حديث: لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الترهيب من قتل المؤمن

عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله ﷺ: «لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دمًا حرامًا».

صحيح: رواه البخاريّ في الديات (٦٨٦٢)، عن عليّ (هو ابن الجعد) حَدَّثَنَا إسحاق بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص، عن أبيه، عن ابن عمر، فذكره، ورواه البخاريّ أيضًا من قول ابن عمر: إن من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها الدم الحرام بغير حله.

عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله ﷺ: «لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دمًا حرامًا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما الذي رواه البخاري في صحيحه، فيه توجيه نبوي عظيم، وإليك شرحه الوافي:

الحديث:


عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: «لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دمًا حرامًا».

1. شرح المفردات:


● لن يزال: استمرار ودوام، أي سيستمر المؤمن.
● فسحة: سعة ورحبة وتيسير، والمقصود بها هنا سعة في الدين وتيسير في الأمور.
● من دينه: أي في تطبيقه لدينه وفي سعة أعماله.
● ما لم يصب: ما لم يقترف أو يرتكب.
● دمًا حرامًا: القتل بغير حق، وهو من الكبائر العظيمة.

2. شرح الحديث:


هذا الحديث الشريف يبين أن المؤمن يعيش في سعة ورحمة من الله تعالى، وتيسير في أمور دينه ودنياه، ما دام حريصًا على تجنب ارتكاب كبيرة إراقة الدم الحرام بغير حق. فالله تعالى يوسع على المؤمن في رزقه، وفي صحته، وفي تقبل أعماله، وييسر له الطاعات، ويجنبه المصاعب ما دام مبتعدًا عن هذه الجريمة العظيمة.
فالفسحة هنا تشمل:
- سعة في الرزق والبركة.
- تيسير في الطاعات والقربات.
- راحة القلب وطمأنينة النفس.
- تجنب المصائب والشدائد في الدنيا.
أما إذا ارتكب المؤمن قتل النفس بغير حق، فإن هذه السعة تضيق عليه، وقد يعاقب بالهم والضيق في الدنيا قبل الآخرة، كما أن ذنبه عظيم يحتاج إلى توبة نصوح.

3. الدروس المستفادة:


- تحريم القتل بغير حق من أعظم الذنوب، وهو من الكبائر التي تهلك صاحبها.
- الابتعاد عن الدم الحرام سبب لسعة الرزق وراحة البال.
- يجب على المسلم الحذر من كل ما يؤدي إلى إراقة الدماء بغير حق، كالظلم والعدوان.
- التوبة من القتل واجبة، وإن كان القتل عمدًا فالتوبة لا تسقط حق الله ولا حق الآدمي، بل يجب أداء الحقوق لأهل المقتول أو طلب مسامحتهم.

4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدل على عظم جرم القتل، حتى إنه يضيق على صاحبه في دينه ودنياه.
- ينبغي للمسلم أن يحافظ على نفسه وغيره من الاعتداء، فالله تعالى جعل حفظ النفس من المقاصد الكبرى للشريعة.
- من رحمة الله تعالى أن جعل للمؤمن سعة في دينه ما دام حافظًا لحدود الله، فإذا تعداها ضاقت عليه الأمور.
نسأل الله تعالى أن يحفظنا من كل سوء، وأن يوسع علينا في ديننا ودنيانا، ويبعدنا عن مقارفة الذنوب والآثام.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الديات (٦٨٦٢)، عن عليّ (هو ابن الجعد) حَدَّثَنَا إسحاق بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص، عن أبيه، عن ابن عمر، فذكره، ورواه البخاريّ أيضًا من قول ابن عمر: إن من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها الدم الحرام بغير حله.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 11 من أصل 140 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما

  • 📜 حديث: لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب