حديث: قتل رجل من النضير رجلاً من قريظة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب النفس بالنفس
حسن: رواه أبو داود (٤٤٩٤) والنسائي (٤٧٣٢) وابن الجارود (٧٧٢) وصحّحه ابن حبان (٥٠٥٧) والحاكم (٤/ ٣٦٦) كلهم من حديث عبد الله بن موسى، عن علي بن صالح، عن سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.
![عن ابن عباس قال: كان قريظة والنضير. وكان النضير أشرف من قريظة. فكان إذا قتل رجل من قريظة رجلا من النضير قتل به، وإذا قتل رجل من النضير فوُدي بمئة وسق من تمر، فلما بعث النبي ﷺ قتل رجل من النضير رجلًا من قريظة. فقالوا: ادفعوه إلينا نقتله، فقالوا: بيننا وبينكم النبي، فأتوه، فنزلت: ﴿وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ﴾ [المائدة: ٤٣] والقسط: النفس بالنفس، ثم نزلت: ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ﴾ [المائدة: ٥٠]. عن ابن عباس قال: كان قريظة والنضير. وكان النضير أشرف من قريظة. فكان إذا قتل رجل من قريظة رجلا من النضير قتل به، وإذا قتل رجل من النضير فوُدي بمئة وسق من تمر، فلما بعث النبي ﷺ قتل رجل من النضير رجلًا من قريظة. فقالوا: ادفعوه إلينا نقتله، فقالوا: بيننا وبينكم النبي، فأتوه، فنزلت: ﴿وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ﴾ [المائدة: ٤٣] والقسط: النفس بالنفس، ثم نزلت: ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ﴾ [المائدة: ٥٠].](img/Hadith/hadith_6730.png)
شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا بما ندرس ونفهم من سنة نبيه ﷺ.
الحديث بطوله:
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "كَانَتْ قُرَيْظَةُ وَالنَّضِيرُ. وَكَانَ النَّضِيرُ أَشْرَفَ مِنْ قُرَيْظَةَ. فَكَانَ إِذَا قَتَلَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْظَةَ رَجُلًا مِنَ النَّضِيرِ قُتِلَ بِهِ، وَإِذَا قَتَلَ رَجُلٌ مِنَ النَّضِيرِ فُوْدِيَ بِمِائَةِ وَسْقٍ مِنْ تَمْرٍ، فَلَمَّا بُعِثَ النَّبِيُّ ﷺ قَتَلَ رَجُلٌ مِنَ النَّضِيرِ رَجُلًا مِنْ قُرَيْظَةَ. فَقَالُوا: ادْفَعُوهُ إِلَيْنَا نَقْتُلْهُ، فَقَالُوا: بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ النَّبِيُّ، فَأَتَوْهُ، فَنَزَلَتْ: ﴿وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ﴾ [المائدة: ٤٣] وَالْقِسْطُ: النَّفْسُ بِالنَّفْسِ، ثُمَّ نَزَلَتْ: ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ﴾ [المائدة: ٥٠]".
(أخرجه الإمام أحمد في مسنده، والحاكم في المستدرك، وصححه الألباني)
1. شرح المفردات:
● قريظة والنضير: هما قبيلتان من قبائل اليهود التي كانت تسكن المدينة المنورة قبل الإسلام.
● أشرف: أكثر شرفاً ومنزلةً وقوةً.
● قُتِلَ بِهِ: أي يُقتل القاتل قصاصاً.
● فُوْدِيَ: دِيَتُهُ، أي دفعوا بدله مالاً (دية) بدلاً من القصاص.
● وَسْق: مكيال يساوي ستين صاعاً، والصاع حوالي 2.5 كيلوغرام تقريباً، فمئة وسق كمية كبيرة جداً من التمر.
● بُعِثَ النَّبِيُّ ﷺ: أي عندما أُرسل النبي محمد ﷺ بالرسالة.
● بِالْقِسْطِ: بالعدل.
● حُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ: نظام الحكم والقضاء الذي كان سائداً قبل الإسلام، القائم على الظلم والتفاخر بالأنساب والقبائل.
2. شرح الحديث:
يصف لنا الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما حالة ظلم اجتماعي كانت سائدة في الجاهلية بين قبيلتي اليهود في المدينة، قريظة والنضير.
● الوضع في الجاهلية: كانت قبيلة النضير تعتبر نفسها أعلى شأناً وأرفع منزلة من قبيلة قريظة. وقد تجسَّد هذا التمييز في نظام العقوبات الظالم:
- إذا قتل رجل من قبيلة قريظة (الضعيفة) رجلاً من قبيلة النضير (القوية)، فإن القاتل يُقتل قصاصاً (النفس بالنفس).
- أما إذا حدث العكس، وقتل رجل من النضير رجلاً من قريظة، فإن الأمر لا يُحل بالقصاص، بل يدفع أولياء القاتل دية (فدية مال) فقط، وهي مئة وسق من التمر، وذلك احتقاراً لدماء قريظة واعتبارها أرخص.
● الحدث بعد البعثة: بعد أن بعث الله نبيه محمداً ﷺ وهاجر إلى المدينة، حدثت جريمة قتل: حيث قتل رجل من النضير (القبيلة القوية) رجلاً من قريظة (القبيلة التي كانت تُظلم).
- طالبت قبيلة قريظة بالقصاص (النفس بالنفس) تطبيقاً للعدل الذي جاء به الإسلام.
- رفضت قبيلة النضير ذلك وتمسكت بالعرف الجاهلي القديم، وطالبت بأن تدفع الدية فقط كما كان الحال سابقاً.
- اتفق الطرفان على التحكيم إلى رسول الله ﷺ.
● نزول الآيات: عندما عرضوا الأمر على النبي ﷺ، نزلت الآية الكريمة تأمره بالحكم بينهم بالعدل المطلق الذي لا يُفرق بين غني وفقير، أو قوي وضعيف: ﴿وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ﴾. والقسط هنا هو المساواة التامة: النفس بالنفس.
- ثم نزلت الآية التالية توبيخاً لليهود (النضير) الذين يريدون التحاكم إلى نظام الجاهلية الظالم: ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾. فهي تسائلهم باستنكار: أبهذا الحكم الجائر تريدون أن تحكموا بعد أن جاءكم العدل الإلهي؟!
3. الدروس المستفادة منه:
1- إقامة العدل أساس الملك: يوضح الحديث أن من أهم مقاصد الإسلام إقامة العدل بين الناس، واجتثاث أي شكل من أشكال التمييز based على العرق، النسب، الثروة، أو القوة.
2- مساواة البشر في الحقوق والدماء: جاء الإسلام ليكسر كل الفوارق المصطنعة ويؤسس لمجتمع تساوي فيه دماء الناس وأرواحهم، فلا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى.
تخريج الحديث
وسماك بن حرب مضطرب في عكرمة ولكن تابعه داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس قال: إن الآيات التي في المائدة قوله: ﴿فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ [المائدة: ٤٢] إنما نزلت في الدية في بني النضير وبني قريظة، وذلك أن قتلى بني النضير، وكان لهم شرف تُؤدى الدية كاملة، وإن قريظة كانوا يؤدون نصف الدية. فتحاكموا في ذلك إلى رسول الله ﷺ فأنزل الله ذلك فيهم. فحكم رسول الله ﷺ على
الحق في ذلك. فجعل الدية في ذلك سواء.
رواه أبو داود (٣٥٩١) والنسائي (٤٧٣٣) وأحمد (٣٤٣٤) كلهم من طريق محمد بن إسحاق قال: أخبرني داود بن الحصين فذكره.
ذهب كثير من أهل العلم إلى عموم هذه الآية الكريمة بأن الرجل يقتل بالمرأة، وكذا ورد في كتاب عمرو بن حزم: «أن الرجل يقتل بالمرأة» وبه قال مالك وأبو حنيفة والشافعي وأحمد في قول.
وعن أبي حنيفة: أن المسلم يقتل بالكافر الذمي، والحر بالعبد لعموم هذه الآية. وسيأتي ما يخصص هذا العموم.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 57 من أصل 140 حديثاً له شرح
- 32 النهي عن سب المسلمين
- 33 استنصت الناس لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض
- 34 ويلكم أو ويحكم لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب...
- 35 رب مبلغ أوعى من سامع
- 36 فليبلغ الشاهد الغائب، لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب...
- 37 فمن قالها فقد عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه، وحسابه...
- 38 أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله
- 39 أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا...
- 40 حرم ماله ودمه وحسابه على الله
- 41 لا تقتله فإن قتلته فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله
- 42 أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله
- 43 من قتل نفسًا معاهدًا لم يرح رائحة الجنة
- 44 من قتل نفسًا معاهدة فلا يرح رائحة الجنة
- 45 من قتل معاهدا في غير كنهه حرم الله عليه الجنة
- 46 من قتل رجلا لهم عهد لم يرح رائحة الجنة
- 47 حرمة دم المستأمن
- 48 إنه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة
- 49 من رمى مؤمنا بكفر فهو كقتله
- 50 من جزع من جرح فقطع يده فمات حرمت عليه الجنة
- 51 فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم...
- 52 قاتل النفس لا يكفر، ولله وليديه فاغفر
- 53 قتل تسعة وتسعين نفسًا فهل له توبة
- 54 من السائق؟ قالوا: عامر
- 55 من طلب بدم الجاهلية من أهل الإسلام
- 56 من أشد الناس عتوًا رجل ضرب غير ضاربه
- 57 قتل رجل من النضير رجلاً من قريظة
- 58 من أصاب من ذلك شيئا فستره الله عليه إن شاء...
- 59 دم امرئ مسلم لا يحل إلا بإحدى ثلاث
- 60 من تصدق به فهو كفارة له
- 61 من قتل نفسا بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعا
- 62 قتلته دخلت النار
- 63 اعف، فإنك مثله
- 64 ما رفع إلى النبي أمر فيه القصاص إلا أمر بالعفو
- 65 لا يحث في خطبته على الصدقة، وينهى عن المثلة
- 66 عبد أبق نذر إن قدر عليه أن يقطع يده
- 67 قضى بالقصاص في السن
- 68 طلبوا العفو فأبوا، فأتوا النبي ﷺ فأمرهم بالقصاص
- 69 «إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره»
- 70 قتل اليهودي الجارية التي عليها أوضاح بالمدينة
- 71 لا قود إلا بالسيف
- 72 لا يُقتل مسلم بكافر
- 73 المدينة حرام ما بين عائر إلى كذا
- 74 من زعم أن عندنا شيئا نقرأه إلا كتاب الله
- 75 المؤمنون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم
- 76 دية الكافر نصف دية المسلم
- 77 لا يتوارث أهل ملتين، ولا تنكح المرأة على عمتها
- 78 من قتل عبده قتلناه
- 79 قتل عبده متعمدًا فجلده النبي مائة ونفاه سنة
- 80 علي بالرجل فطلب فلم يقدر عليه
- 81 لا يقاد الأب من ابنه
معلومات عن حديث: قتل رجل من النضير رجلاً من قريظة
📜 حديث: قتل رجل من النضير رجلاً من قريظة
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: قتل رجل من النضير رجلاً من قريظة
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: قتل رجل من النضير رجلاً من قريظة
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: قتل رجل من النضير رجلاً من قريظة
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








