حديث: قتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب الترهيب من قتل المؤمن
حسن: رواه النسائي (٣٩٩٠) عن الحسن بن إسحاق المروزي ثقة، حدثني خالد بن خداش، قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن بشير بن المهاجر، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لحديث بريدة رضي الله عنه، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
نص الحديث:
عن بريدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «قَتْلُ الْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ زَوَالِ الدُّنْيَا».
تخريج الحديث:
هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والنسائي في السنن الكبرى، وابن ماجه في سننه، وصححه الألباني.
1. شرح المفردات:
● قتل المؤمن: يعني التعدي على حياته وإزهاق روحه بغير حق.
● أعظم: أكثر جرمًا وأشد إثمًا.
● زوال الدنيا: فناء العالم وانهيار نظامه وذهاب ما فيه.
2. شرح الحديث:
يبيّن النبي ﷺ في هذا الحديث عِظَم جريمة قتل المؤمن الذي يعتقد عقيدة التوحيد ويؤمن بالله ورسوله. فقتله بغير حق من الكبائر العظيمة التي تفوق في شناعتها وزوال الدنيا بكل ما فيها من المخلوقات والكونيات.
ومعنى ذلك أن إثم قتل نفس مؤمنة واحدة أعظم عند الله من ذهاب الدنيا كلها وفنائها، لأن قتل المؤمن اعتداء على حرمة آمنة، واستخفاف بحق الله تعالى الذي حرّم القتل، بينما زوال الدنيا أمر مقدر وهو من سنن الله في الكون.
3. الدروس المستفادة والعبر:
● عِظَم حرمة المؤمن: فالمؤمن له حرمة عظيمة عند الله، واعتداء عليه من أعظم الجرائم.
● تحريم القتل بغير حق: التأكيد على تحريم القتل وتحذير المسلمين من التهاون في دماء بعضهم.
● تقدير قيمة الإنسان: الإنسان خليفة الله في الأرض، وخاصة إذا كان مؤمنًا،所以 قيمته أعلى من قيمة الدنيا كلها.
● التحذير من الفتنة: الحديث تحذير من إراقة الدماء والوقوع في الفتن التي تؤدي إلى سفك الدماء.
4. معلومات إضافية:
- هذا الحديث يظهر مكانة الإنسان في الإسلام، وأن حفظ النفس أحد المقاصد الشرعية الكبرى.
- يؤكد الحديث على أن جرائم القتل من أعظم الذنوب التي توجب غضب الله وعقابه.
- ينبغي للمسلم أن يخاف الله في نفسه وإخوانه المسلمين، وأن يحافظ على أمن المجتمع وسلامته.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
وإسناده حسن من أجل الكلام في بشير بن المهاجر الكوفي الغنوي فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث في الشواهد. وخالد بن خداش وحاتم بن إسماعيل أيضا حسنا الحديث وفيهما كلام خفيف.
ومن شواهده ما رُوي عن عبد الله بن عمرو: «لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم» روي مرفوعا وموقوفا.
أما المرفوع فرواه الترمذي (١٣٩٥) والنسائي (٣٩٨٧) كلاهما من حديث ابن أبي عدي، عن شعبة، عن يعلى بن عطاء، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي ﷺ فذكره.
وأما الموقوف فرواه محمد بن جعفر، عن شعبة بإسناده ولم يرفعه. ومن طريقه رواه أيضا الترمذي (١٣٩٥ م) والنسائي (٣٩٨٨) قال الترمذي: «وهذا أصح من حديث ابن أبي عدي (عن شعبة)». انتهينا
وللحديث إسناد آخر وهو ما رواه النسائي (٣٩٨٦) عن محمد بن معاوية بن مالج، قال: حدثنا محمد بن سلمة الحراني، عن ابن إسحاق، عن إبراهيم بن مهاجر، عن إسماعيل مولى عبد الله بن عمرو، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، عن النبي ﷺ قال: «والذي نفسي بيده لقتل مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا».
قال النسائي: «إبراهيم بن مهاجر ليس بالقوي».
وقال ابن أبي حاتم في «علله» (٢/ ٤٢٣): سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه الحكم بن موسى، عن محمد بن سلمة، عن ابن إسحاق، عن إبراهيم بن مهاجر، عن إسماعيل مولى عبد الله بن عمرو، عن عبد الله بن عمرو فذكر الحديث.
فقالا: «هكذا رواه الحكم، والحرانيون يدخلون بين ابن إسحاق وبين إبراهيم بن مهاجر الحسن بن عمارة». انتهى
والحسن بن عمارة متروك الحديث.
ومن شواهده ما رُوي عن البراء بن عازب مرفوعا: «لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق».
رواه ابن أبي عاصم في الديات (٧) وابن عدي في الكامل (٣/ ١٠٠٤) والبيهقي في شعب الإيمان (٤/ ٣٤٥) كلهم من حديث هشام بن عمار، عن الوليد بن مسلم، قال: ثنا روح بن جناح، عن أبي الجهم الجوزجاني، عن البراء بن عازب فذكره.
وروح بن جناح الأموي مولاهم مختلف فيه. فوثقه الدارمي، وضعفه النسائي وغيره. وقال ابن حبان: منكر الحديث جدًّا، وفي التقريب: ضعيف، واتهمه ابن حبان.
ووهم ابن ماجه (٢٦١٩) فجعل مكانه أخاه «مروان بن جناح» وهو أحسن حالا من أخيه، ولذا حسّنه المنذري في الترغيب والترهيب (٣٧٠٩) وقال ابن الملقن في البدر المنير (٨/ ٣٤٨): «رواه ابن ماجه بإسناد صحيح». وقال البوصيري في زوائد ابن ماجه: «إسناده صحيح، رجاله ثقات» وبناء على قولهم صحّحته في أقضية رسول الله ﷺ (١/ ٨٨) فتنبه.
ورواه الأصبهاني في الترغيب والترهيب (٣/ ١٨٧) بإسناد آخر عن البراء بن عازب وزاد في آخره: «ولو أن أهل السماوات وأهل أرضه اشتركوا في دم مؤمن لأدخلهم الله النار» وفيه رجال لا يعرفون.
وأما ما روي عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة يذكران عن رسول الله ﷺ قال: «لو أن أهل السماء والأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم الله في النار» فهو ضعيف.
رواه الترمذي (١٣٩٨) عن الحسين بن حريث قال: حدثنا الفضل بن موسى، عن الحسين بن واقد، عن يزيد الرقاشي قال: حدثنا أبو الحكم البجلي قال: سمعت أبا سعيد وأبا هريرة فذكراه.
قال الترمذي: «هذا حديث غريب» أي ضعيف.
فإن فيه يزيد الرقاشي وهو ابن أبان القاص ضعيف باتفاق أهل العلم وكان زاهدا واعظا بكاءً.
وفي الباب ما رُوي بلفظ: «من أعان على قتل مسلم ولو بشطر كلمة لقي الله وهو مكتوب بين عينيه: آيس من رحمة الله» روي عن ابن عباس وأبي هريرة، وعمر بن الخطاب وكلها معلولة.
انظر تخاريجها في البدر المنير (٨/ ٣٤٨ - ٣٥٠).
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 24 من أصل 140 حديثاً له شرح
- 1 لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا...
- 2 كفر بعد إسلام، أو زنا بعد إحصان، أو قتل نفس...
- 3 لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث
- 4 من قال لا إله إلا الله تعوذا من القتل لا...
- 5 أليس يشهد أن لا إله إلا الله ويصلي
- 6 ما بال هذا؟
- 7 عن ابن عباس في تفسير قتل النفس التي حرم الله
- 8 وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ
- 9 قتل مؤمن متعمدًا جزاؤه جهنم خالدًا فيها
- 10 إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا
- 11 لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب...
- 12 أكبر الكبائر الإشراك بالله وقتل النفس وعقوق الوالدين
- 13 من جاء يعبد الله لا يشرك به شيئًا فله الجنة
- 14 فما بال المقتول؟ قال: «إنه كان حريصا على قتل صاحبه»
- 15 من أمن رجلًا على دمه فقتله يحمل لواء غدر يوم...
- 16 من قتل مؤمنا متعمدًا لم يقبل الله منه صرفًا ولا...
- 17 من مات كافرًا أو قتل مؤمنًا متعمدًا
- 18 من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة.
- 19 تحريم الاقتتال بين المسلين
- 20 قتال المسلم كفر، وسبابه فسق
- 21 من قتل لتكون العزة لله أو لغير الله
- 22 المقتول يأتي يوم القيامة بقاتله فيقول: يا رب سل هذا...
- 23 المقتول متعلقا بالقاتل يقول: يا رب سل هذا فيم قتلني
- 24 قتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا
- 25 لا تقتل نفس ظلما، إلا كان على ابن آدم الأول...
- 26 أول ما يقضى بين الناس في الدماء
- 27 أن تدعو لله ندًا وهو خلقك
- 28 عقوق الأمهات ووأد البنات ومنع وهات
- 29 اجتنبوا السبع الموبقات
- 30 أكبر الكبائر: قول الزور أو قال: وشهادة الزور
- 31 ملحد في الحرم ومبتغ في الإسلام سنة الجاهلية
- 32 النهي عن سب المسلمين
- 33 استنصت الناس لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض
- 34 ويلكم أو ويحكم لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب...
- 35 رب مبلغ أوعى من سامع
- 36 فليبلغ الشاهد الغائب، لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب...
- 37 فمن قالها فقد عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه، وحسابه...
- 38 أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله
- 39 أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا...
- 40 حرم ماله ودمه وحسابه على الله
- 41 لا تقتله فإن قتلته فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله
- 42 أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله
- 43 من قتل نفسًا معاهدًا لم يرح رائحة الجنة
- 44 من قتل نفسًا معاهدة فلا يرح رائحة الجنة
- 45 من قتل معاهدا في غير كنهه حرم الله عليه الجنة
- 46 من قتل رجلا لهم عهد لم يرح رائحة الجنة
- 47 حرمة دم المستأمن
- 48 إنه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة
- 49 من رمى مؤمنا بكفر فهو كقتله
- 50 من جزع من جرح فقطع يده فمات حرمت عليه الجنة
معلومات عن حديث: قتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا
📜 حديث: قتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: قتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: قتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: قتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








