حديث: حرمة دم المستأمن

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الرجل يأمن الرجل على دمه ثم يقتله

عن رفاعة بن شداد الفتياني قال: لولا كلمة سمعتُها من عمرو بن الحمِق الخزاعي لمشيت فيها بين رأس المختار وجسده، سمعته يقول: «من أمن رجلًا على دمه، فقتله فإنه يحمل لواء غدْر يوم القيامة».

صحيح: رواه ابن ماجه (٢٦٨٨) وأحمد (٢١٩٤٦) وأبو داود الطيالسي (١٢٨٥) وابن حبان (٥٩٨٢) وابن أبي عاصم في الديات (٣١٨) كلهم من حديث رفاعة بن شداد فذكره.

عن رفاعة بن شداد الفتياني قال: لولا كلمة سمعتُها من عمرو بن الحمِق الخزاعي لمشيت فيها بين رأس المختار وجسده، سمعته يقول: «من أمن رجلًا على دمه، فقتله فإنه يحمل لواء غدْر يوم القيامة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع:

الحديث:


عن رفاعة بن شداد الفتياني قال: لولا كلمة سمعتُها من عمرو بن الحمِق الخزاعي لمشيت فيها بين رأس المختار وجسده، سمعته يقول: «من أمن رجلًا على دمه، فقتله فإنه يحمل لواء غدْر يوم القيامة».


1. شرح المفردات:


● أمن رجلًا على دمه: أي أعطاه الأمان وضمن له السلامة من القتل.
● يحمل لواء غدر: اللواء هو العلم أو الراية، والغدر هو الخيانة ونقض العهد.
● يوم القيامة: يوم الحساب والجزاء.


2. شرح الحديث:


هذا الحديث يرويه الصحابي الجليل رفاعة بن شداد الفتياني رضي الله عنه، وهو من الصحابة الذين شهدوا بيعة الرضوان، وقد روى عنه جماعة من التابعين.
والحديث يحكي قصة تدل على عظم شأن الأمان والعهد في الإسلام، حيث يقول رفاعة: إنه كان يريد أن يمشي بين رأس المختار الثقفي وجسده (أي بعد أن قُطِع رأسه) انتقامًا منه، لكنه تذكر كلمة سمعها من الصحابي عمرو بن الحمق الخزاعي رضي الله عنه (وهو من كبار الصحابة وشهداء الإسلام)، فكف عن ذلك.
والكلمة التي سمعها هي: «من أمن رجلًا على دمه، فقتله فإنه يحمل لواء غدْر يوم القيامة».
ومعنى هذا: أن من أعطى آخر عهدًا وأمانًا على نفسه ودمه (أي أنه لن يقتله أو يؤذيه)، ثم غدر به وقتله، فإن هذا الغادر سيكون من أبرز الغادرين يوم القيامة، حتى إنه يُعطى لواء (أي راية) الغدر ليشهر به بين الخلائق، وذلك لعظم جرمه.


3. الدروس المستفادة منه:


● تحريم الغدر والخيانة:尤其 إذا كان ذلك في دم معصوم بأمان.
● عظم حقن الدماء: فالإسلام حريص على حفظ الدماء، وقد جعل الغدر من كبائر الذنوب.
● الوفاء بالعهد: من صفات المؤمنين، قال تعالى: {وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا} [الإسراء: 34].
● الوعيد الشديد للغادر: حتى إنه يُعرف بين الناس يوم القيامة بلواء الغدر، وهذا من أشد أنواع العذاب الأدبي.
● التأثر بكلام الصالحين: كما تأثر رفاعة رضي الله عنه بكلمة عمرو بن الحمق، فكف عن انتهاك حرمة الميت.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في "المسند"، والطبراني في "المعجم الكبير"، وقال الحافظ ابن حجر: إسناده حسن.
- والحديث يدل على أن الغدر من صفات المنافقين، كما في الحديث: «آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان» (متفق عليه).
- وفيه أيضًا تحذير من التمثيل بالقتلى، كما أراد رفاعة أن يفعل، لكنه كف بسبب هذا الحديث.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الوفياء الأتقياء، وأن يحفظ دماء المسلمين، وأن يعيذنا من الغدر والخيانة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجه (٢٦٨٨) وأحمد (٢١٩٤٦) وأبو داود الطيالسي (١٢٨٥) وابن حبان (٥٩٨٢) وابن أبي عاصم في الديات (٣١٨) كلهم من حديث رفاعة بن شداد فذكره. وإسناده صحيح.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 47 من أصل 140 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: حرمة دم المستأمن

  • 📜 حديث: حرمة دم المستأمن

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: حرمة دم المستأمن

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: حرمة دم المستأمن

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: حرمة دم المستأمن

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب