يتجاوز عن تقصيرنا، وأن يعيذنا من الذنوب التي لا تغفر.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وإسناده حسن من أجل أبي عون وهو الأنصاري الشامي الأعور فإنه حسن الحديث، فقد روى له عدد، ووثّقه ابن حبان والعجلي، وقال ابن أبي عاصم: «هذا إسناد حسن وضيء».
وقوله: «الرجل يقتل» ظاهر هذا الحديث موافق للقرآن، وبه قال غير واحد من السلف. والجمهور على أنه محمول على التغليظ لقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾ [النساء: ١١٦].
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 17 من أصل 140 حديثاً له شرح
- 1 لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا...
- 2 كفر بعد إسلام، أو زنا بعد إحصان، أو قتل نفس...
- 3 لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث
- 4 من قال لا إله إلا الله تعوذا من القتل لا...
- 5 أليس يشهد أن لا إله إلا الله ويصلي
- 6 ما بال هذا؟
- 7 عن ابن عباس في تفسير قتل النفس التي حرم الله
- 8 وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ
- 9 قتل مؤمن متعمدًا جزاؤه جهنم خالدًا فيها
- 10 إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا
- 11 لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب...
- 12 أكبر الكبائر الإشراك بالله وقتل النفس وعقوق الوالدين
- 13 من جاء يعبد الله لا يشرك به شيئًا فله الجنة
- 14 فما بال المقتول؟ قال: «إنه كان حريصا على قتل صاحبه»
- 15 من أمن رجلًا على دمه فقتله يحمل لواء غدر يوم...
- 16 من قتل مؤمنا متعمدًا لم يقبل الله منه صرفًا ولا...
- 17 من مات كافرًا أو قتل مؤمنًا متعمدًا
- 18 من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة.
- 19 تحريم الاقتتال بين المسلين
- 20 قتال المسلم كفر، وسبابه فسق
- 21 من قتل لتكون العزة لله أو لغير الله
- 22 المقتول يأتي يوم القيامة بقاتله فيقول: يا رب سل هذا...
- 23 المقتول متعلقا بالقاتل يقول: يا رب سل هذا فيم قتلني
- 24 قتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا
- 25 لا تقتل نفس ظلما، إلا كان على ابن آدم الأول...
- 26 أول ما يقضى بين الناس في الدماء
- 27 أن تدعو لله ندًا وهو خلقك
- 28 عقوق الأمهات ووأد البنات ومنع وهات
- 29 اجتنبوا السبع الموبقات
- 30 أكبر الكبائر: قول الزور أو قال: وشهادة الزور
- 31 ملحد في الحرم ومبتغ في الإسلام سنة الجاهلية
- 32 النهي عن سب المسلمين
- 33 استنصت الناس لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض
- 34 ويلكم أو ويحكم لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب...
- 35 رب مبلغ أوعى من سامع
- 36 فليبلغ الشاهد الغائب، لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب...
- 37 فمن قالها فقد عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه، وحسابه...
- 38 أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله
- 39 أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا...
- 40 حرم ماله ودمه وحسابه على الله
- 41 لا تقتله فإن قتلته فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله
- 42 أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله
- 43 من قتل نفسًا معاهدًا لم يرح رائحة الجنة
- 44 من قتل نفسًا معاهدة فلا يرح رائحة الجنة
- 45 من قتل معاهدا في غير كنهه حرم الله عليه الجنة
- 46 من قتل رجلا لهم عهد لم يرح رائحة الجنة
- 47 حرمة دم المستأمن
- 48 إنه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة
- 49 من رمى مؤمنا بكفر فهو كقتله
- 50 من جزع من جرح فقطع يده فمات حرمت عليه الجنة
معلومات عن حديث: من مات كافرًا أو قتل مؤمنًا متعمدًا
📜 حديث: من مات كافرًا أو قتل مؤمنًا متعمدًا
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من مات كافرًا أو قتل مؤمنًا متعمدًا
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من مات كافرًا أو قتل مؤمنًا متعمدًا
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من مات كافرًا أو قتل مؤمنًا متعمدًا
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








