حديث: المقتول متعلقا بالقاتل يقول: يا رب سل هذا فيم قتلني

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الترهيب من قتل المؤمن

عن ابن عباس أنه سئل عن رجل قتل مؤمنًا، ثم تاب، وآمن وعمل صالحًا ثم اهتدى قال: ويحك وأنى له الهدي؟ سمعت نبيكم يقول: «يجيء المقتول متعلقا بالقاتل يقول: يا رب! سلْ هذا فيم قتلني؟» والله لقد أنزلها الله على نبيكم، وما نسخها بعد إذ أنزلها. قال: ويحك، وأنى له الهدي؟

حسن: رواه ابن ماجه (٢٦٢١) والنسائي (٣٩٩٩) وأحمد (١٩٤١) كلهم من طريق سفيان بن عيينة، عن عمار بن معاوية الدهني، عن سالم بن أبي الجعد قال: سئل ابن عباس فذكره.

عن ابن عباس أنه سئل عن رجل قتل مؤمنًا، ثم تاب، وآمن وعمل صالحًا ثم اهتدى قال: ويحك وأنى له الهدي؟ سمعت نبيكم يقول: «يجيء المقتول متعلقا بالقاتل يقول: يا رب! سلْ هذا فيم قتلني؟» والله لقد أنزلها الله على نبيكم، وما نسخها بعد إذ أنزلها. قال: ويحك، وأنى له الهدي؟

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا وفق منهج أهل السنة والجماعة:

الحديث:


عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سُئل عن رجل قتل مؤمنًا، ثم تاب، وآمن وعمل صالحًا ثم اهتدى، فقال: "ويحك! وأنَّى له الهدى؟ سمعت نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول: «يجيء المقتول متعلقًا بالقاتل يقول: يا رب! سلْ هذا فيم قتلني؟» والله لقد أنزلها الله على نبيكم، وما نسخها بعد إذ أنزلها". قال: "ويحك، وأنَّى له الهدى؟"


1. شرح المفردات:


● ويحك: كلمة تقال للتحسر والتفجع، ومعناها: هلكتَ أو ويلَك.
● وأنَّى له الهدى: أي كيف يكون له الهدى والنجاة؟ (استفهام إنكاري بمعنى النفي).
● متعلقًا بالقاتل: أي ممسكًا به، معتمدًا عليه ليقتص منه.
● سلْ هذا: أي اسأله.
● فيم قتلني: لأي سبب قتلني.
● وما نسخها بعد: أي لم ينسخ هذا الحكم أو هذه الآية.


2. شرح الحديث:


هذا الحديث يرويه الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، حبر الأمة وترجمان القرآن، وهو يجيب على سؤال حول قاتل مؤمن تاب وآمن وعمل صالحًا، فهل تقبل توبته؟
● السياق: يسأل سائل ابن عباس عن قاتل مؤمن تاب وتابعت توبته إيمانًا وعملًا صالحًا واهتداء، فيجيب ابن عباس بردٍّ قويٍّ منكرًا أن يكون له هدى أو نجاة، ويستدل بحديث النبي صلى الله عليه وسلم.
● مضمون الحديث النبوي الذي استشهد به:
يصف النبي صلى الله عليه وسلم مشهدًا من مشاهد يوم القيامة، حيث يأتي المقتول متعلقًا بقاتله، يشكو إلى الله تعالى فيقول: "يا رب! سل هذا فيم قتلني؟" أي اسأله عن سبب قتله إياي بغير حق.
● استدلال ابن عباس:
يؤكد ابن عباس أن هذا الحكم لم ينسخ، وأنه باقٍ إلى يوم القيامة، وذلك بقوله: "والله لقد أنزلها الله على نبيكم، وما نسخها بعد إذ أنزلها". والمقصود – والله أعلم – أن الله أنزل في القرآن آيات فيها وعيد شديد للقاتل، مثل قوله تعالى:
﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا﴾ [النساء: 93].
وابن عباس يرى أن هذه الآية لم تنسخ، وأن توبة القاتل لا تسقط حق الله في القصاص أو العقوبة في الآخرة، ولا حق المقتول في المطالبة بالقصاص.


3. الدروس المستفادة منه:


1- عظم جرم قتل النفس المؤمنة بغير حق: فهو من الكبائر التي توعَّد الله مرتكبها بعذاب شديد.
2- أن توبة القاتل مقبولة بينه وبين الله تعالى من حيث تخليصه من الكفر إذا كان القتل كفرًا، أو من الإثم، لكنها لا تسقط حق المقتول أو حق المجتمع.
3- حق المقتول ثابت في الآخرة: فإن لم يُقتص له في الدنيا، فإنه يطالب بحقه يوم القيامة.
4- العدل الإلهي: حيث لا يضيع عند الله حق أحد، حتى لو كان القاتل قد تاب.
5- الحث على القصاص في الدنيا: لأنه يكفّر الذنب ويطفئ نار المطالبة في الآخرة.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● هل توبة القاتل مقبولة؟
جمهور العلماء على أن توبة القاتل مقبولة من جهة إخراجه من الكفر (إذا كان القتل موجبًا للكفر) أو من الإثم، لكنها لا تسقط حق الآدمي، بل يجب أن يُقتص منه في الدنيا أو يعفو أولياء الدم.
● الفرق بين حق الله وحق العبد:
حق الله – كالتوبة – يقبل إذا صدق العبد فيها، أما حق العبد فلا يسقط إلا بالقصاص أو العفو.
● الآيات والأحاديث الواردة في الموضوع:
- الآية السابقة (النساء: 93).
- حديث: «لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ» (رواه الترمذي والنسائي).
- حديث: «أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الدِّمَاءِ» (متفق عليه).
● رأي العلماء في تفسير قول ابن عباس:
بعضهم يرى أن ابن عباس كان يرى أن قاتل المؤمن متعمدًا لا تقبل توبته مطلقًا، ولكن الجمهور على قبول توبته مع وجوب القصاص.


ختامًا:


هذا الحديث يذكرنا بخطورة القتل وعظم أمر الدماء في الإسلام، وأن العدل الإلهي سينجز لكل صاحب حق حقه، فلا يظلم ربك أحدًا. وينبغي للمسلم أن يخاف الله تعالى ويحذر من الاعتداء على الأنفس، وأن يسارع إلى التوبة النصوح إذا وقع في ذنب، مع السعي في إبراء الذمة من حقوق العباد.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجه (٢٦٢١) والنسائي (٣٩٩٩) وأحمد (١٩٤١) كلهم من طريق سفيان بن عيينة، عن عمار بن معاوية الدهني، عن سالم بن أبي الجعد قال: سئل ابن عباس فذكره.
وإسناده حسن من أجل عمار بن معاوية الدهني البجلي فإنه حسن الحديث، وقد توبع أيضا فرواه ابن أبي عاصم في الديات (٣٣) عن عمار الدهني وقرنه بيحيى الجابر، كما أن سالم بن أبي الجعد صرّح بالسماع من ابن عباس. وللحديث طرق أخرى غير أن ما ذكرته هو أصحها. فقد رواه الترمذي (٣٠٢٩) والنسائي (٤٠٠٥) من وجه آخر عن ورقاء بن عمر، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس نحوه.
وقال الترمذي: «حديث حسن، وروى بعضهم هذا الحديث عن عمرو بن دينار عن ابن عباس ولم يرفعه».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 23 من أصل 140 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: المقتول متعلقا بالقاتل يقول: يا رب سل هذا فيم قتلني

  • 📜 حديث: المقتول متعلقا بالقاتل يقول: يا رب سل هذا فيم قتلني

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: المقتول متعلقا بالقاتل يقول: يا رب سل هذا فيم قتلني

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: المقتول متعلقا بالقاتل يقول: يا رب سل هذا فيم قتلني

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: المقتول متعلقا بالقاتل يقول: يا رب سل هذا فيم قتلني

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب